خبر ذكريات من 1977 .. معاريف

الساعة 09:18 ص|18 مارس 2009

بقلم: ادرور زايغرمان

كان عضو كنيست في الكنيست العاشرة

طور الباحث في العلوم السياسية الامريكي وليام ريكر نظرية فحواها ان قادة الاحزاب السياسية يعملون عن طموح للبلوغ بالارباح اقصاها. قاده هذا الفرض الى استنتاج ان صلابة الائتلافات الفائزة مشروطة بان تكون صغيرة في الحجم، وفي عدد المشاركين وفي التباعد العقائدي. يزعم ريكر ان طموح الحزب المؤلف للحكومة هو ان ينشىء ائتلافا لا يشتمل على قدر من الاحزاب اكبر من العدد الاصغر المحتاج اليه لتحظى باكثرية تمكنها من تأليف حكومة.

ينبغي ان نذكر ان النظريات المختلفة التي طورت لتفسير نظرية الائتلاف لا تعطي جوابا واحدا لسؤال اي ائتلاف فعال لتفاوض ما. عرف المتمسكون بهذه النظريات هذا الاشكال ولا سيما ان للعامل الشخصي تأثيرا. لهذا حددت فرقا بلغ حتى 10 في المائة، يزيد الثقة بائتلاف 50 في المائة مضافا اليها واحد.

في اسرائيل التي تجرى فيها انتخابات نسبية، توجد افضلية لائتلاف واسع. عرف مؤلفوا الائتلافات ان الطريقة النسبية تفضي الى شقاق، والى كثرة الاحزاب والى صراعات عقائدية وشخصية وهو امر يعرض مستقبل نجاح الائتلاف الضيق للخطر.

يفضل بنيامين نتنياهو، مثل مناحيم بيغن في 1977 ائتلافا واسعا مع كاديما والعمل. من جهة ثانية يدرك ان للانفصال من كتلة اليمين لا يضمن له ائتلافا مستقرا وثقة. انشأ بيغن في سنة 1977 حكومة ضيقة واضطر (داش) الى الزحف اليها بثمن منخفض. بالرغم من ان داش فازت بـ 15 نائبا، لم تحصل على اي حقيبة رفيعة واكتفت بمنصبي وزير العدل ونائب رئيس الحكومة وحقيبتين اخريين. وقعت على اتفاق ائتلافي بالرغم من ان خطوط الحكومة الاساسية اشتملت على وعود بعيدة المدى في مجال الدين والدولة للاحزاب الحريدية، كانت مناقضة لبرنامج داش الليبرالي – العلماني.

وقعت حكومة بيغن على اتفاقات كامب ديفيد مع مصر واعترفت بان الشعب الفلسطيني شريك في التفاوض. يسأل اليوم سؤال هل سيمضي نتنياهو في طريق بيغن، وهل سيكون الائتلاف الذي ينشئه ممرا لضم كاديما او جزء منه. هل ستكون احزاب اليمين مستعدة لابداء مرونة ولتقديم مسارات سياسية، للحفاظ على الائتلاف ولمنع انحلاله؟ هل ستجعل نظرية ريكر التي تقول ان اللاعبين العقلانيين معنيون بالحفاظ على المكاسب التي احرزوها، هل ستجعل ائتلاف نتنياهو في 2009 مشابها لائتلاف بيغن في 1977؟

في 1977 فاز الليكود بـ 43 نائبا (مع حزب شلومتسيون لاريك شارون)، ولم يكن في كتلة اليمين حزب مهيمن اخر وركب الائتلاف مع احزاب متدينة وحريدية. قرر بيغن قبل الانتخابات بدء مسار سياسي يفضي الى توقيع اتفاق سلام. من اجل ذلك قرن الى عجلة الائتلاف موشيه ديان، الذي فاوضه قبل الانتخابات والتزم له ان يمتنع من تطبيق القانون الاسرائيلي في يهودا والسامرة. مهدت هذه الاجراءات الطريق للانضمام داش الى الحكومة.

اشك في ان يمكن الائتلاف المنصاغ نتنياهو من بدء مسيرة سياسية بعيدة المدى. فلا يوجد لنتنياهو شريك يشبه موشيه ديان لهذا يصعب ان نعلم هل سيشترك كاديما في الائتلاف في المستقبل. ليست الحكومة الضيقة بالضرورة وصفة للفشل. السؤال هو هل سيعلم مؤلف الحكومة نتنياهو، توجيهها في الطريق نفسه الذي مشى فيه بيغن في سنة 1977.