خبر غزة : عائلة السموني تشتكي من شح الـمساعدات بعد الحرب

الساعة 04:31 ص|16 مارس 2009

فلسطين اليوم - الأيام

على أنقاض منزلها تجلس ابتسام السموني (32 عاماً)، حيث أقامت ما يشبه خيمة زرقاء وجلست على تلة ركام منزلها، الذي تبلغ أكبر قطعة فيه بحجم جهاز الهاتف.

ابتسام التي تضع بجانبها ربطة خبز وبضع خرق من ملابس أطفالها، ترفض التحدث إلى الصحافة قائلة: كرهت الـمصورين والصحافيين، وما بدي أحكي شيء، زهقت حكي.

وضعت ابتسام التي تبدو من عينيها قوية الشخصية، يديها على وجهها رافضة الإجابة عن أي من الأسئلة، سوى الـمتعلقة بابنيها الشهيدين فارس (16 عاماً) ورزقة (15 عاماً)، وقالت: "استشهد الاثنان مع بعض، أذكر كم كانت رزقة خائفة من القصف قبل ما تموت، ولـما رجعت على البيت بعد انتهاء الحرب حاولت أبحث عن كتبها ودفاترها لكني ما لقيتهم، كل شيء حرقته القذائف".

وأضافت بعينين سارحتين: "لكن بقيت الأرض التي كانت تساعدني رزقة في تنظيفها، ما أغلاهم الأولاد، يمّا ما أغلاهم".

ولابتسام ابنان هما محمد (4 أعوام) وعبد الله (8 أعوام)، حالتهما كانت خطرة، ويتم علاجهما في مصر والسعودية.

وبلغت عائلة السموني شهرتها أقاصي الأرض نتيجة الـمأساة التي حلت بها، بعد استشهاد قرابة ثلاثين فرداً من العائلة عقب حجز ما يزيد على الـمائة شخص من العائلة في غرفة واحدة ثم قصفهم.

ويقول أحد أفراد العائلة، حسام السموني (29 عاماً)، وهو من الشهود على الـمأساة: إنهم يجدون صعوبة بالغة في توفير لقمة العيش، وذلك لأن الكثير من الـمؤسسات تنسى مأساتهم يوماً بعد الآخر، مقراً بأنه "بعد الحرب مباشرة كانت هناك مساعدات".

وذكر أن كونهم مواطنين وليسوا لاجئين يؤثر كثيراً على حجم الـمساعدات التي يتلقونها، لافتاً إلى أنهم تسلـموا أربعة آلاف يورو بعد الحرب مباشرة وبعدها لـم يتم تسليمهم أية مبالغ مالية لتعويضهم عن خسائرهم، أو كي يدفعوا إيجار الـمنازل التي ينوون استئجارها.

وعلى امتداد أرض السموني تترامى البيوت الطينية، والبعض الآخر منها من ألواح الصفيح "الزينكو" التي بقيت بعد تدمير منازلهم، حيث أنشأها رجال العائلة بعد الحرب في محاولة للاحتماء تحت سقف ما من الأمطار الـمفاجئة التي هطلت خلال الشهر الجاري.

وتقول نائلة السموني (28 عاماً): إن أكثر ما آلـمها في الحرب استشهاد والدتها التي كانت بالفعل عمود البيت، موضحة أن اسمها رزقة أيضاً مثل اسم ابنة شقيقها رزقة التي استشهدت معها في الـمجزرة ذاتها.

وتضيف: إنها حفظت الكلـمات من كثرة ترديدها على الصحافيين والوفود الأجنبية، وأن هذا يشعرهم بعدم الراحة، خاصة أن أحوالهم لـم تتحسن، بل تزيد سوءاً مع كل هذا الألـم لفقدان أفراد العائلة.

ولفتت إلى أنهم جميعاً شعروا بالفقد بعد شهر من الحرب وانفضاض الـمتعاطفين عنهم، وسفر معظم أفراد العائلة للعلاج في السعودية ومصر وبلجيكا، فبقوا في وحدتهم يتذكرون الـموتي من أطفال ونساء، وتطلع نائلة إلى الـمنطقة حولها، قائلة: "كل جغرافيا الـمكان تغيرت وأصبحت مثل الـملعب فارغة، أحياناً أشعر أني في حلـم وسأستيقظ قريباً".

أطفال السموني كذلك، يبدو عليهم التأثر والـمأساة، فقطع ملابسهم معدودة، وحلـمهم أن يحمل الوافد إلى منطقتهم إليهم قطعة "شوكلاتة"، وربما لعبة صغيرة، تنسيهم آلام معيشتهم الحالية، فيركضون إليك، بعيونهم الواسعة الـملونة، وسمرتهم الفاتحة، كأنهم يرغبون بفهم ما حدث، وتغير أحوالهم الـمفاجئ.