خبر أبو أنس.. بحاجة لزراعة كبد ويطلق مناشدة تدقّ قلوب الخيّريين

الساعة 09:50 ص|15 مارس 2009

بيت لحم: فلسطين اليوم

منذ ثلاثة أسابيع، يقيم محمد حجاج " أبو أنس" المريض بالتهاب الكبد الفيروسي في مستشفى بيت جالا القريب من مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، بعد أن طاف المستشفيات والمراكز الطبية في الضفة والأردن، وحتى داخل "إسرائيل" بحثا عن علاج، بلا رد سوى " أنت بحاجة ماسة لزراعة كبد" وإلا ستفقد حياتك..!!

من على فراش المرض، اختار (محمد عبد صافي حجاج) أبو أنس -43 عاما- أن يبث نداءً، قد يكون الأخير- كما يقول-، "لكل من في قلبه ذرة إيمان وعطف، بأن يساعدني وينقذ أطفالي" لعله يتمكن من إجراء عملية زراعة كبد، وتتوقف معاناة أسرته وأطفاله التي طالت سنوات.

يقول أبو أنس بكلمات مقتضبة: أنا هنا منذ 20 يوما، لم أعد أتذكر عدد المرات التي دخلت فيها المستشفى، فهي مكاني الدائم مؤخرا، أعاني من كل الآلام التي مكن تخيلها، ونزيف شبه دائم لا يفارقني، وإذا لم يتوفر لي من يساعدني في زراعة الكبد، سأموت... فقط.

أردنا أن يريح نفسه من عناء الكلمات، لكنه طلب فرصة أخيرة للحديث، وقال: أنا خوفي على أولادي، بناتي ما إلهن سوى الله ثم أنا... وابني المعاق لا معيل ولا سند له، أريد المساعدة من أجلهم فقط...!

التهاب كبد منذ 20 عاما

إلى جانب سريره، وقف شقيقه محمود حجاج الذي اعتاد التنقل بين مستشفى وآخر لأجل بريق أمل بعلاج أخيه، حيث يروي: أصيب أبو أنس بمرض التهاب الكبد الفيروسي من نوع B منذ 20 عاما، وبدأت حالته بالتدهور منذ العام 2004.

و خلال السنة الأخيرة، أصيب بمرض السكري أيضا ليزيد من أعبائه آلاما أخرى، ورفق ذلك نوبات متكررة من النزيف، حتى وصل اليوم إلى حالة من "الهبوط" لم يعد في ظلها قادرا على المشي أو الحركة، ورقد أسبوعا كاملا في العناية المكثفة، والآن فقد جسده القدرة على انتاج الدم أيضا بسبب تلف الكبد.

و يضيف الشقيق: "توجهنا إلى كافة الجهات والدوائر الرسمية كي تساعدنا في الحصول على "تحويلة طبية لإجراء العملية المطلوبة على حساب السلطة" في مستشفى الأردن بالعاصمة عمّان، لكن لم نحصل عليها بسبب ارتفاع تكلفة العملية".

عائلة يحاصرها الفقر

و عن حالة عائلته، يقول شقيقه محمود إن أبي أنس كان يعمل لفترة قبل تدهور حالته سائقا على تكسي، ولكن منذ سنوات طويلة فقد القدرة على العمل، ولذلك كانت عائلته تعاني الأمرين في تصريف شؤونها.

و اليوم، لا يوجد لأبناء الرجل المريض وعائلته، سوى الله، وبعض الصدقات القليلة، فيما يحاول شقيقه محمود الموظف بوزارة الأوقاف المساعدة ببعض ما يستطيع، وهو الذي وقع رهينة مرض أخيه الأكبر محمد وأخيه الأصغر أحمد 32 عاما والذي يعاني المرض ذاته، ولكن في مرحلة تبدو مسيطر عليها حتى الآن.

يقول محمود: أصبحت أعيل براتبي الضئيل ثلاث عائلات، ولم يعد هذا مجديا، فهناك الابنة لاخي "أبو أنس" الكبرى وهي من الأوائل في جامعتها، و بحاجة لأقساط ومصاريف يومية، وهناك ابنه المعاق المريض، ولا يمكن حل مأساة هذه العائلة إلا بمساعدة "والدهم" فقط.

"مَثَل الجسد الواحد"

و بعيدا عن مسامع أخيه قليلا، راح محمود يبث نداءًا من القلب، وقال: أخي في مرحلة حرجة جدا، ويسألني يوميا إذا كان هناك أي تقدم بخصوص العملية، وللأسف لا أمتلك أية إجابة.

و يضيف: نحن والحمد لله لدينا أمل كبير بالله، ولذلك نناشد كل من كان له ضمير حي، ويعرف قيمة الإنسان وقيمة الصحة، وأصحاب الأيادي الخيرة والمؤمنون ومن لديهم غيرة على إخوانهم في فلسطين، ومن قرؤوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن تواد المؤمنين وتراحمهم وتعاطفهم:" مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

و يشدد الشقيق في ندائه الذي أراد أن يسمعه كل إنسان عربي ومسلم: إذا ما مات هذا الإنسان فأسرة بأكملها ستتعرض للتشرد، فزوجته أصيبت بأعصابها وأبناؤه في وضع سيء مزرٍ، بعد أن باتوا يشعرون أنهم سيفقدون والدهم".

نريد زيارة أبي...فقط!

و مع غياب الأب المريض لفترات طويلة في المستشفى، تصبح الطريق إليه شبه مستحيل في ظل انعدام الموارد المالية، رغم أن بيت جالا لا تبعد عن قريته إلا بضع كيلو مترات قليلة.

وفي هذا، تروي الزوجة أم أنس، كيف تبكي ابنتها عبير 18 عاما وهي التي تستعد لتقديم امتحان الثانوية العامة، شوقا لأبيها، ولا تجد الأم ما تجيب به رجاء ابنتها سوى دعوتها "للصبر"، مضيفة" لا أملك ثمن مواصلات لأبنائي كي يزوروا والدهم المريض في المستشفى".

و تتابع: لدي خمس بنات وولدين، أكبرهم عفاف 20 عاما التي تدرس الرياضيات غي جامعة القدس المفتوحة، ورغم تفوقها إلا أن قدرتنا على دفع أقساطها تبدو معدومة، ولا أدري إن كانت ستستطيع إكمال جامعتها أم لا، وأصغر أبنائي بثينة وهي أيضا الأولى على الصف الرابع...

أنس.. الابن المعاق

و لدى الأم ابنها البكر أنس، الذي يضيف معاناة "أكبر من احتمالها" كما تقول الأم، حيث أصيب بمرض التهاب السحايا منذ ولادته وأحدث ذلك حالة من الإعاقة في النطق والحواس وأدى إلى تخلف عقلي.

و عن معاناتها مع ابنها، تضيف الأم: لم أتمكن من إلحاق أنس بأي مركز متخصص لرعايته لأن ذلك يحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة، وهو أيضا يحتاج إلى علاج يومي، وإلى جلسات في مستشفى الأعصاب، إلى جانب أقراص حبوب مهدئة يتناولها يوميا.

و حين أرادت أن تطلق نداءها، حارت الزوجة والأم، " لا أدري هل أقول ساعدونا كي تنتهي معاناة زوجي ونتمكن من إجراء عملية الزراعة له، أم ساعدوني لأجد من يتكفل بعلاج ابني المعاق أنس، أم ساعدوا بناتي المتفوقات اللواتي سيفقدن القدرة على إكمال دراستهن..".

بلا دخل.."حالتنا تصعب ع الكافر"

و حسب أم أنس، لا تتلقى العائلة أي دخل ثابت، سوى بعض المعونة التي يقدمها شقيق زوجها، إلى جانب مبلغ ألف شيكل "250 دولار" تتلقاه كل أربعة أشهر من مخصصات الشؤون الاجتماعية للعائلات الأكثر فقرا.

و تقسم أم أنس:" حالتنا تصعب ع الكافر، لا تدخل الخضار بيتنا من شهر لآخر، و يوميا يأتي عمال شركة الكهرباء لقطعها عنها وأقوم برجائهم كي لا يفعلوا لأجل بنتي التي تدرس الثانوية العامة على الأقل...".

و تنهي حديثها:" أريد من كل إنسان قرأ قصتنا أن ينظر لأطفاله لكي يشعر بمعاناة أطفالي الذي يعيشون حالة فقدان حنان الأب ووجوده بينهم منذ سنوات، وأسأل الله أن ييسر لنا من يساعدنا في محنتنا هذه ويتمكن زوجي من إجراء العملية والعودة إلينا، وأملنا بالله كبير...".

 -----------

      الاخوة الكرام... وردت الى الموقع عدة استفسارات عن كيفية مساعدة "ابو أنس"، للمراجعة بهذا الخصوص الاتصال على "شقيقه محمود"على رقم  0522667035(00972) او عبر البريد الالكتروني [email protected].