خبر سياسيون يطالبون كافة الفصائل إلى الوصول للغة مشتركة في مخاطبة العالم

الساعة 04:54 م|17 مارس 2009

فلسطين اليوم: غزة

طالب متحدثون في ندوة سياسية نظمها تحالف السلام، الفلسطينيين بالظهور أمام العالم وهم لحمة واحدة، وبمركبات دستورية لجسم واحد.

ودعا المتحدثون الذين مثلوا عدداً من الفصائل والمحللين السياسيين كافة الأطراف إلى الوصول للغة مشتركة قدر الإمكان في مخاطبة العالم، والابتعاد عن قصة تنازع الصلاحيات، وتناقض الخطاب السياسي.

وأكد المتحدثون خلال الندوة التي جاءت بعنوان "الحوار الفلسطيني ضرورة التوافق وكارثية الفشل"، والتي نظمت في فندق السلام أبو حصيرة بمدينة غزة أن المطلوب من القوى السياسية، لاسيما حركتي حماس وفتح، أن يضعا نصب عينيهما المصلحة الوطنية أولا وأخيرا، مشددين على المرحلة الحالية لا تحتمل تسجيل نقاط لصالح فتح ضد حماس، أو العكس.

وأشاروا إلى أن المرحلة صعبة وقاسية على الجمهور المطحون الذي لا يكترث في غمرة انشغاله بهمومه المعيشية بالمناكفات التي نشهدها بين الحين والآخر، وتبادل الاتهامات (على الطالع والنازل)، لأنه إن بقيت النفوس بهذه الحدة، والأمزجة بهذه العصبية، فلن يصل الحوار إلى الأهداف المرجوة منه.

ودعا المتحدثون التي حضرها العشرات من المهتمين والكتاب ممثلي القوى والمجتمع المدني الأطراف المشاركة في الحوار إلى قبول فكرة تعزيز المشاركة السياسية لتشمل القوة الصامتة، ونقصد هنا هيئات المجتمع المدني والقوى الفاعلة الفلسطينية والشخصيات الوطنية المستقلة.

وأكد هؤلاء أن هذه ليست وصفات سحرية لإنجاح الاتفاق، بل يمكن أن تكون مقدمات لا بد منها، لأن تحويل الحوار إلى هدف بحد ذاته، والاكتفاء بتوزيع ابتسامات التفاؤل والديباجات الخطابية التي لا تعني بالعادة ما تقوله، لن تفيدنا شيئا، بالعكس قد نشهد تفجرا لهذا الحوار.

وفي كلمة له قال يحيى رباح عضو المجلس الثوري لحركة فتح "..، إذا لم نتفق على أسس هامة وقواعد ضرورية من شأنها إنجاح الحوار والوصول إلى تحقيق نتائجه المرجوة على المدى القصير والمرحلي فان الأوضاع مرشحة للمزيد من التدهور".

وحذر من أن الأوضاع الداخلية لا تحتمل البحث في استراتيجيات بعيدة المدى فشلنا في التوصل إليها منذ أكثر من عقد من الزمن.

وأكد رباح أن الحوار الذي يمثل السبيل الوحيد لعلاج حالة التشرذم والانقسام أمامه ضرورة واحدة لا غير وهي ضرورة التوافق في كل ما هو محل اختلاف كي تستعيد القضية مكانتها في نفوس أبناءها الفلسطينيين ومن بعدهم أشقاءهم وأصدقاءهم.

وقال رباح لا يجوز لهذا الحوار أن يحتمل الفشل لأنه لم يعد هناك وقت كاف للهدر فآلة الحرب الإسرائيلية لا توفر أحداً كما آلة الاستيطان تستهدف الأراضي الفلسطينية سواء من خلال جدار الفصل العنصري أو التوسع الاستيطاني في القدس ومحيطها وبقية أراضي الضفة الفلسطينية التي تقطع أوصالها بالحواجز وغيرها على طريق تنفيذ أهدافه العنصرية في تبديد الوطن الفلسطيني وخلق وقائع تحول دون تحقيق هدف الدولة الفلسطينية المستقلة المنشودة، فنجاح الحوار مكسب لجميع القوى المتحاورة وللشعب الفلسطيني وقضيته، أما الفشل فسيعني كارثة بكل المقاييس لن يوازيها سوى كارثة 1948م.

من جانبه طالب مشير المصري عضو المجلس التشريعي، القيادي في حركة حماس بالخروج باتفاق رزمة واحدة، كما وطالب باستحضار الاتفاقيات الوطنية التي عقدت سابقا وعدم ترحيل أية مسألة خلافية إلى المستقبل.

وطالب من اجل إنجاح الحوار والمصالحة بضبط الأداء الإعلامي وإنهاء ملف الاعتقال السياسي، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الحزبية.

وتحدث المصري في كلمته عن أوجه التفاؤل والتشاؤم في الحوار الجاري في القاهرة، معتبرا أن التمسك بالاعتراف بالاشتراطات وخصوصا شروط الرباعية بأنه أحد العقبات التي تواجه الحوار بالإضافة إلى نوايا إسرائيل وقدرتها على إفشال أي اتفاق.

وتطرق المصري إلى عناصر التفاؤل في الحوار وأبرزها هو إدراك الجميع انه لا يمكن لطرف أن يحكم فلسطين لوحده، بالإضافة إلى الإدراك العربي بأهمية المصالحة الوطنية كونها تنعكس على الحالة العربية ككل.

من جانبه قال عبد الحميد أبو جياب القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن العدو نجح في خوض معاركه السياسية والعسكرية والاستيطانية، ضد الشعب الفلسطيني وأهدافه الوطنية في الحرية والاستقلال وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، نجاحاً كبيراً من خلال ما أتاحته له حالة الانقسام والتشرذم التي سادت الواقع الفلسطيني في مواجهة مخططات العدو القائمة على إستراتيجية التوسع الاستيطاني وطمس الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني وإضعافها إلى درجة استمرار التغييب بعد أن تمكن النضال الوطني للفلسطينيين على امتداد عدة عقود من إعادتها كحقيقة سياسية لا بد من ترجمتها كواقع سياسي وقانوني يعترف به العالم أجمع، فانتهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة على كل المستويات باتت ضرورة لا تعلو عليها أية غاية أو أية راية مهما أدعت من طهر وقدسية.

وقال أبو جياب أن الانقسام السياسي الذي نتج عما حدث  في قطاع غزة قبل عامين وما نتج عنه من أزمة سياسية عميقة الجذور ، يقتضي من كافة الفرقاء نبذ حالة الانقسام والارتقاء عنها إلى مستوى المسؤولية القاضية بإنهاء كافة نتائجها الوخيمة على مستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته الواحدة في كافة أماكن تواجده، وغير القابلة للتجزئة تحت أي اعتبار جغرافي أو سياسي.

بدوره قال الوزير السابق عماد الفالوجي إن التوافق الفلسطيني أصبح متطلب ضروري ومصلحة وطنية فلسطينية قبل أن يكون متطلباً ضرورياً ومصلحة عربية أو غيرها.

وأضاف الفالوجي في كلمة له أن كل الفرقاء أدركوا ما حل بهم وبشعبهم وبقضيتهم الوطنية من مأساة ارتقت إلى درجة الكارثة على كافة الصعد المعنوية والمادية لم يسبق أن تعرض لها الشعب الفلسطيني في تاريخ معاناته الطويل إلا عند وقوع الكارثة الكبرى سنة 1948م وما نتج عنها.

وحذر الفالوجي من فشل الحوار لان الفشل سيكون له آثار كارثية على الجميع وخاصة بعد تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة وكثرة الاستحقاقات التي تنتظر الساحة الفلسطينية.

بدوره قال المحلل السياسي الدكتور إبراهيم ابراش إنه ومع بدء الحوار الفلسطيني في القاهرة، ثمة قناعة في الشارع الفلسطيني بأن كل الخلافات لم تعد مقنعة لاستمرار الانقسام الفلسطيني الحاصل.

وأضاف أبراش أن المخاطر التي تهدد القضية الفلسطينية تتطلب من الجميع الارتقاء فوق الخلافات والحسابات الضيقة أو المراهنات الخارجية، وأنه مهما كانت هذه الخلافات وأسبابها فلا بديل من الحوار كخيار وحيد لتوحيد الساحة الفلسطينية ومواجهة الاستحقاقات التي تهددها من قتل واستيطان وتهويد خاصة مع قدوم نتنياهو إلى سدة المشهد السياسي الإسرائيلي.

وقال إن المطلوب من الجميع الآن خطوات سريعة لتهيئة الأجواء من أجل تحقيق مصالحة وطنية حقيقية، وفي مقدمة هذه الخطوات وقف الحملات الإعلامية والاتهامات المتبادلة.