خبر باكستان: نواز شريف يتحدى« الإقامة الجبرية » ويقود مسيرة حاشدة مناهضة للحكومة

الساعة 06:37 ص|16 مارس 2009

فلسطين اليوم-وكالات

قال شهود عيان إن رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق وزعيم المعارضة البارز نواز شريف اخترق عدة حواجز امس في تحد واضح لما زعم عن صدور أمر بوضعه رهن الإقامة الجبرية حيث قاد مسيرة حاشدة مناهضة للحكومة باتجاه العاصمة إسلام أباد.

وصعدت تلك التطورات من عمق الاضطراب السياسي في باكستان ، تلك الدولة النووية والحليف البارز للغرب فيما يعرف بالحرب على الارهاب .

واحتشد عشرات الآلاف من أنصار شريف في الشوارع في الوقت الذي غادر فيه شريف مقر إقامته داخل مركبة مصفحة في تحد للحظر الذي فرضته الحكومة على التجمعات ونشرها لعدد هائل من أفراد الأمن.

وقال الصحافي الباكستاني يونس بعث انه خضم من البشر.. يبدو وكأن لاهور بالكامل قد احتشدت هنا.. الصغار والكبار والنساء والأطفال.. الكل هنا .

وردد المتظاهرون شعارات مناهضة لحكومة الرئيس آصف على زرداري مثل "الموت لزرداري" و" زرداري كلب" و" أعيدوا القضاة". كما رددوا دعوات بالثورة والتغيير.

وقال شريف في حديث هاتفي لقناة "جيو" التلبيفزيونية الإخبارية الباكستانية لدى تقدمه المسيرة " إنها لحظة نادرة في تاريخ باكستان ، إنها مقدمة للثورة ".

وأعلن شريف تأييده حملة يقودها المحامون سعيا إلى إعادة قضاة عزلهم الرئيس السابق برويز مشرف إلى مناصبهم وبينهم كبير قضاة المحكمة الدستورية العليا افتخار شودري.

وكان زرداري أرمل رئيسة الوزراء الراحلة بنظير بوتو تعهد بإعادة القضاة إلى مناصبهم عقب توليه مقاليد السلطة العام الماضي ولكنه رفض أن يحقق ذلك فيما بعد ، خشية أن يعيد القاضي المستقل توجيه الاتهامات إليه فى قضايا فساد كان قد تورط فيها .

إلا أن الوعود التي لم تنفذ حولته (زرداري ) إلى شخصية سياسية لا تتمتع بالشعبية .

ويعتزم شريف قيادة مسيرة احتجاجية أطلق عليها "المسيرة الطويلة" من مدينة لاهور إلى العاصمة إسلام أباد حيث يبدأ اعتصام غدا الاثنين وحتى الوفاء بمطالبه.

وقال شريف، الذي أظهرته بعض استطلاعات الرأي الأخيرة أكثر زعماء البلاد شعبية " إن وجهتنا هي إسلام أباد ، لقد غادرنا منازلنا متوجهين إلى إسلام أباد .. وستستمع البلاد لصوت الشعب وستقبل مطالبنا ".

وقال إحسان إقبال المتحدث باسم حزب شريف ، "الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز" ، في وقت سابق إن المئات من رجال الشرطة حاصروا مقر إقامة شريف وأغلقوا الطرق المؤدية إليه.

وقال شريف أمام الحشود قبل مغادرته مقر إقامته حيث أزال أنصاره الحواجز من الطريق "تعالوا وشاركوني.. غادرت المنزل... الوقت قد حان لنسير يدا بيد".

وعلى بعد حوالي 15 كيلومترا من مقر إقامة شريف في قلب لاهور استخدمت الشرطة المئات من عبوات الغازات المسيلة للدموع والهراوات لتفريق الحشود التي رشقت أفراد الأمن بالحجارة .

واستمرت الاشتباكات على مدى ساعات. وذكرت تقارير إعلامية أن الاشتباكات أسفرت عن إصابة العديد من الأشخاص بينهم رجال شرطة.

وذكرت قناة "جيو" التلبيفزيونية الإخبارية الباكستانية أن قوات الأمن تراجعت بعد الاشتباكات التي استمرت ساعات في حين انضم بعض رجال الشرطة للمتظاهرين ورددوا الشعارات لصالح شريف.

ورفض سجاد بوتا ، رئيس مجلس المدينة ، الانصياع لأوامر الحكومة ، في حين قدم نائب المدعي العام استقالته من منصبه احتجاجا على استخدام القوة ضد المتظاهرين ، وذلك وفقا لما ذكرته التقارير.

وأغلقت الطرق الرئيسية في جميع البلدات على الطريق المنتظر ان تسلكه مسيرة شريف باستخدام حاويات البضائع والشاحنات والحواجز الخرسانية ، كما منعت الحكومة خدمة الرسائل النصية عبر الهواتف المحمولة وبث بعض القنوات الاخبارية التليفزيونية .

وتم اعتقال حوالي ألف ناشط في محاولة لمنع مسيرة إسلام أباد ، وسط فرض إجراءات صارمة في جميع أنحاء البلاد ضد جماعات المعارضة لردء مسيرة إسلام أباد. وأظهرت لقطات تلفزيونية أنصار شريف يستخدمون رافعات لإزالة حواجز الطرق وإفساح المجال أمام المسيرة.

وزاد الاضطراب السياسي من المخاوف في واشنطن وعواصم أخرى في الغرب تريد أن ينهي الرئيس الباكستاني آصف على زرداري وشريف خلافهما وأن يتكاتفا ضد التطرف الإسلامي.

وحاول مسؤولون أميركيون وبريطانيون التوسط بين الخصمين التقليديين ، اللذين توحدا لفترة قصيرة في أوائل عام 2008 لهزيمة حلفاء الرئيس السابق برفيز مشرف السياسيين وإبعاده عن منصب الرئيس.

وجاء خلاف شريف (مع زرداري ) على قضية إعادة القضاة ، واتسعت الهوة بينهما عقب الحكم الذي أصدرته محكمة الشهر الماضي يحظر على شريف وشقيقه شهباز شريف ، شغل مناصب بالانتخاب.

كما أعلن الحكم طرد شهباز شريف من رئاسة الحكومة الإقليمية في البنجاب بلاهور ، وهي معقل الأخوين .

وقد أعلنت حكومة زرداري بعض الامتيازات لزعيم المعارضة في وقت متأخر من أمس السبت بعد اتصالات هاتفية أجرتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري رودهام كلينتون لزرداري وشريف.

وقال متحدث رئاسي إن الحكومة ستستأنف ضد قرار عدم أهلية الأخوين شريف ، وتعهدت بحل قضية إعادة القضاة الذين أقالهم مشرف.

بيد ان الجماعات المعارضة قالت إن الأفعال الملموسة فقط يمكن أن ترضيها وليس مجرد الإعلان عن النوايا الحسنة.