خبر حراك سياسي شامل...أحمد خليل

الساعة 08:50 م|17 مارس 2009

منذ مغادرة بوش للبيت الأبيض ودخول باراك أوباما بدأت تتكشف احجام الكوارث التي خلفها المحافظون الجدد، وفي مواجهة كل ذلك شهدت السياسة الخارجية الأميركية تغيراً ملحوظاً انعكس بشكل مباشر على حلفاء وخصوم واشنطن في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد حراكا سياسياً شاملاً منذ تأكد فشل المشروع الأميركي الإسرائيلي لاخضاع المنطقة واعادة تشكيلها في إطار ما سمي بالشرق الأوسط الجديد.

 

اشتمل المشروع الأميركي - الإسرائيلي على شن واشنطن حربين فاشلتين في افغانستان والعراق وشن إسرائيل حربين فاشلتين على حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة، كما كانت إدارة بوش وإسرائيل تهددان بشن حرب على سوريا وإيران.

الحراك السياسي الشامل الذي يجري على الساحة الفلسطينية وعلى الساحة العربية والإقليمية ليس مقطوع الجذور عن نتائج موقف كل طرف خلال السنوات الثماني الماضية وتحديداً منذ 11 سبتمبر 2001، فقد وضعت العديد من الدول والقوى السياسية استراتيجياتها وفقاً لمتطلبات الاستراتيجية الأميركية وانصاعت لمقولة بوش «من ليس معنا فهو ضدنا» وآثر الكثيرون الوقوف مع بوش وتحملت القلة التي رفضت الوقوف مع بوش، بطش الدولة العظمى التي يقودها على طريقة الكاوبوي.

ما أفسده بوش خلال ثماني سنوات ستحتاج أميركا والعالم لإصلاحه إلى 20 عاماً.

السؤال الذي يدور في ذهني بخصوص الحراك السياسي في المنطقة: هل يتم وضع الاستراتيجيات انطلاقا من المصالح الوطنية والقومية ام انطلاقاً من مبدأ التماشي مع الاستراتيجية الأميركية؟ هذا السؤال سوف يكون مطروحاً على المتحاورين في الساحتين الفلسطينية واللبنانية والزعماء العرب في لقاءاتهم الرباعية والثنائية التي تمت وتتم استعداداً لقمة الدوحة العربية أواخر هذا الشهر وسوف نشهد اجابة عن السؤال من خلال نتائج قمة الدول العربية ودول أميركا الجنوبية التي ستعقد في اليوم التالي للقمة العربية في الدوحة، والأمل كبير في خروج القمتين باستراتيجية نابعة من المصالح الوطنية والقومية، بعيداً عن الانصياع للهيمنة.