خبر فرح وألم في بيوت 11 ألف أسير فلسطيني

الساعة 06:47 ص|17 مارس 2009

فلسطين اليوم-وكالات

لم تر صفاء (6 سنوات) والدها الاسير عبدالله البرغوثي سوى مرتين في حياتها، وهما المرتان الوحيدتان اللتان سمح فيهما للعائلة بزيارته، لكنها لا تتوقف عن سؤال والدتها متى سيعود ليعيش معهم بصورة دائمة. وتقول والدتها سائدة البرغوثي (36 عاما): «تسألني صفاء كل يوم كم ليلة بقي لوالدها في الاسر».

وعبدالله البرغوثي، وهو من قرية بيت ريما قرب رام الله، واحد من الاسرى الذين ترفض اسرائيل اطلاقهم، وفي أحسن الحالات توافق على ترحيلهم خارج الوطن في المفاوضات الجارية مع حركة «حماس» عبر المصريين لإطلاق أسرى فلسطينيين في مقابل اطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليت.

وأشاعت الأنباء الأخيرة عن قرب التوصل الى صفقة تبادل الاسرى، اجواء من الفرح بين عائلات الاسرى الفلسطينيين، خصوصا اولئك المحكوم عليهم بالسجن المؤبد مثل عبدالله البرغوثي الذي اعتقل قبل ست سنوات وحكم عليه بالسجن المؤبد 67 مرة بعد ان ادانته محكمة عسكرية اسرائيلية بصناعة متفجرات استخدمت في هجمات عسكرية قتل فيها 67 اسرائيليا.

وتعتقل اسرائيل 11 الف فلسطيني، بينهم نحو 850 معتقلا محكوما بالسجن المؤبد. ومن بين الاسرى 300 اعتقلوا قبل اتفاق اوسلو عام 1993. ويتوقع ان تؤدي صفقة تبادل الاسرى الى اطلاق 450 من المحكومين بالسجن مدى الحياة، وبقاء عدد مشابه منهم وراء القضبان بانتظار عملية مماثلة، او حل سياسي يعيدهم الى بيوتهم وأسرهم.

وقال والد الاسير ابراهيم حامد الذي ينتظر حكما ربما يزيد عن حكم البرغوثي: «الاسرائيليون يعتقدون ان عائلة شاليت وحدها تتألم، وقادرة على الألم. يعتقدون ان والدته فقط هي التي تبكي، ولا يعلمون ان لدينا آلاف الامهات اللاتي يبكين كل يوم ابناءهن القابعين في السجون الاسرائيلية». واضاف: «نحن ايضا نحبّ أبناءنا، وربما اكثر مما يفعل الاسرائيليون، فهم يتركون ابناءهم يغادرون بيت الاسرة عندما يبلغون الثامنة عشرة، اما نحن فعاطفيون جدا، ولا نتركهم يفعلون ذلك حتى بعد ان يتزوجوا وينجبوا».

وشكلت قضية الاسرى الفلسطينيين على الدوام قضية مركزية في الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي. وتشير احصاءات متقاربة ان اكثر من نصف مليون فلسطيني دخل السجون الاسرائيلية منذ الاحتلال عام 1967. ويندر ان تجد بيتا في الاراضي الفلسطينية لم يعتقل احد او اكثر من أبنائه. وقال رئيس نادي الاسير قدورة فارس: «قضية الاسرى ستبقى قائمة ما دام الاحتلال قائما». واضاف: «حتى لو نجحنا في تحرير جميع الاسرى البالغ عددهم 11 ألفا، ففي اليوم التالي ستعتقل اسرائيل آخرين بتهمة المقاومة».