خبر فتاة أردنية تدير أول مصنع من نوعه حوًل مياه البحر الميت إلى ذهب وتقتحم أسواق 40 دولة

الساعة 09:37 ص|17 مارس 2009

فلسطين اليوم- وكالات

تتحول مياه البحر الميت في الأردن إلى ذهب بين يدي فتاة في الثانية والعشرين من عمرها، نجحت في تحقيق حلم والدتها بأن تجعل من هذا البحر المهجور كنزًا لبلدٍ لا يحتضن في أرضه سوى قليلٍ من الثروات.

 

وبجد واجتهاد من الأردنية رزان عرنكي تحول البحر الميت إلى مصدر مهم لأملاحٍ ومستحضرات طبية يبحث عنها ملايين البشر في كافة أنحاء العالم، فضلا عن أن هذا البحر تحول اليوم إلى أحد الثروات الطبيعية التي يمتلكها الأردنيون؛ حيث يُدر أرباحًا بملايين الدولارات سنويًّا.

 

ورغم أن عرنكي لا تزال على مقاعد الدراسة، إلا أنها تدير اليوم شركة "منتجات البحر الميت" بما فيها من عاملين وموظفين، وتصدر عشرات المنتجات والأصناف إلى أكثر من 40 دولة عبر العالم.

 

لكن عرنكي تعيد الفضل في نجاحها كله إلى والدتها المهندسة الكيماوية إلهام زيادات؛ حيث تقول رزان "إنها -أي الوالدة- هي صاحبة الفكرة ومؤسسة المشروع، وقد أجرت بحوثًا على مياه البحر الميت وأملاحه وتمكنت من استخلاص العناصر المفيدة لجسم الإنسان منه، ومن ثم بدأت بتصنيع بعض المنتجات منزليًّا".

 

وأضافت عرنكي: "كنت طفلة صغيرة، عندما تمكنت والدتي من صناعة مستحضرات طبية مفيدة لجسم الإنسان مصدرها البحر الميت، ومن بينها صابون وكريم للجسم ومواد أخرى".

 

وتشرح عرنكي بدايات الفكرة بالقول: "في عام 1986 كانت والدتي على مشارف تخرجها من قسم الهندسة الكيماوية بالجامعة الأردنية؛ حيث اختارت أن تجري بحوثًا على مياه البحر الميت في سياق مشروع التخرج، لتبدأ آنذاك فكرة الاستفادة من هذا البحر وإحياؤه ليتحول إلى ثروة تُدر دخلا على البلاد".

 

وبحسب عرنكي فقد رأى هذا الحلم النور وتحول إلى حقيقة في عام 1993، عندما أسست والدتها المهندسة إلهام زيادات أول شركة لصناعة "منتجات البحر الميت"، لكن هذه الشركة المتواضعة بدأت أعمالها في المنزل، قبل أن تتحول اليوم إلى امبراطورية صناعية تُعرض منتجاتها في أي مكانٍ يُذكر فيه الأردن.

 

وتنتج شركة "منتجات البحر الميت" اليوم 51 صنفًا مختلفًا، ويتم تصدير هذه المنتجات إلى 40 دولة، إضافة إلى الأردن التي يقصدها آلاف الزائرين سنويًّا لأغراض السياحة العلاجية.

 

وبحسب عرنكي فإن شركتها تنتج 25 مليون قطعة أو عبوة سنويًّا، وتتسابق عشرات الفنادق والمنتجعات العربية والعالمية على شراء هذه المنتجات، ومن بينها فندق "برج العرب" الشهير في دبي، وسلسلة فنادق "كمبنسكي" الألمانية، وسلاسل أخرى من الفنادق الفارهة في الولايات المتحدة وبريطانيا والسويد والنمسا ودول أوروبية أخرى.

 

وتابعت رزان: "ننتج مستحضرات لمرضى الروماتيزم والمفاصل وبعض الأمراض الجلدية، إضافة إلى أنواع نادرة وفاخرة من الصابون وكريم الجسم المستخدم في العديد من الفنادق الفخمة".

 

وتؤكد عرنكي أن الإقبال على "منتجات البحر الميت" يتزايد خارج الأردن؛ إذ يتم التصدير حاليًا بكميات كبيرة إلى الصين، وتجري الاتصالات مع شركات في دول أخرى عديدة لتصدير هذه المنتجات إليها.

 

ورفضت رزان الإفصاح عن حجم الأموال التي تديرها أو رأسمال الشركة، لكنها تؤكد أنها بجدها ونشاطها قادرة على مواصلة الإدارة رغم انشغالها بدراستها الجامعية؛ حيث لا تزال تدرس الهندسة في سنتها الرابعة.

 

ولم تتلقَ عرنكي ولا والدتها منذ التأسيس أي مساعدة مالية من جهة حكومية أو غيرها باستثناء قرضٍ مالي قدمه لهم "بنك الإنماء" عند بداية المشروع، لكن عرنكي تؤكد أن وزارة السياحة وهيئة تشجيع السياحة تروجان لمنتجات البحر الميت في فعالياتهم ومعارضهم، وهو ما يعود بفائدة كبيرة على أعمالها.

 

يشار إلى أن الأردن يستقطب عشرات آلاف السياح سنويًّا لزيارة البحر الميت وشلالات المياه الساخنة القريبة منه، وخلال السنوات القليلة الماضية أقيمت عدة منتجعات وفنادق ضخمة على ضفته، مما جعل من هذه المنطقة مصدرًا مهمًا للدخل، ومركزًا اقتصاديًّا وتجاريًّا مهمًّا بالنسبة للأردن.