النساء في منتصف العمر أكثر عرضة للإصابة بأعراض كورونا طويلة الأمد

الساعة 11:41 م|27 مارس 2021

فلسطين اليوم

توصلت دراستان أشرفت عليهما جامعتان في بريطانيا إلى أن النساء في منتصف العمر يعانين من أعراض أكثر حدّة وتدوم لفترة أطول بعد علاجهن في المستشفيات عند الإصابة بمرض كوفيد-19

فبعد مرور خمسة أشهر على الإصابة بالفيروس، بقي 70 بالمئة من المرضى الذين خضعوا للدراسة يعانون من القلق وضيق التنفس والإرهاق وآلام العضلات و فقدان القدرة على التركيز والتذكر أو ما يعرف بضبابية في الدماغ Brain fog.

ويمكن أن يساعد فهم كيفية مقاومة أجساد النساء للمرض في تفسير سبب تعافيهن الأبطأ.

ولم تخضع إحدى الدراستين، وهي الأكبر وتقودها جامعة ليستر، للمراجعة بعد. وقد تابعت هذه الدراسة أكثر من ألف مريض في بريطانيا أدخلوا إلى المستشفى بسبب مرض كوفيد-19 العام الماضي، ووجدت أن ما يصل إلى 70 بالمئة منهم لم يتعافوا تماما من أعراض المرض بعد نحو خمسة أشهر من مغادرة المستشفى، وأن النساء كنّ الأكثر تضررا.

علما أنه أدخل أكثر من 400,000 شخص في بريطانيا إلى المستشفيات بسبب الإصابة بفيروس كورونا منذ بداية الوباء.

أما الدراسة الأصغر، بقيادة جامعة غلاسكو، فتوصلت إلى أن النساء تحت سن الخمسين، كنّ أكثر عرضة للإصابة بضيق التنفس بنسبة سبع مرات، وأكثر إبلاغا عن الشعور بالإجهاد بنسبة الضعفين، مقارنة بالرجال من نفس العمر الذين مرضوا بسبب الفيروس، وذلك بعد مرور سبعة أشهر على العلاج في المستشفى.

وجاء في دراسة جامعة ليستر أن أعراض كوفيد طويلة الأمد قد منعت 18 بالمئة من الأشخاص من العودة إلى عملهم، كما أجبرت 19 بالمئة على تغيير وظائفه

وتلقّى المرضى عدة أشكال من الرعاية في المستشفى، كحصول الغالبية على مضادات حيوية، وحصول الثلث على الأكسجين، ودخول ما يزيد عن ربع المصابين وحدة العناية الفائقة، لكن حتى أولئك الذين بقوا فترة قصيرة في المستشفى لا يزالون يعانون من مشاكل مستمرة.

وكانت غالبية الأشخاص الذين لم يسترجعوا عافيتهم تماما من فئة الإناث بيضاوات البشرة، واللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 40 و60 عاما تقريبا، واللاتي يعانين من مرض آخر على الأقل، ووضعن على أجهزة تنفس صناعي.

استجابة مناعية مختلفة

وقالت الدكتورة راشيل إيفانز، وهي أستاذة مشاركة في جامعة ليستر واستشارية أمراض تنفسية في مستشفيات مدينة ليستر، إن كثيرا من المشاكل الصحية المستمرة لم تفسّر على أنها نتيجة لإصابة بمرض حاد ، غالبا ما يتعلق بتلف الرئة.

وأضافت أن هذا يشير إلى أن هناك عوامل أخرى غير ظاهرة قد تلعب دورا في هذا الموضوع.

وكانت مجموعة النساء في منتصف العمر هي الأكثر تضررا من المشاكل الصحية طويلة الأمد، في حين تعافت النساء الأصغر سنا والأكبر سنا بشكل أفضل.

وقال واضع الدراسة، د.نذير لون، وهو استشاري العناية الفائقة في المستوصف الملكي في إدنبرة، إن سبب هذا قد يرجع لكون الفئات العمرية الأكبر سنا أكثر عرضة للوفاة ، وبالتالي فإن النساء الأصغر سنا ومتوسطات العمر أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة ولكن مع مشاكل صحية.

لكنه قال أيضا إن هناك احتمال بأن يكون لدى النساء استجابة مناعية مختلفة عن الرجال.علما أن الرجال كانوا أكثر عرضة لدخول المستشفى بسبب إصابتهم بكوفيد-19.

كما وجدت الدراسة أيضا أن معظم الأشخاص الذين بقوا يعانون أعراضا حادة ومستمرة بعد خمسة أشهر على مغادرتهم المستشفى، ظهرت لديهم مستويات أعلى من المعتاد من مادة كيميائية تسمى (CRP)، والتي ترتبط بالالتهاب.

ولوحظ الأمر ذاته لدى النساء في منتصف العمر، اللواتي يكنّ معرضات لأمراض المناعة الذاتية التي يهاجم فيها الجسم خلاياه وأعضاءه السليمة.

وتقول البروفيسورة لويز وين، رئيسة قسم أبحاث أمراض التنفس بجامعة ليستر: قد يفسر هذا سبب انتشار متلازمة ما بعد كوفيد لدى هذه المجموعة، لكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم ما يحدث بشكل كامل.

كما تمكن الباحثون أيضا من تحديد أربع مجموعات مختلفة أو عناقيد من الأشخاص بناء على ما يمرون به من مشاكل تتعلق بالصحة العقلية والبدنية بعد الإصابة بكوفيد-19؛ حيث أظهرت إحدى هذه المجموعات مشاكل تتعلق بضبابية في الدماغ إي فقدان القدرة على التذكر والتركيز. وكان معظم أفراد هذه المجموعة من الذكور الأكبر سنا.

وقالت البروفيسورة وين: إن الأدلة على عناقيد التعافي المختلفة، والالتهابات المستمرة، مهمة حقا في توجيه كيفية إجراء مزيد من البحوث في الآليات البيولوجية الكامنة التي تتسبب في أن تكون أعراض مرض كوفيد طويلة الأمد.

ووجدت دراسة جامعة غلاسكو، التي شملت 327 شخصا بالغا غادروا 31 مستشفى في جميع أنحاء المملكة المتحدة، أن النساء تحت سن الخمسين كن أقل عرضة، بمقدار خمس مرات، للقول إنهن شعرن بالشفاء التام من كوفيد-19 بعد مرور سبعة أشهر على الإصابة.

وكانت النساء من هذه الفئة العمرية أكثر عرضة للإصابة بإعاقة جديدة مقارنة بالرجال في العمر ذاته والذين أصيبوا أيضا بهذا المرض.

وغالبا ما تتعلق هذه الصعوبات الجديدة بالذاكرة والقدرة على التنقل والسمع والإبصار.

وقالت الكاتبة الرئيسية للدراسة، د.جانيت سكوت، من مركز بحوث الفيروسات بجامعة غلاسكو: يظهر بحثنا أن الناجين من كوفيد-19 قد عانوا من أعراض طويلة الأمد، تتضمن إعاقات جديدة، وزيادة في ضيق التنفس، وانخفاض جودة الحياة.

وأضافت: ظهرت هذه النتائج حتى لدى الشباب، الذين كانوا أصحاء في السابق وتحت سن الخمسين، وكانت أكثر شيوعا لدى الإناث الأصغر سنا.

وقالت إنه قد يكون لهذه النتائج تداعيات مهمّة على القرارات المرتبطة برسم سياسة للتعامل مع الوباء، وكذلك على استراتيجية التطعيم.

وقال الدكتور نذير لون، الذي شارك في كلتا الدراستين، إنه من الضروري تحديد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مستمرة بسبب الإصابة بكوفيد-19 والحصول على دعم شخصي من قبل خبراء مثل أخصائيي التغذية وأخصائيي العلاج الطبيعي والأخصائيين الاجتماعيين.

كلمات دلالية