خبر ان سألوا الطيارين -هآرتس

الساعة 11:11 ص|16 مارس 2009

بقلم: امير اورن

 (المضمون: ملاحو سلاح الجو واثقون من انفسهم ومن قدرتهم على تنفيذ مهمة تدمير القدرات النووية الايرانية ولكن القرار سياسي بالدرجة الاولى - المصدر).

ان سألوا طياري سلاح الجو ما الذي يتوجب على دولة اسرائيل ان تفعله في ظل التهديد الايراني النووي المتزايد سيكون لديهم رد واضح وقاطع. كل افراد سلاح الجو سواء طواقم (الأف 16 – آي) و (الأف – 15 – آي) والنقل الجوي وقواعد التحكم والسيطرة سيردون عليك بصوت رجل واحد:- ها انا ذا فلترسلني.

سيشارك المتطوعون ففط في هذه المهمة. عدد المتقدمين لكل مهمة سيكون اكبر من العدد المطلوب. على قادة الاسراب ستمارس ضغوط كبيرة وقراراتهم ستتأثر بالعوامل المهنية وكذلك بالقرابة والصحبة في اختيارهم للمكلفين بالمهمات الهجومية.

هم لن يخدعوا انفسهم ويوهموها بانهم سيعودون جميعا من المهمة. افتراضهم سيكون بان بعض الطائرات ستسقط في الطريق وبعض المقاتلين سيموتون او يصابون بصورة بليغة عندما يفرون من طائراتهم في الصحراء او في البحر او يقعون في اسر العدو المتوحش الذي سيخيفهم. هذا لن يكون تنفيذا سهلا من دون اصابات وخسائر مثلما حدث مع مفاعل تموز العراقي في (1981) او في سوريا (2007). هذا الوضع سيكون مشابها لعملية "موكيد" التي استهلت حرب حزيران من حيث الخسائر.

ولكن ان سألوا الطيارين حول احتمالية الاصابة والموت هذه التي تحلق فوق رؤوسهم خلال هذه المهمة وتثقل على اسرهم، سيردون ببرودة تقشعر لها الابدان بأن هذه مخاطرة مهنية. هذا لن يخيفهم خلافا للواقع السائد في اسرائيل القرن الحادي والعشرين هؤلاء الشبان سيغتبطون ان لم تعد هناك حاجة للطيران. وان حلقوا سيفرحون ان هبطوا. الا انهم مستعدون للالقاء بانفسهم للموت من اجل ازالة التهديد المصيري الماثل امام بلادهم ان لم تتم ازالته باية طريقة اخرى.

ان تمعن السائلون بالصور المعلقة على جدران وساحات قواعد سلاح الجو سيعرفون الجواب من تلقاء انفسهم. على احد الجدران صورة طلعات سلاح الجو فوق معسكرات الابادة النازية في اوروبا وعلى جدار اخر وثيقة رؤية سلاح الجو التي تقدس الدفاع عن دولة اسرائيل و "النتيجة النهائية" لن تجد هناك تفسيرات وتبريرات للفشل:- النتيجة النهائية كوزن معادل للحل النهائي.

لن يسألوا ملاحي الجو – ومن الافضل ان لا يفعلوا – عن السياسة الاصح لاسرائيل. ليس من اختصاصهم ان يردوا على هذا السؤال مثل رفاقهم الاخرين في الاذرع الاخرى للجيش وعلى رأسهم رئيس هيئة اركانه. هذه المسألة العليا حول قدرة اسرائيل على مواجهة وتحمل ثمن الهجوم على ايران النووي وتحمل العقوبات الدولية واسكات واشنطن لحظة الحسم وتحمل الهجمات الصاروخية والعمليات الارهابية ليست من اختصاص الجهات التنفيذية الميدانية ومن الاجدر تركها للحكومة ولجنة الخارجية والامن والكنيست وللجمهور في آخر المطاف.

ولكن وفق التقديرات النوعية تتحدث عن ان ايران النووي. ستكون حيوانا مفترسا وليس حيوانا داجنا لان احمدي نجاد ليس لطيفا. ومن السهل تخمين رد الطيارين على السؤال حول احتمالات نجاح اسرائيل في هذه الهجمة. هم سيردون ليس بعفوية وتلقائية وانما بناء على عدد لا ينتهي من التخطيطات والهجمات والتدريبات المركبة والمتنوعة وحسابات الزمن والزوايا ودراسة العمليات معمقا بكل جوانبها.

طواقم الجو اليوم التي كان قادتها في عام 1967 اطفالا ستتصرف مثلما تصرف حينئذ قائد سلاح الجو وقائد السرب الرابع في هاتسور، موتي هود وبني بيلد، اللذان شجعا رئيس هيئة الاركان اسحاق رابين والحكومة في ذروة ترددهم على الوثوق بقدرة اسرائيل على احداث مباغتة وحسم المعركة من الجو.

كل هذا تحت شرط واحد: الاستخبارات المؤكدة. ان قالوا للطيارين انهم يعرفون بالضبط اين يتوجب توجيه الضربات، سيردون بانهم واثقين من كيفية القيام بذلك. وان سألوهم متى سيردون انه كلما كان الموعد مبكرا كلما كان افضل ومن قبل ان يصبح لكل دولة وحركة معادية في المنطقة دفاع ارض – جوي متطور واسلحة دقيقة قادرة على ضرب سلاح الجو وهو في مرابضه وحرمان اسرائيل من ذراعها الاوحد الذي لا يمكنها من دونه.

وان سألوا الطيارين سيترددون مثل كل شخص مطلع على المعطيات ويتساءلون ان كان ذلك ضرورويا. لكنهم سيردون بلهجة متزنة وحاسمة – ان هذا لممكن.