شباب: سنحاسب المُقصرين بحقنا ومستقبلنا يوم الاقتراع

الساعة 08:38 م|28 فبراير 2021

فلسطين اليوم

على مدار خمسة عشر عاماً من عمر الانقسام، حُرم خلالها مئات الآلاف من الشباب ممارسة حقهم في اختيار ممثليهم، خاصة الذين لم يمارسوا العملية الديمقراطية مطلقاً، وسط إصرار من قبلهم بالمشاركة الفاعلة إدراكاً منهم أن قضاياهم العالقة ستحل مع اختيار ممثليهم، وأنهم لن يتهاونوا بمن قصر بحقهم.

ويعاني الشباب من ارتفاع نسبة البطالة في صفوفهم، سواء الخريجين أو العمال، وهو ما انعكس على حياتهم، وتأخر سن الزواج في صفوفهم جراء عدم شعورهم بالأمان على مستقبلهم في ظل التقلبات والمناكفات السياسية.

ويأمل الشباب أن تكون الانتخابات مخرجاً لمشاكلهم، وأن لا تحول المناكفات مرة أخرى إلى تعطيلها.

الشاب الخريج اسماعيل عبد الوهاب، 27 عاماً أحد الشباب الذين يدافع عن خيار ضرورة المشاركة في العملية الانتخابية خلال حديث في إحدى سيارات الأجرة، عازياً إصراره وحثه للشباب بالمشاركة إلى الرغبة الملحة والشديدة في الخروج من المأزق الذي يعيشه وأقرانه من انعدام فرص العمل ورغبته في تكوين أسرة. وأضاف أن الصراع الانتخابي الآن سيكون على تقديم برامج من شأنها استقطاب المواطنين لانتخابهم، محذراً الشباب من الخداع في التصويت للبرامج وضرورة التدقيق في الاختيار.

ومن وجهة نظر الشاب عبد الوهاب خريج اقتصاد وعلوم سياسية، أن النظام الانتخابي لن يعطي أي فصيل الأغلبية في المجلس التشريعي، وسيفرض على الجميع التحالف من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وفي ذات السياق، رأى الشاب رأفت عواد، أن الانتخابات فرصة للشباب للتغيير نحو الأفضل، وهي في ذات الوقت مساءلة ومحاسبة للفصائل التي أهملت قضاياهم وحقوقهم وعرضت مستقبلهم للضياع.

وحث عواد الناخبين لعدم الانخداع بالشعارات ، وضرورة قراءة المشهد جيداً والتفريق بين الممكن تحقيقه والأحلام التي قد يسوقها البعض في برامجهم الانتخابية.

وقال: "اليوم يومنا، بعد أن أُهملنا ولم ينظر أحد لمستقبلنا"، وصوتي سيذهب لمن يقنعني بأنه سيوفر لي حياة كريمة، وإلا لن أشارك بها".

وأضاف، أن ما يهمني هو الاطمئنان على مستقبلي بوظيفة تتوافق وشهادتي التي حصلت عليها منذ 8 أعوام، ولم يجد فرصة له للعمل.

وتابع، أن الجميع قصر بهذا الجيل، ورغم رفع الصوت عالياً، خاصة جيل التسعينات وطالبوا بحقوقهم، ولم يجدوا آذاناً صاغية سوى الشعارات.

بينما كان موقف الشاب خليل أبو حبل، غير متفائلٍ بإمكانية إجراء الانتخابات أصلاً، ولو حدثت فلن تكون بمثابة عصا سحرية لحل مشاكل 15 عاماً.

واستعرض الشباب أبو حبل، خلال حديثه لمراسل "فلسطين اليوم"، العديد من المواقف التي حصلت سابقاً وكانت مليئة بالتفاؤل وفي غمضة عين تبخرت الآمال وبقيت معاناة الشباب. في إشارة إلى الحوارات الفلسطينية والاتفاقات التي تم توقيعها منذ الانقسام.

وأكد أنه سيشارك في الانتخابات حينما يجد قائمة تضم شباب لأنهم الأقدر على حل مشاكل الشباب، كونهم جزء من المعاناة خلال السنوات الماضية.

يشار إلى أن الفصائل الفلسطينية كافة، اتفقت على إجراء الانتخابات وفق جدول زمني معين، وأكدت على مشاركتها بقوائم، باستثناء حركة الجهاد الإسلامي التي أعلنت رفضها المشاركة في هذه الانتخابات كونها تأتي تحت سقف اتفاق "أوسلو" المرفوض والذي يعد الأساس في تراجع القضية الفلسطينية، وأنها لن تكون معطلاً لها.

وعزا الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب في حديث لمراسل "فلسطين اليوم"، أن الدافعية لدى الشباب في المشاركة بهذه العملية الانتخابية، نابع من أنهم لم يمارسوا حقهم الطبيعي في اختيار ممثليهم منذ العام 2007، وأن مئات الآلاف أصبح بإمكانهم الانتخابات بعد بلوغهم السن القانوني لذلك.

وأضاف، أن الشباب يشعرون أن الانقسام، دمر أحلامهم وطموحاتهم ومستقبلهم، والمشاركة في العملية الانتخابية خطوة في طريق تصويب المسار الداخلي الفلسطيني.

وما بين رغبة الشباب في التخلص من واقعهم المرير من خلال الانتخابات، يبقى هاجس الفشل في إجراؤها يراود الكثير منهم، وسط أمنيات بأن تتحقق ويتم التغلب على المعيقات أمام إجرائها.

كلمات دلالية