خبر منظمة حقوقية إسرائيلية: عرب النقب محرومون من خدمات الرعاية الصحية

الساعة 09:22 ص|18 مارس 2009

فلسطين اليوم-القدس

كشف تقرير أصدرته منظمة حقوقية إسرائيلية عن معاناة الفلسطينيين الذين يعيشون في صحراء النقب (جنوب فلسطين المحتلة سنة 1948)، مما يمارس ضدهم من مختلف أشكال التمييز العنصري في المجالات المختلفة، الأمر الذي يتسبب كذلك في حرمانهن وأطفالهم من الرعاية الطبية المناسبة.

 

وبحسب التقرير، الذي أصدرته مؤخراً منظمة أطباء لحقوق الإنسان الإسرائيلية؛ يعيش نصف سكان النقب من عرب البدو في عدد من القرى، التي تعاني من الإهمال وغياب البنية التحتية، بسبب عدم اعتراف السلطات الإسرائيلية هناك بها، علاوة على حرمانهم من الخدمات المختلفة، ومن أبرزها خدمات الرعاية الصحية.

 

وطبقاً للتقرير؛ فإن غالبية القرى المهملة التي يقطنها بدو النقب ليس فيها أي عيادة للرعاية الصحية الأولية. كما خصصت عشر من عيادات الرعاية الصحية الأولية لتقديم الخدمات الصحية لمجموع يصل إلى 84 ألف نسمة. في حين تتواجد (عيادة صحية أولية) واحدة على الأقل في التجمعات اليهودية الصغيرة المجاورة، حتى تلك التي لا يزيد عدد المقيمين فيها عن 600 شخص.

 

وأشار التقرير الحقوقي إلى أن العيادات الطبية في تلك القرى العربية تفتقر للعديد من الخدمات الصحية الضرورية، حيث يتسبب الانقطاع اليومي للكهرباء، بعدم توافر اللقاحات والعلاجات التي يتطلب تخزينها درجات حرارة منخفضة (بوضعها في الثلاجة). كما لا يوجد في عيادات الرعاية تلك، بالنسبة لغالبية تلك القرى، أطباء متخصصون وصيادلة.

 

علاوة على ذلك؛ فإن غالبية الكوادر الطبية في تلك العيادات هم من اليهود الذين لا يتحدثون اللغة العربية، الأمر الذي يؤثر على سهولة الحصول على الخدمات الطبية من قبل المراجعين من العرب البدو، لا سيما وأن غالبيتهم لا يعرفون اللغة العبرية، بحسب التقرير.

 

من جانبها؛ أبرزت صحيفة "جيروزاليم بوست"، الإسرائيلية الناطقة باللغة الإنجليزية، بعض المعطيات التي تناولها التقرير الأخير؛ والتي أظهرت معاناة الأمهات العربيات في النقب، في الحصول على الرعاية المتخصصة لأطفالهن، فقد تبين أن نحو 50 ألفاً من أطفال البدو ليس لديهم طبيب واحد متخصص بطب الأطفال، يعودونه عند الحاجة، وفقاً للصحيفة الصادرة الاثنين (16/3).

 

كما كشف التقرير، بحسب الصحيفة، عن أن نسبة الأمهات اللواتي يراجعن في العيادات الطبية القريبة مع أطفالهن لا تزيد عن 55 في المائة، أما البقية فإنهن يندر أن يقمن بزيارة العيادة القريبة بسبب عدم توافر الخدمة الصحية أو نتيجة للازدحام الشديد، والذي ينجم عن انخفاض عدد الساعات المخصصة لاستقبال المرضى في تلك العيادات.

 

وتؤكد الصحيفة، وفقاً لبيانات المنظمة، بأن مراجعة الطبيب تتطلب من الأمهات العربيات في بعض الأحيان السير مدة ساعتين، برفقة الأطفال، للوصول إلى عيادة طبية بعيدة للحصول على الخدمة المناسبة، أو هرباً من الازدحام.