حوار الأمين العام عنوانه المكاشفة

الساعة 10:30 ص|21 فبراير 2021

فلسطين اليوم

بقلم : خالد صادق

المنعطفات التي تمر بها القضية الفلسطينية وحالة التشظي في المواقف السياسية على المستويين العربي والفلسطيني, والتعمية المقصودة على الكثير من القرارات, كانت تتطلب مصارحة ومكاشفة يمكن ان تزيل الضبابية عن الكثير من المواقف التي تشهدها الساحة الفلسطينية, وقد جاء الحوار الذي اجراه الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة في برنامج المدار على قناة فلسطين اليوم, ليطرح امام شعبنا الحقائق بواقعية وشفافية, تلك الحقائق التي تجيب على الكثير من التساؤلات, وتزيل الرتوش عن بريق التصريحات لتظهر بوجهها الحقيقي وتضع الفلسطيني امام خياراته ليسلك الطريق الذي يشاء بعين متفتحة.

الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، القائد زياد النخالة قال, إن لقاء القاهرة جاء على خلفية عدم وجود خيار أمام الفلسطينيين إلا أن يخرجوا بموقف موحد مع الأخذ بالاعتبار الإدارة الأميركية الجديدة، مؤكدا أن الولايات المتحدة هي الراعي الأساس للعدو الصهيوني وأصبحت راعية لكل النظام العربي في المنطقة وتوجهه للتعايش مع «اسرائيل», وهذا يعنى ان الحوار الفلسطيني حدث في ظل واقع مرير وصعب, فرضته طبيعة المرحلة التي تعيشها السلطة الفلسطينية والواقع العربي المهترئ والذي يدل على حالة الضعف والهوان التي انتابت الامة وباتت القضية الفلسطينية عبئاً ثقيلا على العرب يسعون للتخلص منه, وهذا ما دفع الفلسطينيين للتحاور.

القائد النخالة شدد على أن الجهاد رفض المشاركة في الانتخابات الفلسطينية المرتقبة، ليس فقط لأن مرجعيتها اتفاق أوسلو، ولكن بسبب المخاطر التي ستترتب عليها، موضحا أنه لا سبيل لفرض وقائع جديدة على الأرض بدون المقاومة, فلو افرزت الانتخابات فتح او حماس او أي قائمة اخرى, فان الخيارات امامها محدودة, والواقع صعب, والاحتلال لن يسمح للفائز بالانتخابات ان يعمل بأريحية الا وفق الرغبات الاسرائيلية, وتغيير هذا الواقع الصعب والمرير يحتاج الى قوة المقاومة, وتعدد الخيارات في مواجهة الاحتلال, خاصة ان البيئة في المنطقة المتجهة إلى التطبيع ومسايرة واشنطن دفعت بالفلسطينيين إلى عقد لقاء القاهرة بسقف متدنٍ.

القائد زياد النخالة شبه حوارات القاهرة بحلبة المصارعة وقال: « ذهبنا إلى ميدان المصارعة وهو الانتخابات، ومن يكسب يفرض الشروط، وهذا ينطوي على مخاطر كبيرة» والمخاطرة تظهر عند تنفيذ أي استحقاق, فهناك مساران لا يلتقيان مسار التسوية الذي تتبناه السلطة الفلسطينية, ومسار المقاومة الذي تتبناه جل الفصائل الفلسطينية, اشار الامين العام ابو طارق إلى أن السلطة التي تحضّر للمفاوضات هي تحت السيطرة الإسرائيلية، وأن الإسرائيلي مقتنع بأن السلطة لن تستطيع اتخاذ قرارات بدون الأخذ بعين الاعتبار الاتفاقات مع الاحتلال, بينما حماس تبقى يدها مغلولة خاصة في الضفة المحتلة, وبالتالي الامور تدخل دائرة المجهول. 

الامين العام اوضح ان حركة الجهاد الاسلامي ذهبت للقاهرة بعقل وقلب منفتحين على الحوار بدون أي قرارات مسبقة، وعندما وجدنا مراوحة للوضع الفلسطيني عادت الحركة إلى ثوابتها بالالتزام بعدم الاعتراف بإسرائيل وباتفاق أوسلو» فالمعضلة الرئيسية في الحوار الفلسطيني تكمن في التمسك بأوسلو ورفض السلطة الفلسطينية التخلص من مسار التسوية, وهذا يجعل الامور اكثر تعقيدا فما لم تنسحب السلطة من اتفاق أوسلو لن تكون حركة الجهاد الاسلامي  في أي جزء من هذه السلطة, لأنها تعبير غير واقعي عن طموحات الشعب الفلسطيني» ورغم ذلك فان حركة الجهاد الاسلامي لن تعرقل ولن تكون ضد حالة الإجماع الفلسطيني.

 

القائد النخالة رد على من يعتبرون ان حركة الجهاد الاسلامي لا تتعاطى السياسة بالقول: «موقفنا هو في قلب السياسة ويستند لفهم وقراءة سياسية واضحة وكنا ذاهبين لمناقشة ملف المجلس الوطني انطلاقا من أساسه وقواعده خاصة أننا نعتبره مصدر القوانين والتشريعات لكل المؤسسات الفلسطينية», فموقف الجهاد فيه من الشجاعة ما يدفع الى مراجعة مخرجات حوار القاهرة واخضاعها لمقياس المصلحة الفلسطينية العامة, صحيح انه من الممكن ان يؤدي الى صدمة لدى البعض ممن كان يبني امالا وطموحات على حوار القاهرة, لكنه في النهاية يوصلك للحقيقة دون مواربة, وشعبنا الفلسطيني بات محصنا من كل الصدمات.

الامين العام عاد ليؤكد حق شعبنا في مقاومة الاحتلال, ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني ورفض مسار التسوية, ومجابهة الاستيطان, وقال: «للأسف أوصلوا الشعب الفلسطيني إلى التأمل بأن تخرجه الانتخابات من مشكلاته» نحن ذاهبون للمجهول ولا أحد يعلم ماذا سيحدث في اليوم التالي للانتخابات. وعلى كل الفصائل ان تكون واضحة في مواقفها, وان توضح للشعب الفلسطيني أين ستأخذه بعد الانتخابات, لذلك جاءت المكاشفة والمصارحة بأن الشعب الفلسطيني يستطيع أن يحدد خياراته وإرادته بأن لا تنازل عن حقه في فلسطين.