خبر مخرج سياسي لنتنياهو .. هآرتس

الساعة 09:16 ص|18 مارس 2009

بقلم: آلوف بن

بنيامين نتنياهو يواجه مشكلة. الساحة السياسية تسد عليه المنافذ والآفاق وهو يبدأ فترة ولايته كمشبوه في نظر الاسرة الدولية. الذكريات السيئة من العقد الماضي والمواقف التي طرحها في الحملة الانتخابية ومعارضته للدولة الفلسطينية وتوجهه الظاهر لحكومة اليمين يعزز صورته كمحافظ متطرف يصر على السير عكس المواقف المعتادة في العالم. تعيين افيغدور ليبرمان وزيرا للخارجية سيرسخ هذه الصورة فقط.

خلال جولته التي سيجريها بعد الانتصار في عواصم العالم، سيحاول نتنياهو اقناع القادة هناك بأن يعطوه اعتمادا للتحرك "انتظروا وستروا" سيقول لهم الرئيس الجديد ويذكرهم بأنهم لم يصدقوا شارون ايضا عندما تحدث عن "تنازلات مؤلمة" – ولكنه فاجأهم وقام باخلاء المستوطنات. شارون احتاج لاكثر من سنة وستة زيارات لواشنطن حتى يقنع جورج بوش بتأييده ، وقد وصل لفك الارتباط في ولايته الثانية فقط.

براك اوباما يتوقع من اسرائيل ان تنخرط في النظام الاقليمي الجديد الذي يحاول بناءه او على الاقل عدم عرقلته والوقوف في طريقه. منذ انتخابه ارسل ثلاثة اشارت ايجابية للقدس:- وعد بالحفاظ على الدعم العسكري وقاطع مؤتمر "دربن – 2" بسبب قراراته المتوقعة ضد اسرائيل وما زالت ادارته مصرة على رفض التحدث مع حماس. سياسة بوش تتواصل في هذه الحالات الثلاث.

ولكن نتنياهو يريد اكثر من ذلك خلال لقائه مع اوباما سيحاول اقناعه بايقاف تقدم المشروع النووي الايراني في الفترة الاخذة في التناقص التي بقيت لذلك. هو سيقول للرئيس الامريكي بأن التاريخ سيحاكمه وفقا لمعالجته للموضوع الايراني. وعندها سيسأل اوباما عما هو جاهز للقيام به في المقابل؟ ليست هناك وجبات مجانية في السياسة ونتنياهو المجرب يعرف ذلك.

ما الذي يمكنه ان يفعله؟ الحد الادنى المطلوب منه سيكون اخلاء البؤر الاستيطانية والاعلان عن تجميد البناء في المستوطنات اضافة "للسلام الاقتصادي" الذي وعد به. من الصعب تخيل قيام ائتلاف نتنياهو بالاعلان عن ايقاف الاستيطان – حتى ان رضيت لفني وانضمت. نتنياهو سيحاول تضييع الوقت على "بلورة السياسة" او الادعاء المحق بأن حكومة اليسار برئاسة اولمرت وباراك لم تخلي البؤر الاستيطانية ولكن العالم سيرفض الاصغاء له – خصوصا ان تواصلت الاحداث الحدودية مع غزة وظهرت اسرائيل مرة اخرى كطرف عنيف ومذنب. ائتلاف نتنياهو اليميني سيكون راسخا وسيحافظ على بقائه طالما اكتفى بالكلام. لذلك هو يحتاج لخطوة تظهر على انها انطلاقة سياسية من دون اخلاء اي مستوطن من بيته.

مبادرة السلام العربية التي رفضها سلفه توفر له المخرج. بامكان نتنياهو ان يسير ابعد منهم وان يصرح عن ان المبادرة العربية هي فرصة غير مسبوقة لرص الصفوف في مواجهة التهديد الايراني والمتطرفين في المنطقة وانها تضمن لاسرائيل للمرة الاولى انهاء الصراع والتطبيع التام مقابل التنازلات المطلوبة منها. عليه ان يقول حكومته مستعدة للتحدث عن اي طرف في المنطقة على اساس المبادرة العربية. هذه المعزوفة ستروق لمسامع اوباما.

نتنياهو غير ملزم بقبول المبادرة العربية كما وردت. بامكانه ان يضيف عليها تحفظ كما فعل شارون في خريطة الطريق  التي تقود نحو الاستقلال الفلسطيني. وحتى يلتف على مطالب الجامعة العربية – الانسحاب لخطوط حزيران بما فيها القدس، والاعتراف الضمني بـ "حق العودة للاجئين" – سيكون عليه ان يرد عليها بـ "مبادرة السلام الاسرائيلية" التي ترتكز على مبدأين  اثنين: ضمان مستقبل اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية وحدود قابلة للدفاع. بامكانه ان يدعي ان هذه ليست مطالب يمينية لا اساس لها. الحدود القابلة للحماية وردت في قرار 242 المقبول على العرب ايضا. القول بان اللاجئين لن يعودوا لاسرائيل وانما لفلسطين المستقبلية يظهر في رسالة بوش لشارون الشهيرة. قضية القدس ستستوجب طرح صيغة خلاقة واكثر ابهاما.

ان أعلن عن تأييده للمبادرة العربية وارفق تصريحه هذا بخطوات مثل فتح المعابر والإبطاء الهادىء للبناء في المستوطنات واستئناف المفاوضات مع سوريا – سيكون بامكان نتنياهو ان يفوز باعتماد دبلوماسي ايجابي على الاقل حتى تظهر الصورة في ايران. ائتلافه لن ينتحر بسبب ذلك: سيكون هناك جدل قوي في الحكومة مثلما حدث في حكومة شارون حول "خريطة الطريق" الا ان الخطة ستمر في الحكومة وستحافظ هذه الحكومة على بقاءها. هذا مخرجه.