خبر هآرتس: إعلان مبادرة سلام إسرائيلية المخرج الوحيد لنتنياهو لتغيير صورته بالعالم

الساعة 01:13 م|18 مارس 2009

فلسطين اليوم: القاهرة

طالبت صحيفة هآرتس الاسرائيلية بنيامين نتنياهو أن يغير الصورة السلبية له ولحكومته في العالم من خلال الإعلان عن مبادرة سلام إسرائيلية ردا على مبادرة السلام العربية.

 

واعتبرت الصحيفة أن بنيامين نتنياهو يواجه مشكلة الآن فالساحة السياسية تسد عليه المنافذ والآفاق وهو يبدأ فترة ولايته كمشبوه في نظر الأسرة الدولية، عدا عن الذكريات السيئة من العقد الماضي والمواقف التي طرحها في الحملة الانتخابية ومعارضته للدولة الفلسطينية وتوجهه الظاهر لحكومة اليمين، الأمر الذي يعزز صورته كمحافظ متطرف يصر على السير عكس المواقف المعتادة في العالم، إضافة إلى أن تعيينه لافيغدور ليبرمان وزيرا للخارجية سيرسخ هذه الصورة لدى الجميع.

 

وقالت، "خلال جولته التي سيجريها بعد الانتصار في عواصم العالم، سيحاول إقناع القادة هناك بأن يعطوه اعتمادا للتحرك "انتظروا وستروا"، وسيقول لهم ويذكرهم بأنهم لم يصدقوا شارون أيضا عندما تحدث عن "تنازلات مؤلمة" – ولكنه فاجأهم وقام بإخلاء المستوطنات، وشارون احتاج لأكثر من سنة وستة زيارات لواشنطن حتى يقنع جورج بوش بتأييده، وقد وصل لفك الارتباط في ولايته الثانية فقط".

 

وبينت أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتوقع من إسرائيل أن تنخرط في النظام الإقليمي الجديد الذي يحاول بناءه، أو على الأقل عدم عرقلته والوقوف في طريقه، ومنذ انتخابه أرسل ثلاثة إشارات ايجابية للقدس فقد وعد بالحفاظ على الدعم العسكري، وقاطع مؤتمر "دربن – 2" بسبب قراراته المتوقعة ضد إسرائيل، وما زالت إدارته مصرة على رفض التحدث مع حماس، فسياسة بوش تتواصل في هذه الحالات الثلاث.

ولكن نتنياهو يريد أكثر من ذلك، فسيحاول خلال لقائه مع أوباما إقناعه بإيقاف تقدم المشروع النووي الإيراني في الفترة الآخذة في التناقص التي بقيت، لذلك سيقول للرئيس الأمريكي بأن التاريخ سيحاكمه وفقا لمعالجته للموضوع الإيراني، وعندها سيسأل اوباما عما هو جاهز للقيام به في المقابل؟ ليست هناك وجبات مجانية في السياسة ونتنياهو المجرب يعرف ذلك.

 

وذكرت أن الحد الأدنى المطلوب منه سيكون إخلاء البؤر الاستيطانية والإعلان عن تجميد البناء في المستوطنات إضافة 'للسلام الاقتصادي' الذي وعد به، ومن الصعب تخيل قيام ائتلاف نتنياهو بالإعلان عن إيقاف الاستيطان، حتى إن رضيت لفني وانضمت، فنتنياهو سيحاول تضييع الوقت على 'بلورة السياسة' أو الادعاء المحق بأن حكومة اليسار برئاسة اولمرت وباراك لم تخلي البؤر الاستيطانية ولكن العالم سيرفض الإصغاء له، خاصة إن تواصلت الأحداث الحدودية مع غزة وظهرت إسرائيل مرة أخرى كطرف عنيف ومذنب. ائتلاف نتنياهو اليميني سيكون راسخا وسيحافظ على بقائه طالما اكتفى بالكلام، لذلك هو يحتاج لخطوة تظهر على أنها انطلاقة سياسية من دون إخلاء أي مستوطن من بيته.

 

مبادرة السلام العربية التي رفضها سلفه توفر له المخرج، حيث بإمكانه أن يسير ابعد منهم وان يصرح عن أن المبادرة العربية هي فرصة غير مسبوقة لرص الصفوف في مواجهة التهديد الإيراني والمتطرفين في المنطقة، وأنها تضمن لإسرائيل للمرة الأولى إنهاء الصراع والتطبيع التام مقابل التنازلات المطلوبة منها، وعليه أن يقول حكومته مستعدة للتحدث عن أي طرف في المنطقة على أساس المبادرة العربية، وهذه المعزوفة ستروق لمسامع اوباما.

 

ونوهت إلى أن نتنياهو غير ملزم بقبول المبادرة العربية كما وردت، بل بإمكانه أن يضيف عليها تحفظ كما فعل شارون في خريطة الطريق  التي تقود نحو الاستقلال الفلسطيني، وحتى يلتف على مطالب الجامعة العربية، الانسحاب لخطوط حزيران بما فيها القدس، والاعتراف الضمني بـ 'حق العودة للاجئين".

 

ومن المفروض أن يرد نتنياهو على هذه المبادرة بـ "مبادرة السلام الاسرائيلية" التي ترتكز على مبدأين  اثنين: ضمان مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية وحدود قابلة للدفاع. وبإمكانه أن يدعي أن هذه ليست مطالب يمينية لا أساس لها، والحدود القابلة للحماية وردت في قرار 242 المقبول على العرب أيضا، والقول بان اللاجئين لن يعودوا لإسرائيل وإنما لفلسطين المستقبلية يظهر في رسالة بوش لشارون الشهيرة، وقضية القدس ستستوجب طرح صيغة خلاقة وأكثر إبهاما.

 

وبينت أن نتنياهو ان أعلن عن تأييده للمبادرة العربية وأرفق تصريحه هذا بخطوات مثل فتح المعابر والإبطاء الهادئ للبناء في المستوطنات واستئناف المفاوضات مع سوريا، سيكون بإمكان نتنياهو أن يفوز باعتماد دبلوماسي ايجابي على الأقل حتى تظهر الصورة في إيران. و سيكون هناك جدل قوي في الحكومة مثلما حدث في حكومة شارون حول 'خريطة الطريق' إلا ان الخطة ستمر في الحكومة وستحافظ هذه الحكومة على بقاءها، وهذا هو المخرج الوحيد له.