خبر التظاهرات الشعبية وسيلتهم للضغط.. الفلسطينيون عيونهم على « القاهرة » وأيديهم على قلوبهم

الساعة 05:46 ص|15 مارس 2009

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

عاش الشارع الفلسطيني، أمس، حالة من الترقب والانتظار لما قد يفضي إليه حوار القاهرة، إلى حد أن أغلبية المواطنين عاشوا لحظات صعبة بعد ورود أنباء حول صعوبات الحوار جعلت الفلسطينيين يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من فشل الحوار في إنهاء الانقسام.

 

 

وفي إطار التعامل الشعبي مع ما يجري في جلسات الحوار، تؤيد غالبية الفلسطينيين والشخصيات الأكاديمية وحتى السياسية الخروج للشارع للضغط على المتحاورين لإنجاح الحوار، خاصة أنهم يعولون عليه في تخليص الشعب من الانقسام الخطير ومن حالة الضياع التي باتوا يشعرون بها جراء هذا الوضع حسب ما عبر عنه العديد منهم في حديثهم ل “الخليج”.

 

يقول بركات محمد (67 عاما)، الذي يعيش في قرية برقا شرق رام الله، “الشعب ضاع ومل من هذا الوضع، والمطلوب من الشعب الضغط على الأحزاب والفصائل وعدم السماح لهم بمغادرة القاهرة من دون اتفاق”. وتابع “نحن نتابع عن كثب ما يجري في القاهرة ورغم كل ما يقال فأنا اعتقد أنهم في النهاية سوف يتفقون ومصر لن تسمح لهم (المتحاورين) بإفشال الحوار الذي ننتظر نتائجه بفارع الصبر”.

 

وترى الموظفة رشا قواس التي تعيش في مدينة البيرة “أن المواقف متباعدة وانه من الصعب عليهم أن يتفقوا”. وتضيف “نحتاج لفترة طويلة حتى نتغلب على المشاكل والجراح التي نتجت عن الانقسام”، موضحة أن الشعب كله يؤيد الاتفاق والعودة إلى الوحدة الوطنية لكن الأحزاب والفصائل لا تتصرف وفق ما يريده الشعب الذي يجد نفسه يسير نحو الهاوية.

 

وكانت مدينة رام الله شهدت، أمس، أول تحرك شعبي للضغط على المشاركين في الحوار للاتفاق، وأكدت مصادر في “المبادرة الوطنية” التي نظمت التظاهرة، وجود توجه بتنظيم مسيرات شعبية ضاغطة من اجل الاتفاق. يقول مهند اسعد، الذي شارك في المسيرة “من الواضح أن هناك صعوبات تعترض الوصول إلى اتفاق، وأرى انه من الضروري جدا الخروج في مسيرات حاشدة للضغط على المشاركين”. ويرى اسعد أن ما يجري في القاهرة حاليا يمثل فرصة ثمينة لإنجاح هذا الاتفاق وليس مقبولا من أي طرف تضييع هذه الفرصة خاصة ان الشعب يواجه تحديات كبيرة وهجمة “إسرائيلية” منظمة لفرض حلوله أحادية الجانب على القضية الفلسطينية.

 

وقال ليث يوسف (36 عاما) صاحب محل حلاقة في رام الله، “نتمنى أن يتوصلوا إلى اتفاق ينهي هذا الوضع المأساوي”، وأيّد خروج مسيرات شعبية للضغط ورأى أن قادة الفصائل يديرون ظهورهم لإرادة الشعب.

 

وفي الوقت الذي يبدي أهالي الضفة الغربية اهتماما بالحوار، فإن حاجة أهالي قطاع غزة للوصول الى اتفاق تكون مضاعفة نظراً لظروف القطاع الصعبة بعد العدوان وفي ظل الحصار. ويؤكد فريد عبد ربه من سكان جباليا شمال القطاع، هاتفياً ل “الخليج”، أن غالبية المواطنين في غزة ينتظرون إنجاز الاتفاق لأنه بات مرتبطاً بتوفير حاجياتهم الأساسية. وأضاف “هل يعقل أن يتحول اهتمام المواطنين بكيفية توفير جرة غاز بدل الاهتمام بالقضايا المصيرية؟ ويؤكد الصحافي عبد الهادي عوكل أن الناس في غزة تضع أيديها على قلوبها تحسبا لفشل الحوار كون الانطباع العام في غزة انه لا إعمار من دون اتفاق”. وأضاف “الناس هنا يتابعون جلسات الحوار على أحر من الجمر وينتظرون عودة المتحاورين باتفاق ينهي الانقسام”، مؤكدا ان المسؤولية الوطنية والأخلاقية والدينية تحتم على جميع الفصائل تقديم التنازلات من اجل المصلحة الوطنية.

واختتم حديثه قائلا “هؤلاء القادة أصلاً رشحوا أنفسهم للانتخابات، والشعب أعطاهم صوته من اجل خدمته، لذلك عليهم التنازل عن مواقفهم والابتعاد عن المناكفة والعودة باتفاق”.