خبر أربعة قادة لحزب العمل .. هآرتس

الساعة 02:05 م|15 مارس 2009

بقلم: شاحر ايلان

الشرك الذي وقع فيه حزب العمل بعد الانتخابات واضح: على ايهود باراك ان ينصرف، ولكن ليس هناك من يحل محله. لدى حزب العمل شبانا ممتازين ولكنهم لا يمتلكون التجربة بعد او المكانة للدخول لمنصب رئيس الحزب. وضع الحزب يذكر بفريق كرة قدم شاخ نجومه بينما ما زال الفتيان فيه يفتقدون للتجربة.

ما من شك ان هناك مشكلة في انتخاب اوفير بينس او اسحاق هرتسوغ لرئاسة حزب العمل الان، لانهما لا يعتبران بعد قادة على المستوى الوطني. الحل المطلوب هو ازاحة باراك وانتخاب قيادة جماعية من عدة اشخاص. هم سيديرون الحزب معا ويتبادلوا منصب الرئيس لفترات متعاقبة، او ربما يتم ايجاد حل اخر يتيح التقاسم المؤقت لصلاحيات الرئيس فيما بينهم.

من الذي يتوجب ان يكون في هذه القيادة؟ الجواب واضح كما يبدو للوهلة الاولى اوفير بينس، اسحاق هرتسوغ، ايتان كابل وشيلي يحيموفيتش. لكل واحد منهم سجلا هاما في الفترة الاخيرة من الكنيست. ولكن التشكيلة يجب ان تتحدث في الانتخابات التمهيدية الحزبية في اخر المطاف.

صحيح ان هذا يترك عامير بني ومتان فيلنائي وابشاي بريفرمن ويولي تامير خارج القيادة العليا (الا ان تم انتخابهم وتركوا احد ما غيرهم في الخارج). هذا لا يعني انهم لا يستطعيون ان يكونوا في مناصب وزارية رفيعة. لكن هذا يعني بوضوح انه لا يمكن لاي منهم ان يكون القائد الذي يعيد بناء حزب العمل.

ان عدنا الى التشبيه الذي اوردناه لفريق كرة القدم، فمعنى هذه الخطوة هو الاقدام على تعيين قيادة مشتركة لانضاج الشبان ورفعهم الى مصاف الراشدين. الفرق تدفع ثمن مثل هذه الخطوات عادة في السنة او السنتين الاوليين حيث تنخفض الى اسفل القائمة او وسطها. لكن بفضل باراك ليس على حزب العمل ان يدخل في هذه المعضلة. سيكون هذا الحزب في اسفل قائمة الفرق المتبارية طوال كل هذه الفترة من ولاية الكنيست.

في الماضي ظهرت في حزب العمل مجموعة من القادة اطلق عليها مجموعة الثمانية. هي تضمنت فيما بينها حاييم رامون، يوسي بيلين، افرهام بورغ ونسيم زفيلي. ثمن غير بسيط دفعه هذا الحزب مقابل تفضيله تسليم مفاتيح القيادة للجنرال باراك ومن للجنرال بن اليعازر ومن بعده للجنرال متسناع، بدلا من تسليمها للقيادة الشابة. عدم انتخاب بورغ لرئاسة الحزب مثلا كان مضيعة كبرى. عمير بيرتس ويا للمفاجأة كان الوحيد من مجموعة الثمانية الذي وصل الى مرتبة القيادة وفشل. ولكن ترشيحه كان مؤشرا للامل والتجديد لم يجسده اي شخص اخر من قادة حزب العمل الاخرين.

من المفترض ان تشكيل قيادة مشتركة ينطوي على تغيير مؤقت للنظام الداخلي للحزب. ومن الممكن الامل ان يكون لدى الراغبين بالتغيير في حزب العمل ما يكفي من القوة معا لتمرير مثل هذا التغيير النظامي. سيكون على المنتخبين ان ينظموا فيما بينهم قضايا مثل تمثيل الحزب وفي اية طريقة وهل يوجد للرئيس المؤقت للحزب صوت زائد.

بعد عامين، حيث سيكون قد بنوا صورتهم في نظر الجمهور سيتنافس حول رئاسة الحزب. من الممكن ان نأمل بأن يفعلوا ذلك من دون اثارة القاذورات والمهاترات التي لا يوجد لها داع. عامان من القيادة المشتركة قد يكونا فترة كافية لاعادة عدد كبير من المقاعد البرلمانية لحزب العمل. الجمهور الاسرائيلي يحب الوحدة واربعة اشخاص موهوبين جدا ، ينجحون في العمل معا طوال عامين، سيحظون بالكثير من التقدير والاحترام. المهاترات ورمي القاذورات على بعضهم البعض سيحول دون ذلك.

صحيح ان اقتراح القيادة المشتركة ليس مقبولا كثيرا في العالم الذي يتوجب ان يكون فيه رئيس ووجه لكل مؤسسة او جهاز وهو بحاجة لعلامة فارقة مسجلة. ولكن امتيازات مثل هذه القيادة الجماعية واضحة: حزب العمل سيرتاح من عبء كتلة الرصاص المصهورة المسماة ايهود باراك وسيبني جيله المستقبلي الذي هو جيل هام ومثير للانطباع جدا. هذا الاقتراح لا يمكنه فقط ان يعيد بناء صورة الحزب بل سيمنحه طريقه ونهجه الجديد. بامكان هذه الخطوة ان تعيد حزب العمل الى خوض المنافسة على رئاسة الوزراء.