خاص التجارة الالكترونية.. وجهة الشباب الغزي للتغلب على شبح البطالة

الساعة 02:41 م|27 فبراير 2021

فلسطين اليوم- غزة خاص

 أصبحت التجارة الالكترونية و العمل من خلال صفحات الانترنت وجهة تستهوي معظم شباب و فتيات قطاع غزة، اثر انعدام فرص العمل و ارتفاع معدلات الفقر و البطالة في صفوف خريجي الجامعات الفلسطينية، و التي سببها الحصار "الإسرائيلي" المفروض على القطاع منذ 14 عاما، و تدهور الوضع الاقتصادي في القطاع.

و قد انتشرت في الآونة الأخيرة المؤسسات و المراكز التي تعنى بتدريب الشباب للعمل و الربح من التجارة الالكترونية، بل أصبحت عامل جذب لهم، لا سيما انها اصبح هذا العمل خياراً وحيداً لديهم بعد أن فقدوا الامل في الحصول على وظائف في التخصصات المختلفة التي درسوها في الجامعات، و كبدت اسرهم عناء و مصاريف ذهبت هباءً منثورا.

التجارة الالكترونية، بحسب مدير شركة "سيو برو" للتسويق والتجارة الإلكترونية بغزة، عبد الله الصوفي هي عرض المنتجات و الخدمات و المعلومات على المواقع الالكترونية .

و أوضح الصوفي في تصريح خاص لــ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن مجال التجارة الالكترونية واسع و غير مرتبط بمكان او وقت معين، حيث يستطيع أي شخص انشاء متجر الكتروني و عرض كل المنتجات و الخدمات التي يبيعها من خلاله.

و أشار الصوفي الى أن أصحاب المواقع الالكترونية ببيعون منتجاتهم الى فئات يستهدفونها في دول أوروبا و أمريكا، مبيناً أن هناك اقبال شديد من الشباب خصوصا على العمل في هذا المجال، لا سيما انها لا تحتاج راس مال و هي فرصة كبيرة للعمل بسبب البطالة و قلة فرص العمل و تحقيق دخل ممتاز.

و حول المعايير المطلوبة للعمل اكد الصوفي أن اهم شيء هو اكتساب الخبرة، و ان هذا المجال ليس صعبا و لكنه يحتاج الى خبرة و مهارة، حيث يتوجب على الشباب التعرف على هذه المنصات، و اساسيات التعامل معها وسط المنافسة الكبيرة على هذا المجال، لا سيما أن  هناك ملايين من البائعين في التجارة الالكترونية.

و كشف الصوفي عن بعض المشاكل تواجه العاملين في التجارة الالكترونية، مثل مشاكل مالية تكمن في كيفية استلام النقود و توثيق الحسابات، لكنه اكد أن تلك المشاكل يمكن تجاوزها بمساعدة اشخاص ذوو خبرة في هذا المجال.

و بحسب مدير مؤسسة سيو برو، فهناك نحو 1300 طالب من غزة من جميع التخصصات و الفئات العمرية، يعملون في التجارة الالكترونية، نافيا ان يكون العمل في هذا المجال يشترط اجادة أي مهارة سوى ان يكون لدى الشخص خبرة في هذا المجال.

المواطنة مريم احمد، 26 عاما من قطاع غزة تقول: تخرجت من الجامعة في تخصص تعليم أساسي عام 2015، و لكن لم اجد فرصة عمل، و بينما كنت اتصفح في مواقع الانترنت قرأت عن التجارة الالكترونية فبحثت و تعمقت اكثر و لجأت الى أحد المؤسسات التدريبية للحصول على دورة تدريبية في هذا المجال".

و اشارت الى انها بدأت بالعمل منذ العام 2016 في مجال التجارة الالكترونية و حققت ربحاً شهريا جيداً.

و دعت الشباب و الخريجين الى المبادرة لتحقيق ذاتهم من خلال العمل في هذا المجال و عدم انتظار الحصول على وظيفة، مؤكدة أن الخبرة في هذا المجال تدر دخلاً يغني أي شخص عن وجود وظيفة رسمية.

من جانبه أوضح الشاب إبراهيم معمر 20 عاماً بأنه بدأ بالعمل بالتجارة الالكترونية منذ بدأ دراسته الجامعية، لافتاً الى أنه يحصل على ربح من العمل في هذا المجال يساعده في دفع مصروفاته الجامعية.

و حول كيفية اكتسابه خبرة العمل في هذا المجال، أشار الى أنه شاهد الكثير من الفيديوهات من خلال اليوتيوب التي تشرح كيفية العمل في التجارة الالكترونية، و من خلال البحث و القراءة بدأ بإنشاء متجر خاص به و بدأ بعرض منتجات و بيعها بأسعار جيدة، مما ساهم في تحقيق ربح ممتاز له.

المحلل الاقتصادي، د. معين رجب من جهته أوضح أن التجارة الالكترونية هي محاولة جديدة من الشباب للبحث عن عمل و الحصول على لقمة العيش، و هو شيء طبيعي للبحث عن فرصة عمل مناسبة، و ناشئة عن انها مهمة سهلة لا تحتاج الى تعقيدات و مشاريع و رؤوس أموال.

و أشار رجب في حديث لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" الى أن التجارة الالكترونية تحتاج الى شيء من الخبرة لكيفية بيع أسعار العملات المختلفة، و الكثير من لحظة الى أخرى يحقق اما مزايا او خسائر، و الامر يتوقف على من هو متمكن من هذا المجال، و مرهون بالمهارة المتاحة للشباب و سرعة اتخاذ القرار.

و لفت الى أن التجارة الالكترونية وسيلة يستفيد منها ذوي الخبرة بعكس الأشخاص الجدد على هذا المجال.

و في سياق حديثه عن معدلات الفقر و البطالة في قطاع غزة، أوضح د. رجب بأن الفقر مرتبط بالدخل، و الدخل مرتبط بالوظيفة و الوظيفة مرتبطة بالعمل، و بسبب قلة توفر العمل في قطاع غزة يترتب عليه الفقر و ازدياد البطالة و الحرمان من الحقوق الأساسية، مشدداً على أن  الشباب هم اكثر فئة لا تعمل و خاصة من الخريجين الذين لا يتوفر لديهم فرص عمل سواء من التعليم او التخصصات الأخرى.

 

كلمات دلالية