خبر 200 امرأة فلسطينية يقاومن الفقر والاحتلال بـ« التصنيع الغذائي »

الساعة 08:55 ص|15 مارس 2009

رام الله: فلسطين اليوم

نداء العملة (21 عاما) من بلدة بيت أولا جنوب محافظة الخليل بالضفة الغربية، طالبة في السنة الثالثة بجامعة القدس المفتوحة قسم الخدمة المجتمعية، لم يتح لها الفقر والظروف الاقتصادية بعد أن فقد والدها عمله، خيارا سوى البحث عن عمل يساهم في مساعدة أسرتها.

ومن ضمن 200 إمرأة وفتاة فلسطينية، شاركت نداء في مشروع "دعم الأمن الغذائي" للتدريب على كيفية الاستفادة من فائض الإنتاج الزراعي وخاصة من الفواكه والحمضيات، في إعداد مواد غذائية صحية وبجودة عالية بتكلفة بسيطة.

ولدى نداء، التي حضرت ضمن مجموعة من مركز بيت أولا النسوي إلى رام الله لتسويق ما أنتجنه بعد شهر من التدريب،  13 شقيقا وشقيقة، منهم ستة يدرسون في الجامعات، وقد فقد والدها عمله بعد منعه من دخول الأراضي المحتلة عام 48، وأصبحت بحاجة ماسة لمصدر دخل يساعدها في تسديد أقساطها الجامعية على الأقل.

لا معيل سواي

و من القرية ذاتها، شاركت سميرة العدل، التي فقد زوجها عمله داخل الأراضي المحتلة منذ ثمانية أعوام، وتقول: لا يوجد مصدر رزق لأطفالي الثمانية سوى عملي في المركز النسوي، وخاصة في تصنيع المواد الغذائية، فلا يوجد لدينا أرض ولا وظيفة نعتاش منها.

و تواجه معظم نساء قرى جنوب الخلي خاصة مشكلة انعدام فرص العمل لأزواجهن بعد إغلاق سلطات الاحتلال الطرق عليهم، رغم وجود الكثيرين ممن يخاطرون بحياتهم ويحاولون اجتياز السياج الفاصل فيتم اعتقاله، مما يلقي أعباءً إضافية على النساء وأطفالهن.

فقدن رزقهن بسبب الجدار

و عن معاناة مختلفة في سبيل الحصول على مصدر رزق، تقف أماني الديك من مركز تنمية المرأة الريفية في قرية جيوس جنوب شرق قلقيلية، وتعرض منتجات مثل المخللات وصلصة البندورة وكبيس الزيتون والزعتر البلدي مخلوط بمكونات طبيعية وأعشاب، وعصير الفواكه والحمضيات إلى جانب أنواع مختلفة من المربيات.

تقول أماني إن أكثر من 20 امرأة في قريتها استفادت من المشروع عبر استثمار وقت فراغها في انتاج مواد صحية ومفيدة وتعود عليها بالدخل.

وفي جيوس تواجه النساء مشكلة مستجدة منذ العام 2004 حيث فقدت أعداد كبيرة منهن مصدر رزقهن بعد أن صادرت سلطات الاحتلال معظم أراضي القرية، وتوضح أماني إن معم النساء والعائلات في القرية باتوا مضطرين لشراء كل مستلزماتهم بعد أن كانوا يحصلون عليها من الزراعة وبيع المحصول وهذا زاد من الأعباء الاقتصادية بشكل كبير.

من منتجات الحديقة

ومن أهم ثمار المشروع، كما تقول ابتسام الطليبي التي شاركت في التدريب مع مجموعة سيدات في جمعية سيدات بيت أمر جنوب الخليل، تعليم النساء كيفية تدبير مصادر غذائية لعائلاتهن من منتجات الحديقة المنزلية أو الأرض.

وفي الزاوية الخاصة بها، عرضت ابتسام أنواع مختلفة من "الكاتشب" المصنع بطريقة صحية، و الدبس والملبن والزبيب وخل العنب، حيث تنتشر زراعة العنب في منطقة الخليل بصورة واسعة.

من جانبها، بينت أمل شهوان من جمعية حبلة النسوية شرق قلقيلية، إن المؤسسة المنفذة للمشروع ساهمت في تعليم النساء التصنيع الغذائي بدون آلات ومواد معقدة، بل بأدوات ومواد طبيعية ومتواجدة في كل بيت. بالإضافة إلى ذلك، حصلت المشاركات على دورات متخصصة في تسويق المنتجات وإدارة المشاريع.

تنظيم الخبرات وتطويرها

ويوضح المهندس خليل شهوان الذي أشرف على تدريب النساء في منطقة الخليل، إن الهدف من مشروع دعم الأمن الغذائي للنساء في محافظتي قلقيلية والخليل، يأتي في محاولة لتمكين المرأة من إعداد المواد الغذائية ضمن إمكانياتها المادية المتاحة ومن خلال تنظيم الخبرات الموجودة لدى النساء وتطويرها في عملية علمية.

في المناطق الأكثر فقرا

وعن هذه المبادرة، يوضح المنسق هشام سفيتي أن مشروع "دعم الأمن الغذائي في محافظات الخليل وقلقيلية" الذي جاء بتنفيذ مركز العمل التنموي (معا) بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للتنمية والمرأة وبتمويل من الوكالة النمساوية للتنمية.

ويضيف منسق المشروع إن الهدف كان الوصول إلى 10 مراكز نسوية، ستة منها في محافظة قلقيلية شمال الضفة الغربية وأربعة في محافظة الخليل جنوبا، :"وركزنا خلاله على استخدام الفائض الزراعي المحلي من فواكه وخضروات، ليتم تصنيعها إلى مربيات و مخللات وعصائر ومجففات".

وحسب السلفيتي، تم اختيار محافظتي قلقيلية والخليل بناء على دراسة للمناطق المهمشة والأكثر فقرا وصعوبة في الحصول على فرص العمل مثل قلقيلية المحاطة بالجدار، والخليل التي يفقد سكان القرى فيها فرص العمل بفعل الإغلاق. وقد استفادت 200 امرأة عبر إخضاعهن لفترة تدريبية في التصنيع الغذائي لمدة شهر بواقع 20 امرأة من كل مركز.