خبر عيون الأسرى وذويهم تترقب بحذرٍ وولعٍ وشوق نبأ إتمام صفقة التبادل حول « شاليط »

الساعة 01:35 م|15 مارس 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

سيكتب التاريخ دائما أن الأسرى الفلسطينيين والعرب حرروا من سجون الاحتلال الإسرائيلي بصفقات تبادل شملت عدة مئات منهم وأعيد بموجبها عدة جنود أو أشلاء جنود إسرائيليين.

صفقات تبادل وإن كانت تشمل تحرير بضع مئات من الأسرى لكنها كانت تدخل الفرحة إلى قلوب آلاف العائلات إضافة إلى ملايين الفلسطينيين الذين يأملون بأن يتحرر جميع الأسرى من سجون الاحتلال، فهل سيفتح التاريخ صفحة أخرى هذه المرة؟؟.

جلعاد شاليط..جندي إسرائيلي أسر في قطاع غزة منذ حزيران 2006 ينظر إليه على أنه سيكون سببا في تحرير بضع مئات من الأسرى من خلال مفاوضات تجري بعيدا عن الأضواء وفي أجواء يكتنفها الغموض.

فتشدد موقف الفصائل من أسماء الأسرى المطلوب الإفراج عنهم وتعنت الجانب الإسرائيلي منهم، جعل من ملف شاليط تحت مد وجزر، ليزيد من الضغط الشعبي المطالب بأن تشمل الصفقة أسرى القدس والداخل الفلسطيني والجولان، الذين يتوقع بأنهم لن يتحرروا من الأسر إلا من خلال صفقة تبادل مع العلم أن كافة الأسرى يرون أن أولوية التبادل تكون للنساء والأشبال والمرضى والأسرى القدامى وأصحاب المحكوميات العالية.

مواقف الأسرى وذويهم..

الأسير المحرر يوسف غنيم طالب من محتجزي شاليط الإصرار على شروطهم وعدم فرض الأجندة الإسرائيلية عليهم قائلا : "الآن لا يوجد إمكانية للخطأ فكافة الأسرى وكافة الأهالي ينتظرون لحظة الإفراج"، مضيفا :"يجب الاهتمام بوطنية التبادل وعدم الاستناد إلى تنظيم أو الحزب الذي ينتمي إليه الأسير".

وقال أن الأسرى هم عنوان الوحدة ويجب على العالم أن يفهم أن الأسرى ليسوا أرقاما إنما هم أشخاص وخلفهم عائلات يعانون ويناضلون خارج القضبان، واختزال الأسرى بالأرقام هو اختزال لإنسانيتهم، والمطالبة بمئات الأسرى مقابل أسير واحد لأنه ورقة مساومة بأيدي الفلسطينيين لكن قيمته ليست اكبر من قيمة أسرانا.

وأكد غنيم أن صفقات التبادل هي الأمل الذي يعيش عليه الأسرى..وكأسير عاش حياة الأسر أيام الانتظار قال: "منذ بدء الحديث عن صفقة تبادل يبدأ الأسرى كذلك بتجهيز أنفسهم للحرية لان خلاله يتم كسر المعايير الإسرائيلية وتطغى المعايير الوطنية".

عميد الأسرى المقدسيين..

الأسير فؤاد قاسم الرازم "50 عاما" قضى في الأسر حوالي 27 عاما، ويقبع حاليا في سجن إيشل في بئر السبع، توفيت والدته وهو في السجن هو أقدم أسير مقدسي. حيث تواصل السلطات الإسرائيلية اعتقال أكثر من ثلاثين مقدسيا اعتقلوا قبل اتفاقية أوسلو.

وقالت المواطنة أم نضال شقيقة عميد الأسرى المقدسيين أن ملف أسرى القدس والداخل غيب مرارا وتكرارا وتم تهميشه في كافة الاتفاقيات وعمليات تبادل الأسرى السابقة.

وأضافت أم نضال :"نعتبر المفاوضات الحالية حول الإفراج عن شاليط مقابل الأسرى الفلسطينيين هي الأمل الأخير لنا، فإلى متى سنبقى ننتظر الإفراج عن أخي؟ هل سيتم الإفراج عنه بعد استشهاده داخل السجن؟ هذه المرة إذا لم يتم الإفراج عنهم ستكون نهاية آمالنا".

وأشارت أم نضال إلى أن أهالي أسرى القدس عاشوا خيبات أمل كثيرة وهم ينتظرون الإفراج عن أبنائهم، خاصة لدى علمهم بنية الجانب الإسرائيلي الإفراج عن أسرى أو عند حدوث أي صفقة تبادل والتي كان آخرها صفقة حزب الله عام6 200.

وأضافت :"دائما يتذرع الجانب الإسرائيلي بمعاييره وإملاءاته وما يسميهم الأسرى الملطخة أيديهم بالدماء، وأسرى القدس على وجه الخصوص الذين يحملون الهوية الإسرائيلية، نتمنى في هذه الصفقة أن يكون أخي فؤاد ضمن الأسماء الأخرى، يكفي السنوات التي قضاها في الأسر..لم يتبق من العمر شيء"، وتساءلت :"حتى لو تم الإفراج عنه في هذه الأيام هل سيتبقى له سنوات ليعيشها ويشعر بطعم الحياة؟!"

وطالبت أم نضال السلطة الوطنية الفلسطينية ومحتجزي شاليط عدم الإفراج عنه إلا بعد الإفراج عن كافة الأسرى القدامى القابعين في السجون الإسرائيلية، مؤكدة أنها لا تتوقع من الجانب الإسرائيلي أي شيء، لأن وعوده دائما كاذبة.

شقيقة الأسير حمزة الكالوتي

أما المواطنة أم مصطفى شقيقة الأسير حمزة الكالوتي "40 عاما" المحكوم بالسجن المؤبد ويقبع في سجن جلبوع فلا تتوقع أن تشمل الصفة أسرى القدس والداخل..لكنها تطالب محتجزي شاليط باغتنام الفرصة الحالية بعدم الإفراج عنه إلا بالإفراج عن جميع الأسرى وبضمنهم أسرى القدس والداخل.

وأضافت :"لا أمل لأسرى القدس والداخل إلا من خلال صفقة التبادل الحالية، فالجميع ينتظر بفارغ الصبر الإعلان عن أسماء الأسرى"، مشيرة إلى أن أسرى القدس أنفسهم متفائلون ويترقبون الصفقة، لأن الصفقة ستكسر المعايير والشروط الإسرائيلية التي تستثني أسرى القدس والداخل وتعتبرهم مواطنين "خائنين".