خبر إعلاميون ومختصون يوصون بتبني رؤية إعلامية لمناصرة قضايا المرأة الفلسطينية

الساعة 02:40 م|15 مارس 2009

فلسطين اليوم : غزة

أوصى إعلاميون فلسطينيون بضرورة تبنى الإعلام رؤية وإعلامية واضحة من اجل إيصال قضية المرأة الفلسطينية إلى المجتمع الدولي والعربي أيضا والكشف عن المعاناة التي تكبدتها ومازالت جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة وراح ضحيتها نحو 1350شهيداً وأكثر من 5000جريح نصفهم من النساء.

ودعا الإعلاميون المؤسسات المهتمة بالمرأة إلى البدء ببرامج عاجلة تساعد في التخفيف من الضغط والتوتر النفسي الذي تعيشه المرأة والذي بدوره ينعكس على أفراد الأسرة مؤكدين على أن العنف الذي تتعرض له المرأة الفلسطينية في قطاع غزة سواء كان من الاحتلال او المجتمع المحلى بات يشكل ظاهرة مما ينعكس على حياتها بالسلب.

كما طالب المشاركون المجتمع الدولي الى تشكيل لجان للدفاع عن حقوق المرأة الفلسطينية التي انتهكت من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي ومحاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب مؤكدين على انه اذا ما استمر واقع المرأة بهذه الصورة والتعامل معها على أنها أسطورة من الصمود دون الاخذ بعين الاعتبار بما تعانيه من انتهاكات في حقوقها وسلب لإرادتها وممارسة العنف عليها فان ذلك من شانها ان يزيد من الإجرام المرتكب بحقها.

ودعوا المؤسسات النسوية والمؤسسات الرسمية والاهلية ذات العلاقة بقضايا المرأة الى توحيد الجهود والتنوع في البرامج المقدمة للمرأة وان تنبع هذه البرامج من احتياجات المرأة الفلسطينية بالدرجة الاولى .

جاء ذلك خلال لقاء نظمه المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات في مقر المركز بغزة بعنوان " واقع مطحون ...واعلام مزيف" بحضور عبد المنعم الطهراوي مدير المشاريع في المركز و لفيف من الإعلاميين والمختصين وأعضاء المجموعة الاعلامية لمناهضة العنف ضد النساء التابعة للمركز.

وتحدث الطهراوي حول تاريخ المرأة الفلسطينية وبدأ مشاركتها في الحياة السياسية ومقارعة الاحتلال في كل مراحلة المختلفة مشيرا  الى ان المركز يفتح ابوابه لمناقشة كل القضايا التي تختص بالمرأة الفلسطينية

وعرضت الصحفية سمر شاهين ورقة عمل تناولت بالتفصيل واقع المرأة الفلسطينية منذ النكبة عام الـ"48" وحتى يومنا هذا مدللة بالأرقام الرسمية على خطورة وفداحة الواقع الذي تعيشه.

وقالت شاهين :" لقد دفعت المرأة الفلسطينية ضريبة كبيرة من حياتها من اجل انتزاع ولو جزء بسيط من حقوقها التي يتغني بها الجميع من " المسئولين، المؤسسات الأهلية والحكومية ".

وأوضحت أن قضية المرأة والإعلام من أكثر القضايا التي كانت ومازالت مثار بحث واهتمام ، وغالبا ما وقع السجال وبودلت الاتهامات حول المسؤولية في هذا التنميط الواضح للمرأة وصورتها و حياتها واهتماماتها ورسالتها .

وأضافت:" إن الإعلام لم ينجح في نقل صورة المرأة الفلسطينية كما يجب عقب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة التي انطلقت 27/12 اذ ركز على صورة المرأة الصامدة القوية المتحدية لواقعها وذلك من خلال تناول صورة المرأة الحديدة ، حتى بات يشكل خطورة على واقع المرأة وبات الإعلام سيف مسلط على واقع المرأة الغزية ".

ولفتت الى ان الإعلام كان يبحث عن اللقطة الاولى فقط متناسي ان دوره أيضا يجب ان ياتي بعد تلك اللقطة في ظل تأكيد الأبحاث والدراسات على زيادة ملحوظة في حالة التوتر النفسي والأمراض النفسية التي باتت تعاني منها الكثير من افراد المجتمع لاسيما المرأة والأطفال بالدرجة الأولى.

وقالت :" تعاني المرأة الفلسطينية اليوم أوضاع سياسية واقتصادية و اجتماعية ونفسية متدهورة  وواقع مطحون ومتهرئ، ورغم ذلك فان الاعلام يزيد من همومها هموما حيث يتغني بواقع لا يمت له بصلة، فالمرأة تعاني واقع مرير جراء الانتهاكات المتواصلة بحقها سواء كانت من قبل الاحتلال الإسرائيلي ، والعادات والتقاليد المجتمعية التي حالت ومازالت دون تقدم المرأة واقع تتسارع فيها الآلام للمرأة لاسيما عقب الحرب الإسرائيلية ".

الأرقام تتحدث

وأشارت إلى أن النساء تتحمل هذه الضغوط دون توفر الكثير من الموارد والدعم ويلاحظ الارتفاع في معدل حدوث الاضطرابات النفسية لدى النساء الفلسطينيات وأطفالهن. فقد أشار مسح أجراه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن أكثر من نصف النساء المبحوثات قد أفدن بالتعرض لنوبات بكاء وأن ثلثهن صرحن بأنهن يفكرون "أكثر مما ينبغي" بالموت، فيما أشارت 46% إلى مشاعر اليأس والإحباط و29% إلى الإحساس بالغضب ومعاناة الانهيار العصبي

واختتمت شاهين قائلة :" إن الأرقام خير دليل على الواقع " المتهرئ" الذي  تعيشه المرأة الفلسطينية  ، الكل يشخص والكل يبتعد عن الحلول ، التي من شأنها أن تخفف من ذلك الواقع، لاسيما و أن 9.1% من الفلسطينيات اللواتي أعمارهن 15 سنة فأكثر هن  أميات ، كما أن مشاركتهن في القوى العاملة منخفضة ولا تتجاوز  15.2%، أما بالنسبة للبطالة ، فقد بلغت 23.8% خلال العام 2008، 61.2% من الأسر التي ترأسها إناث فقيرة و330 شهيدة خلال السنوات الثمانية الماضية، 60 أسيرة نهاية العام 2008.