إصابات بمواجهات في الخليل وكفر قدوم

الساعة 05:29 م|26 فبراير 2021

فلسطين اليوم

الخليل

أصيب عشرات المواطنين بحالات اختناق وسط مدينة الخليل، اليوم الجمعة، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الاسرائيلي بعد انطلاق مسيرة لإحياء الذكرى 27 لمجزرة المسجد الإبراهيمي.

وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قمعت المسيرة التي انطلقت من أمام مسجد علي بكاء وسط المدينة إحياء لذكرى مجزرة المسجد الإبراهيمي وتنديدا بإجراءات واعتداءات الاحتلال على المسجد.

وأطلقت قوات الاحتلال وابلاً من قنابل الصوت والغاز السام تجاه المواطنين، عقب خروجهم في المسيرة، ما أدى لإصابة العشرات منهم بحالات اختناق.

ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية وصورا للمجزرة في المسجد والشهداء الذين ارتقوا فيها، ورددوا الشعارات المنددة بجرائم الاحتلال والمستوطنين.

ووافقت أمس الخميس الذكرى الـ27 لمجزرة المسجد الإبراهيمي التي ارتكبتها مجموعة من المستوطنين عام 1994 بزعامة الإرهابي "باروخ غولدشتاين" داخل المسجد بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، وقد استشهد فيها 29 مصليًا وجُرح 150 أخرين.

وفي اليوم نفسه تصاعدت المواجهات في مدينة الخليل وقراها وكافة المدن الفلسطينية، وبلغ عدد الشهداء الذين ارتقوا نتيجة المواجهات مع جنود الاحتلال إلى 60 شهيدًا.

وعلى إثر المجزرة أغلقت قوات الاحتلال المسجد الإبراهيمي والبلدة القديمة لمدة ستة أشهر كاملة بدعوى التحقيق في الجريمة، وشكّلت من طرف واحد لجنة تحقيق برئاسة رئيس محكمة الاحتلال العليا "مئير شمغار" للتحقيق في المجزرة وأسبابها.

وخرجت اللجنة في حينه بعدة توصيات منها تقسيم المسجد الإبراهيمي إلى قسمين، وفرضت واقعاً احتلالياً صعباً على حياة المواطنين في البلدة القديمة، ووضعت حراسات مشددة في المنطقة.

وأعطت اللجنة للاحتلال الحق في السيادة على نحو 60% من المسجد بهدف تهويده والاستيلاء عليه، وتكرر منع الاحتلال رفع الآذان فيه مرات عديدة، كما أوصت بفتح المسجد كاملًا 10 أيام للمسلمين في السنة فقط، وفتحه 10 أخرى أمام اليهود.

ووضعت قوات الاحتلال بعدها كاميرات وبوابات إلكترونية على كافة المداخل وأغلقت معظم الطرق المؤدية إليه في وجه المسلمين باستثناء بوابة واحدة عليها إجراءات أمنية مشددة، إضافة إلى إغلاق سوق الحسبة، وخاني الخليل، وشاهين، وشارعي الشهداء والسهلة وبهذه الإجراءات فصلت المدينة والبلدة القديمة عن محيطها حتى اليوم.

وتُعد مدينة الخليل التي يقع فيها المسجد الإبراهيمي أكبر مدن الضفة الغربية ويسكنها أكثر من 600 ألف فلسطيني، ويتغلغل الاستيطان في قلبها وداخل أحيائها العربية.

وعززت اتفاقية أوسلو من الواقع الاستيطاني في مدينة الخليل، التي وُقّعت قبل المجزرة بنحو خمسة أشهر، بالإضافة لممارسات الاحتلال بناء على توصيات لجنة "شمغار".

يشار إلى أن قوات الاحتلال تمارس سياستها التعسفية بتحديد أعداد المصلين في المسجد الإبراهيمي خاصة وقت الجمعة، وإغلاق المسجد لفترات طويلة ولحجج واهية أمام المسلمين، فيما يسمح للمستوطنين بتدنيسه وإقامة طقوسهم الدينية فيه.

 

وفي قلقيلية، أصيب عدد من المواطنين بالرصاص الإسفنجي والعشرات بالاختناق، اليوم الجمعة خلال المواجهات مع قوات الاحتلال التي اعتدت على مسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان، في القرية الواقعة شرق قلقيلية.

وأفاد منسق المقاومة الشعبية في قرية كفر قدوم مراد شتيوي، بإصابة طفل يبلغ من العمر 10 سنوات بعيار "إسفنجي" في صدره، ونقل إثرها إلى مستشفى رفيديا بمدينة نابلس، حيث وصفت حالته بالطفيفة.

وأضاف شتيوي أن عشرات المواطنين أصيبوا بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، وجرى علاجهم ميدانيا.

وانطلقت المسيرة بعد صلاة الجمعة من ساحة مسجد عمر بن الخطاب بمشاركة واسعة من أهالي القرية، الذين رددوا الشعارات الوطنية الداعية لتصعيد المقاومة الشعبية.

وتتواصل مسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للجدار والاستيطان، والمطالبة بفتح الشارع الرئيسي المغلق للقرية منذ (18 عاما).

وتكمن أهمية مدخل القرية المغلق في أنه الممر الذي يربط بين كفر قدوم ومحيطها من القرى والبلدات الفلسطينية، ما تسبب بمعاناة كبيرة للمواطنين.

وتنطلق كل جمعة وسبت مسيرات منددة بالاستيطان في مناطق مختلفة بالضفة الغربية، ويؤدي المشاركون صلاة الجمعة على الأراضي المهددة، وسط اندلاع مواجهات خلال قمع قوات الاحتلال لهذه المسيرات.

كلمات دلالية