خبر استنساخ أرواح ليبرمان .. هآرتس

الساعة 02:03 م|15 مارس 2009

بقلم: ليلي غاليلي

الاحزاب بدأت في تنظيم صفوفها مجددا بصورة غير نمطية للتعامل مع ما يسمى "الشارع الروسي". لا يعترف احد بذلك جهارا، ولكن بين اسباب هذه النجاعة هناك ايضا افتراض بانه ان اضطر افيغدور ليبرمان ولو مؤقتا لاعتزال السياسية بسبب التحقيقات الجارية ضده – سيترك من وراءه عشرة مقاعد "روسية" يتيمة كان قد حصدها في الانتخابات الاخيرة. برامج اعادة التنظيم تجسد في خضمها ايضا الافتراض بان الانتخابات قد تأتي باسرع من المتوقع، وان على الاحزاب ان تكون اكثر استعدادا من المرة الاخيرة لجذب الاصوات التي لا يمكن الانتصار في انتخابات في اسرائيل الان من دونها.

مهمة غير بسيطة تتدحرج امام اعتاب هذه الاحزاب. تعيين ليبرمان وزيرا للخارجية وانباء سيئة لاولئك الذين ينفرون من فلسفته ورؤيته للامور وكذلك الرئيس حسني مبارك الذي كان قد تعرض للاهانة من قبل ليبرمان في الماضي، وسيكون من الصعب توضيح مغزى السقف الزجاجي الذي حطمه وزير الخارجية الجديد. ومع ذلك تعيين شخص ذو لكنة روسية قوية، كان قد بدأ مسيرته السياسية قبل عشر سنوات في حزب قطاعي صغير، الى منصب وزير خارجية دولة اسرائيل هو تجسيد لحلم الهجرة الاكبر من دول رابطة الشعوب، هذه الهجرة التي تحتفل الان بمرور عشرين عاما على قدومها لاسرائيل.

ليبرمان هو الرسالة. صحيح انهم اعلمونا في الحملة الانتخابية ان "ليبرمان يفهم العربية" ولكنه يفهم الروسية ايضا. وبالاساس برهن على انه يفهم الاسرائيلية.

الا ان النجاح تحديدا تسبب له بمشاكل من نوع جديد. الناطقون بالروسية يسألون انفسهم الى اي مدى ما زال ليبرمان قائدا طائفيا انه "واحدا منا". الانجاز الاكبر في الانتخابات اثار في نفوس جزء من مؤيديه شكا بانه قد استخدم موردا طائفيا لتحقيق انجاز شخصي. وان اردنا ترجمة ذلك للغة السياسية – هناك تساؤل ان كان ليبرمان قد دخل الى الغرف الداخلية لليسار الاسرائيلي المعتدل عبر اليمين الروسي المعتدل في طريقه الى رئاسة الوزراء. "على افتراض ان ايفيت ليبرمان هو شخص مختلف في كل حملة انتخابية، يطرح السؤال من هو ليبرمان 2009. من الصعب فهم طائر هو نسر مع اجنحة حمامة". يجمل احد المحللين الباحث في شؤون الشارع الروسي في اسرائيل القضية.

هذا الشعور القائم على عدم اليقين ينطوي على خطر معين للشخص الاقوى بين المهاجرين من روسيا. ان لم يعودوا ينظرون له بالمرة كقائد لطائفة او مجموعة اقطاعية او على الاقل كممثل لجمهور بعينه، قد يفقد قاعدته الانتخابية الموثوقة التي جلبت له في الانتخابات 50 في المائة من اصوات الناطقين بالروسية. ليبرمان نفسه متنبه لمكانته المركبة الجديدة. الان تحديدا يحظر عليه فقدان قاعدته الروسية. ليس فقط كقاعدة تحتية انتخابية ، وانما ايضا كمجموعة جماهيرية تدافع عن نفسها. التجربة تشير انه في ذات يوم ومثل هذه الايام قد تاتي سيعود ليبرمان ليصبح "روسيا". من هذا الموقع استطاع حشد التعاطف الجماهري معه بين الروس. منذ هذا الاسبوع حتى ظهرت في جسده روح نتان شرنسكي عندما بدل تعيين دانيال فريدمان في حقيبة الاستيعاب لحزبه واستطاع فرض معالجة عاجلة لقضايا مثل المساكن المؤقتة التاهيل المهني للمهاجرين الجدد. بهذه الطريقة اعاد لنفسه التوازن المطلوب بين النجاح العام – الاسرائيلي وبين الحفاظ الضروري على طابعه القطاعي الطائفي.

الاحزاب الاخرى تشخص هذا التعقيد الا انها لا تعرف بالضبط ما الذي تفعله معه. رغم ان اغلبية القادمين الجدد من الاتحاد السوفياتي سابقا يعيشون في اسرائيل منذ سنوات لمدة تبلغ ثلث سنوات عمر الدولة، الا ان الاحزاب ما زالت تتعامل معهم كقبيلة غريبة ذات عادات لا يفهمونها بعد. في بعض الاحيان يثور الشعور بان الناطقين بالروسية يخيفون القادة ضعاف القلوب في اسرائيل. الحاجة لمواجهة مع مع ما يسمونه ظاهرة ليبرمان ستلزمهم للمرة الاولى بالوقوف وجها الى وجه امام القبيلة الثالثة عشر.