المشي على الحبال:  بقلم المختص بالشأن الإسرائيلي: مهران ثابت

الساعة 04:38 م|20 فبراير 2021

فلسطين اليوم

المشي على الحبال..

مقال: فرض قواعد اشتباك جديدة على الجبهة الشمالية

من وجهة نظر الجيش الإسرائيلي فإن جبهة قطاع غزة هي الجبهة الأكثر سخونة والأكثر قابلية للانفجار، في حين أن جبهة الشمال هي الأكثر خطورة.

كما يرى أن جبهة قطاع غزة لا يمكن التنبؤ بسلوكها في مقابل إمكانية ذلك فيما يخص جبهة الشمال (الحدود مع لبنان)، وهذا صحيح لوجود عدة اعتبارات لا داعي لذكرها هنا.

فقد اتسمت الجبهة الجنوبية في الآونة الأخيرة بملامح قتالية خاصة، أهمها كثرة التصعيدات المحدودة والمنضبطة (إن صح التعبير) إذ إن جميعها انتهت دون الانجرار إلى حرب شاملة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تلك التصعيدات حققت إنجازات لم يتم تحقيقها في حروب سابقة، وهذا يحتسب نقطة لقطاع غزة على حساب إسرائيل.

الجديد في الأمر، هو أن الجيش الإسرائيلي بات يعتقد أن الجبهة الشمالية تسعى إلى تقليد التجربة القتالية التي تعيشها الجبهة الجنوبية، نظرًا لنجاعتها وفعاليتها في تحقيق المكاسب والتنفيس عن الغضب.

حيث أن شعبة الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي والمعروفة اختصارًا باسم "أمان" حذرت في تقرير لها أن الحزب يستعد لمواجهة محدودة لا تؤدي إلى حرب كتلك التي تحدث في جبهة قطاع غزة بين الفينة والأخرى.

وكون الجيش الإسرائيلي لا يرغب في تحويل الوضع على الحدود الشمالية إلى مثل ذلك الوضع الملتهب على الحدود الجنوبية، فقد أخذ بتحذيرات "أمان" بقوة وترجمها على شكل مناورة طارئة قام بها سلاح الجو على الحدود الشمالية تحت اسم "وردة الجليل"، رافعًا فيها حالة التأهب القصوى وحاكى فيها وقوع سيناريو مواجهة تبدأ بمبادرة الحزب بإسقاط طائرة استطلاع يتبعها قرار إسرائيلي بالخروج إلى معركة في لبنان.

حتى أن المناورة حاكت سيناريو احتمالية وقوع المواجهة في فترة لا تزال فيها الكورونا موجودة.

من الجلي أن هذه المناورة المفاجئة والتي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة من قبل الإعلام العبري كانت رسالة للحزب يمكن تخيلها وتلخيصها على النحو الآتي (لا تخاطر بتغيير قواعد الاشتباك والمعادلات القتالية المفروضة على الحدود الشمالية، فالحال لن يكون مثل جبهة قطاع غزة، وأي مبادرة هجومية من طرفك ستقابل بتدمير كبير في لبنان).

ويبدو أن الحزب التقط الرسالة من هذه المناورة حيث صرح أمينه العام خلال خطاب قبل أيام، قائلًا: "إننا لا نريد المواجهة ولكن إذا فرضتم الحرب فسنخوضها".

وفي اعتقادي أن الأمين العام لحزب الله، حاول تضليل إسرائيل ونسف ما جاء في تقرير شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" حيث قال: "لا أحد يستطيع أن يضمن أن لعبة الأيام القتالية لن تجر إلى حرب".