رواء الخالدي
في ظِل الأجواء الانتخابية التي تُعد مؤشرًا مهمًا يُتيح للمواطن المشاركة في العملية الانتخابية واختيار ممثليهم، يتطلع الشباب الفلسطيني للمشاركة الفعلية بالترشح في القوائم الانتخابية، باعتبار أنهم أكثرَ فئةٍ تضررت من المناكفات السياسية على مدار خمسة عشر عامًا.
ويبحث الشبان في الانتخابات الفلسطينية عن كلِ ما يلبي طموحهم، وينهي أزماتهم التي تراكمت خلال السنوات الماضية، والتي تأثرت بها أجيال كاملة.
ويرى المحامي والناشط الحقوقي صلاح عبد العاطي، أن القانون الانتخابي الفلسطيني كفل للفلسطينيين المشاركة في القوائم الانتخابية وفق التمثيل النسبي، معرباً عن أسفه الشديد لصدور قانون بإرادة منفردة من رئيس السلطة محمود عباس في اشتراط ترشح الشباب من سن 28عامًا، وهذا يُعني إقصاء قرابة 650ألف من الشباب عن حقهم في الترشح.
وأشار عبد العاطي في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" إلى أن الحركة الشبابية ومنظمات المجتمع المدني وطوال فترة الانقسام تطالب بتخفيض سن الترشح إلى 21عامًا، أسوة بأكثر من 54دولة تعتمد سن 18عامًا، كما أن القانون اشترط اشتراطاتٍ خطيرة وقيودًا على حرية الترشح، خاصة شرط الاستقالة وقبولها من جهة التشغيل، ودفع رسوم مرتفعة لتسجيل القوائم بالغة10آلاف دولار، ورسوم تأمين أيضًا 10 آلاف دولار وهذا ما لا يستطيع تأمينه قوى الشباب.
وفي ذات السياق، نوه عبد العاطي إلى أن وجود الشباب في القوائم الانتخابية مهم جدًا فهم يمثلون 30% من المجتمع الفلسطيني، والأكثر قدرةً على مواجهة التحديات الوطنية والإنسانية والمجتمعية، كما أنهم الأكثر تأثرًا بفعل الانقسام السياسي، فمن المهم مشاركتهم في حل مشكلات الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ورأى، أن على الشباب الضغط وخاصة المسيس في داخل أحزابهم السياسية؛ لضمان وجودهم في القوائم الانتخابية هم والنساء، أما الشباب المستقلين فعليهم أن يدعموا فرص وجودهم في قوائم مستقلة أو أن يدعموا قائمة شبابية مستقلة في هذا المجال تضمن مشاركة الشباب في مواقع صنع القرار وفي المجلس التشريعي.
وفي كلمة يوجهها للشباب قال عبد العاطي:" إن الحقوق تنتزع ولا توهب، ولذلك المطلوب هو الاستمرار في الضغط على القانون لضمان سن الترشح والاستجابة للتوصيات التي أقرتها التنظيمات السياسية في القاهرة، وتعزيز مشاركة الشباب السياسية، وتأكيد وجودهم في مواقع صنع القرار، من أجل ضمان تنفيذ مصالحهم وحماية حقوقهم في النظام السياسي القادم."
ومن وجهة نظر شبابية يرى الشاب ضياء نور الدين الحاصل على درجة الماجيستير في الدراسات الشرق أوسطية، أنه من الأنسب تخفيض سن الترشيح لإتاحة فرصة أكبر للشباب الفلسطيني الذين فقدوا الأمل في المستقبل، وممارسة دورهم السياسي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الشعب الفلسطيني.
وأكد خلال حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنه سيكون من الداعمين للقوائم الشبابية، لكونهم الأجدر في فهم القضايا التي يعاني منها الشباب على مدار سنوات الانقسام.
ولفت نور الدين إلى أهمية أن يكون لدى المرشحين رؤية لحل مشاكل الشباب المتراكمة، والبحث عن حلول لتجاوز أزماتهم.