الخلافات الفتحاوية تشكل تحديًا كبيرًا للرئيس عباس.. ما السيناريو القادم؟

الساعة 12:48 م|18 مارس 2021

فلسطين اليوم

تزداد الخلافات داخل حركة فتح مع مرور الوقت قُبيل اجراء الانتخابات التشريعية المقبلة، ما تسبب بظهور بوادر لتشكيل نحو 4 قوائم منفصلة عن "الحركة الأم" لخوض الانتخابات في مشهد وصف بالمؤسف والمعقد.

ويتابع الفلسطينيون عمومًا وأبناء قطاع غزة على وجه التحديد الخلافات داخل حركة "فتح" بشكل لافت لا سيما مع انشقاق عضو اللجنة المركزية للحركة "المفصول" ناصر القدوة وتحركات رئيس "التيار الاصلاحي محمد دحلان" والانباء التي تؤكد رغبة نبيل عمرو بتشكيل قائمة منفصلة وأنباء أخرى عن تشكيل اتباع القيادي مروان البرغوثي للدخول بقائمة منفصلة أيضًا.

واجمع محللون سياسيون أن حركة فتح ستواجه تحديات كبيرة قُبيل اجراء الانتخابات التشريعية المزمع عقدها في شهر مايو المقبل، مؤكدين أن المشهد الفتحاوي مؤسف ومحزن ويدلل على وجود خلافات شخصية وليس خلافات في البرامج السياسية.

الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل وصف المشهد الفتحاوي بالمؤسف وقال: "يبدوا أن الخلافات بين قيادات وعناصر حركة فتح ذات أبعاد شخصية وليست خلافات في جوهر البرنامج السياسي وهي شكل من أشكال الاحتجاجات على القرار السياسي".

ويرى عوكل أن الخلافات الواقعة بين قيادة فتح تدلل على أن الحركة ذات طابع جماهيري شعبي واسع يوجد فيها أعداد كبيرة جدًا ممن يرغب في الظهور بالمشهد السياسي لذلك فإن زيادة الاحتجاجات لن يضر حركة فتح كثيرًا، مبينًا أنه لا خوف على حركة فتح لإن الفائز في أي قائمة كان سيبقى فتحاويًا يحافظ على نهجها وبرنامجها السياسي.

وأوضح عوكل في تصريح لفلسطين اليوم أن المشهد الانتخابي في فلسطين معقد فهناك اعداد كبيرة من القوائم ستدخل الانتخابات، حركة فتح وحركة حماس وربما يدخلون في قائمة مشتركة، اضافة إلى قائمة لتيار دحلان وقائمة اخرى لناصر القدوة وقوائم أخرى للشباب وشخصيات اعتبارية.

وأشار عوكل إلى أن تعدد الآراء والمواقف والبرامج السياسية شكل صحي يُضفي حيوية للحركة الديمقراطية السياسية، وهي فرصة مهمة لتتولى الانتخابات غربلة بعض الاحزاب أو الشخصيات التي لا تحصل على نسبة الحسم.

فيما يرى الكاتب والمحلل السياسي د. هاني العقاد أن الخلافات داخل حركة فتح أمر طبيعي لأن حركة مثل "فتح" لها قاعدة جماهيرية واسعة جدًا، قائلًا: "في النهاية سيتم حسم الخلافات لصالح الحركة الأم لذلك لا خوف على فتح مطلقًا".

وأشار د. العقاد في تصريحات خاصة لـ"فلسطين اليوم الاخبارية" إلى أن حركة فتح تحاول جمع أوراقها وتذليل كافة الخلافات بين اعضائها وعناصرها، لافتًا إلى ان حسم الخلافات لا يأتي في يوم وليلة لكن في النهاية وقبل اجراء الانتخابات سيكون اعضاء فتح على قلب رجل واحد".

وحول السيناريو المتوقع من رئيس حركة فتح محمود عباس لملمة تشتت اعضاء الحركة قال: "السيناريو الأول هو انهاء هذه الخلافات ولملمة القائمين عليها".

ولفت إلى أن الصعوبة الحقيقية في لملمة اعضاء فتح وتوحيد صفها في الانتخابات ستزداد حال كان هناك تدخل اقليمي لتشتيت فتح وشق صفوفها.

أما السيناريو الثاني وفقًا لتوقعات الكاتب العقاد فإن الرئيس عباس واللجنة المركزية لفتح سيتجهون إلى قائمة مشتركة مع حركة حماس لأهداف متعددة.

ويعتقد الكاتب العقاد أن الهدف من تشكيل قائمة مشتركة موحدة بين "فتح وحماس" هو اختصار الوقت وتقصير الطريق نحو الوحدة الوطنية تضمن شراكة وطنية وتحافظ على القرار الفلسطيني النابع من رأس العمل الوطني الفلسطيني.

من جهته أكد الكاتب والمحلل السياسي د. أيمن شاهين، ان المشهد الفتحاوي مؤسف جدًا لكثرة الخلافات والقوائم المنفصلة عن الحركة الأم، مشددًا على أن السبب هو تفرد الرئيس بالقرار كأنه الزعيم الوحيد والأوحد وصاحب الرؤية الصائبة في كل القضايا والملفات.

ويرى الكاتب شاهين في تصريح لفلسطين اليوم، أن منطق الزعيم الواحد والأوحد هو السبب في زيادة الخلافات الفتحاوية فمن يخرج عن منطق الزعيم هو خارج حركة فتح، لافتًا إلى أن الحركة كانت أكبر تنظيم يسمح بحرية التعبير، إلا أن الوقت الحالي فممنوع الاجتهاد وممنوع التحدث كل من يخالف موقف أو رأي الزعيم "أبو مازن" يعرض نفسه للفصل من الحركة.

ويعتقد د. شاهين أن استمرار نهج التفرد بالقرار الفتحاوي سيعمل على تجفيف حركة فتح وسيصبح مصيرها معلقًا كالتنظيمات الصغيرة.

وحول السيناريو القادم أشار إلى أن عباس مستعد لمناقشة قائمة مشتركة مع ألد خصموه السياسيين حركة حماس وفي الوقت ذاته فهو يتجاهل مناقشة توحيد حركة فتح والنظر في الاسباب التي دفعت اعضاء لجنتها المركزية في التفكير بالنزول بقائمة منفصلة عن الحركة.

ويرى بأن قيادة فتح وحماس الحالية متفقة على قائمة مشتركة يتقاسموا فيها المؤسسات والشراكة السياسية مما يرسخ عملية الانتخابات لكن الحقيقة أن كوادر الحركتين يرفضون القائمة الموحدة.

يُشار إلى أن تقرير نشره تلفزيون "الشرق" كشف عن ظهور بوادر لتشكيل 4 أو 5 كتل انتخابية من داخل وهوامش حركة  فتح، ولكن التيار المركزي في الحركة أبدى التزامه بقرارات الرئيس محمود عباس، وقيادة الحركة.

وعلى الرغم من إصرار رئيس السلطة على إجراء الانتخابات في مواعيدها، إلا أن أعضاء في قيادة "فتح" قالوا، في تصريحات لـ"الشرق"، إن العمل في هذه المرحلة يتركز على وحدة الحركة، مشيرين إلى ظهور بعض البوادر الانقسامية.

فيما قلل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، اللواء جبريل الرجوب، من أهمية محاولات تشكيل قوائم خارج الحركة، قائلًا: "إن الغالبية العظمى من أعضاء الحركة ملتزمون بقرارات قيادتها".

وأكد الرجوب أن الحركة تستعد لتشكيل قائمة تحظى بقبول أعضائها وأبناء الشعب الفلسطيني.

كلمات دلالية