خبر صفقة شليت: لا ثمن للحرية.. « إسرائيل اليوم »

الساعة 09:36 ص|17 مارس 2009

بقلم: يوسي بيلين

بغير ارادته، وفي غير صالحه وجهت الاضواء الضخمة قبل الف يوم اليه، ومنذ ذلك الحين وهو لا يعتاد على الضوء ويغطي عينيه منه. الظروف الصعبة تجعله ضيفا لدى الرؤساء، رؤساء الوزراء والوزراء وهو دوما يشعر كمن ليس مكانه هناك. الناس يشخصونه ويتوجهون اليه في الشارع، راغبين فقط بمصافحته وقول كلمة تشجيع له ويتوقعون منه كلمات، بيانات، اعلانات وهو لا ينجح في الحماسة والمطالبة والضغط والتهديد.

شرحوا له بان النشاط بكشف اعلامي واسع يمكن ان يضر. ولم يكن صعبا عليه ان يخفض هذا الكشف. إذ أن هذه هي طبيعته. ولكن بعد الف يوم بات يفهم بان الكشف المنخفض لم يؤدِ الى النتائج المرجوة. والان فانه يعمل بكشف اعلامي على مستوى أعلى ويجد نفسه موضع زيارة حتى المساء، يستقبل الناس في الخيمة في جانب منزل رئيس الوزراء.

نوعام شليت هو حقا الرجل الاخير في العالم الذي ينبغي لاولمرت ان يدعوه الى الوقوف في الزاوية. ليس اولمرت، ولا أي شخص آخر. هذا هو الرجل الاخير الذي ينبغي لاي كان أن يزايد عليه اخلاقيا من ناحية ان الضغط الداخلي من شأنه أن يصلب قلوب الخاطفين. إذ ان ما يفعله اليوم رئيس الوزراء هو محاولة الوصول الى صفقة التحرير اياها التي كان يمكن لحكومته ان تتوصل اليها قبل سنتين، وهو يفعل ذلك. ضمن امور اخرى لانه يعرف انه في اعقاب النشاط الجماهيري الذي باستثناء بضعة اشخاص متطرفين في هوامش المعسكر فان كل الاسرائيليين سيباركون صفقة التبادل "غير المتوازنة" هذه. كيف كان بوسعه أن يعرف بالتأييد الكبير هذا دون النشاط الجماهيري؟

لا، لا شك عندي في صدق رئيس الوزراء المعتزل، حول الجهود الكبيرة التي يبذلها. كما أني اصدق بان لديه اهتمام كبير في أن يحقق، على الاقل، التزامه هذا بعد أن لم تفلح كل ما فعلته يداه في اثناء الثلاث سنوات الاخيرة.

وعلى الرغم من ذلك فاني شبه مقتنع بان بانه لو لم يكن هناك شيء يجري على الارض، ولو أن كل النشاطات كانت تتم فقط في الغرف المفعمة بالدخان، على مستوى المخابرات والموساد، دون مظاهرات، كلمات عامة، اعلانات للعائلات الثكلى التي اعربت عن الاستعداد لتحرير قتلة ابنائها، الاعلانات في الصحف، الملصقات والقمصان – لما كنا نوجد اليوم في النقطة التي تبدو فيها الصفقة ممكنة ومتفق عليها من هذا الحجم الكبير من الناس. اذا كان اولمرت يريد حقا تحرير الجندي المخطوف فان عليه أن يبارك النشاط الجماهيري المتواضع والمنضبط هذا وان يفهم كم هو يساعده في الفرصة لتحقيق مساعيه السياسية.

انظر الى الرجل الذي يستقبل الجمهور الغفير في الخيمة. مرتبك كل مرة من جديد لاكتشافه التضامن والمحبة. يصلب لان تكون هذه اللحظات من خلفه، وان يتمكن من عناق ابنه وان يعود الى مجهوليته في الجليل. وقلبي، قلوبنا، معه.