خبر لا تزال هناك فرصة.. يديعوت

الساعة 09:52 ص|17 مارس 2009

بقلم: اليكس فيشمان

مراسل الصحيفة للشؤون العسكرية

القيادة المهنية انهت مهامها. الكرة موضوعة الان في الساحة السياسية. رئيس الوزراء يفترض أن يقرر: إما أن يركلها الى الحكومة القادمة، او أن يزود مبعوثيه بتفويض اضافي ويطلقهما الى جولة اخرى في القاهرة.

نظريا، لهذه الحكومة يوجد عدة ايام اخرى يمكنها فيها أن تحقق تاريخا وان تقرر سابقة: الى هنا او هناك. ولكن بيان ديوان رئيس الوزراء ليوم امس، وبموجبه تراجعت حماس عن كل الاتفاقات، يلمح منذ الان بان اولمرت اختار الطريق السهل: قبول توصية المخابرات، التغلف بحجة الغيبة "مساعي مركزة" وركل قضية شليت باتجاه حكومة نتنياهو.

رئيس المخابرات يوفال ديسكن ومبعوث رئيس الوزراء الى المفاوضات عوفر ديكل عرضا امس على اولمرت "الفجوة الاخيرة" العائق الاصعب، ذاك الذي يترك دوما الى النهاية. نماذج مثل مروان البرغوثي واحمد سعادات لم تكن في أي مرة، حقا، صخرة الخلاف. العائق الاخير كان ولا يزال ابعاد بضع عشرات من السجناء الى خارج حدود المنطقة.

احمد الجعبري، رئيس الذراع العسكري لحماس، وقف على ساقيه الخلفيتين واعلن: "لن نوافق على ابعاد محررين بالحجم الذي تطالب به اسرائيل. ولكن رئيس المخابرات ديسكن لم يكن مستعدا لان يغير فتواه المهنية، التي تقضي بانه محظور السماح لـ 70 سجينا "ثقيلا" الوصول الى الضفة او الى غزة. اذا ما عادوا الى منازلهم، فاهم سيعيدون بناء البنى التحتية للارهاب وسيعرضون للخطر مصالح دولة اسرائيل، حتى حيال السلطة الفلسطينية.

كما أنه لا يوجد اتفاق كامل بشأن قائمة السجناء الذين سيحررون. ولكن هذا العائق يمكن تجاوزه لو كان هناك اتفاق في مسألة السجناء الذين سيبعدون الى المنطقة. ديكل وديسكن بقيا يوما آخر في مصر لان المفاوضات كانت جوهرية اكثر من أي وقت مضى. فقد كان لاسرائيل قدرا أكثر قليلا تعرضه.

محافل مصرية تابعت عن كثب المفاوضات اشارت بينها وبين انفسها الى أن كل واحد من الطرفين بعث في الواقع الى القاهرة بـ "مشرف الحلال" لديه: ديسكن من الجانب الاسرائيلي والجعبري من جانب حماس.

في محيط رئيس الوزراء اوصوه الا يجري بحثا في الحكومة اليوم ايضا كي لا يضطر الى الاعلان عن نهاية الجولة الحالية وعن انتهاء الطريق، او كبديل، الا يضطر الى الدخول في تعهد في اللحظة الاخيرة يتسرب الى الخارج. جد معقول الافتراض بان ما سيجري اليوم في جلسة الحكومة هو استعراض من اولمرت ومساعديه لخطوات المفاوضات، طرح الفارق وبحث يمكن لكل واحد من الوزراء ان يتحدث فيه الى صفحات التاريخ، ان يعرض موقفه في المسألة المبدئية وان يتخذ الصورة التي يرغب في أن تراه عليها الاجيال القادمة.

كما أن رئيس الاركان قصر مهلة تواجده في الولايات المتحدة وأمسك امس بالطائرة كي يشارك في الجلسة وان يخلف طابعه على القضية. ولكن مشكوكا جدا اذا كان في نهاية جلسة الحكومة اليوم سيجرى تصويت على أي قرار الى هنا او هناك. معقول أكثر الافتراض بان رئيس الوزراء سيجمل الجلسة بواحدة من طريقتين: اما يعلن ان بهكذا انتهت المفاوضات في المرحلة الحالية وانه يترك استمرار المفاوضات للحكومة القادمة، او يعلن بانه يبعث بممثليه الى جولة اخرى في القاهرة.

اذا كان رئيس الوزراء سيبعث عوفر ديكل بالفعل الى جولة اخرى فانه يتعين عليه أن يزوده بتفويض حل وسط آخر لمسألة الابعاد. المشكلة هي انه من اجل التوصل الى حل وسط – بخلاف الفتوى المهنية للمخابرات – يحتاج الامر الى الكثير جدا من الشجاعة.