خبر « إسرائيليون » يشكلون تنظيماً إرهابياً لملاحقة وقتل أسرى فلسطينيين قد يحررون

الساعة 11:37 ص|16 مارس 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

زعمت مصادر إسرائيلية، أن مجموعة من الإسرائيليين الذين قُتل أقرباء لهم في هجمات للمقاومة الفلسطينية ضد أهداف إسرائيلية، تسعى  إلى تشكيل تنظيم غايته ملاحقة وقتل أسرى فلسطينيين قد يتم إطلاق سراحهم في إطار صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل و"حماس" التي تجري مفاوضات بشأنها حاليا في مصر.

 

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في عددها الصادرة اليوم الاثنين، أنه على الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى بين إسرائيل و"حماس" حتى الآن، إلا مجموعة من عائلات الإسرائيليين الذين قتلوا في هجمات فلسطينية بادروا إلى تشكيل تنظيم هدفه "تعقب الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم وقتلهم انتقاما على العمليات الدموية التي نفذوها" وأطلقوا على التنظيم اسم "العين بالعين".

 

وأضافت الصحيفة أن التنظيم الإسرائيلي الجديد بدأ بجمع أموال وعقد اجتماعات سرية وأن المبادرين هما المحامي مائير سخيفوسخوردر وشقيقه شفوئيل، اللذين قُتل والدهما وثلاثة من أشقائهم في العملية الاستشهادية التي وقعت في مطعم "سبارو" في القدس في آب (أغسطس) العام 2001. وبدأ الأخوان سخيفوسخوردر مؤخرا بتشكيل مجموعة من العائلات التي قُتل أفراد فيها بهجمات فلسطينية، وأجريا اتصالات مع متبرعين يهود في إسرائيل وخارجها، بهدف إقامة تنظيم "مهني" لإعداد "ملف استخباراتي" عن كل أسير فلسطيني محرر أدين بتنفيذ أو التخطيط لهجوم أسفر عن مقتل إسرائيليين وسيتم إطلاق سراحه في إطار صفقة تبادل أسرى مستقبلية.

 

وقال أعضاء في تنظيم "العين بالعين" إنهم حصلوا على استشارة من أشخاص عملوا في الماضي مع "معهد فيزنطال"، الذي لاحق وقبض على نازيين في أنحاء العالم. كما أن أعضاء التنظيم يتشاورون مع خبراء قانونيين حول إمكانية تقديم دعاوى قضائية ضد قسم من الأسرى المحررين والمطالبة بتعويضات مالية.

 

وقال المحامي سخيفوسخوردر إنه "لدينا صورة لوضع معظم القتلة. وهذا يشمل معلومات حول عائلاتهم"، وأنه علم أن "لدى عائلة أحد المخربين الضالعين في عملية مطعم سبارو، مثلا، مطعم بيتسا في مدينة جنين وبحوزتنا عنوان سكنهم". وأضاف أن "هناك مخربة، التي كانت المعدة للعملية، وبالنسبة لي هي ستكون الأولى. إذ أنها لم تتوقف عن الابتسام خلال محاكمتها. ونحن سنمحو ابتسامتها، وأنا جاهز نفسيا وجسديا وعقليا لنقلها من هذا العالم"، أي أنه يهدد بقتلها.

 

وأضاف "سننفذ بأولئك الذين سيمكثون في مناطق السلطة الفلسطينية الحكم المتبع هناك وهو: الدم بالدم". وقال إنه "ليس لدينا أية ادعاءات ضد حكومة إسرائيل لكن منذ اللحظة التي تقرر فيها أنها أنهت معاقبتهم، نحن سنفعل ذلك كحل أخير. والأجدى لهؤلاء القتلة أن يبقوا في السجن الإسرائيلي مع كل الملذات والامتيازات، فخارج السجن لن يتمكنوا من النوم بهدوء. وسوف نطاردهم ونصل إليهم وسنتعامل معهم وفقا للقانون الدولي أو القانون الفلسطيني وبحسب المكان الذي سيتواجدون فيه ونحن لن نخرقه. وهذا يعني أن السجن هو الخيار الأفضل بالنسبة لي".

 

وقال عضو آخر في التنظيم قُتل شقيقه بهجوم في وسط إسرائيل إن "لدينا إحصائيات تدل على أن عشرين بالمائة على الأقل من الأسرى المحررين يعودون إلى نشاط إرهابي. ونحن في المرحلة النهائية لبناء خطة عمل لتنفيذها، ليس في مناطق السلطة الفلسطينية فقط، وإنما في جميع أنحاء العالم".

 

ويأتي الكشف عن هذا التنظيم اليهودي، في الوقت الذي تشير فيه مصادر إسرائيلية إلى أن الخلاف القائم بين "حماس" وإسرائيل في موضوع صفقة تبادل الأسرى، مقابل الإفراج عن الجندي الأسير جلعاد شاليط، يتركز حول الجهة التي سيبعد إليها بعض الأسرى، فـ"حماس" تطالب بعودتهم إلى الضفة، وهو ما ترفضه إسرائيل.

 

وتقدر مصادر إسرائيلية إلى أن "حماس"، قد توافق على إبعاد بعضهم، إلى غزة، أو إلى سوريا للحفاظ على حياتهم.

 

ورغم الكشف عن هذا التنظيم الإرهابي اليهودي، إلا أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، لم تقم بأي إجراء ضد أعضاء التنظيم، الذي يعتقد أن الإعلان عنه، تم بالتنسيق مع الحكومة الإسرائيلية، للضغط على "حماس"، لكي توافق على إبعاد عدد من الأسرى، من أجل إتاحة المجال للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى.