صور: "الفقيه" يحفظ تراث وآثار أجداده في كوخ صغير بغزة

الساعة 06:59 م|10 فبراير 2021

فلسطين اليوم | مطر الزق

رائحة الزمن القديم تفوح من جدران الكوخ، وبساطة الحياة تجدها في جلسة عربية بدوية خالصة، وذكريات الأجداد والآباء معلقة على الجدران من أونٍ ومقتنيات أثرية قديمة جدًا تعطي انطباعًا عن حب كبير يكتنفه المواطن محمد أحمد الفقيه لحياة آبائه واجداده الأصيلة.

ينشغل أبو أحمد (47 عامًا) بترتيب مقتنياته القديمة والاثار التي توارثها عن الاباء وهو يشعر بسعادة لا توصف حيث يقضي جل وقته داخل الكوخ الطيني مستذكرًا الحياة البسيطة الهادئة والمُحبة التي عاشها قبل عشرات السنين مع والده.

أبو أحمد قبل سنوات عدة تمكن من بناء كوخ صغير مساحته (4 متر * 4 متر) من الطين فقط شهد الكوخ الحروب الثلاثة الماضية التي تعرض لها قطاع غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2008 حتى 2020.

انتهت الحروب ضد غزة مؤقتًا، وبقي الكوخ صامدًا شامخًا بحي التفاح (منطقة الزرقا) شرق مدينة غزة يحمي التراث والاثار الفلسطينية التي تشهد معركة خطيرة مع الاحتلال الإسرائيلي الذي سرق الكثير من التراث الفلسطيني لا سيما الزي والمأكولات الشعبية.

حرص الفقيه على تجميع الاثار والمقتنيات التراثية قديمة الزمن داخل الكوخ ليحافظ عليها ويحميها من الاندثار، لا سيما وأن أقدم قطعة تراثية يبلغ عمرها نحو 100 عام أو اكثر ورثها عن اجداده.

"فوانيس وقدر نحاسية وفناجين وغربال وأداة حرث الاراض وطاحونة وبابور الكاز" هذه كلها مقتنيات مهمة حفظها الفقيه في كوخه الصغير، منها ما يعود لـ 100 عام وأخرى إلى 90 عاما وبعضها إلى عشرات السنين.

الفقيه يقول لمراسل فلسطين اليوم: "أحب تجميع الاثار والمقتنيات التراثية القديمة فهي تذكرني برائحة الزمن الجميل زمن ابائي وأجدادي حيث المحبة والكرم والهدوء وراحة البال".

وأضاف: "كلما شعرت بالضيق والحزن واليأس أتوجه فورًا الى الكوخ وهناك أجد السعادة وأجد راحة البال واستذكر حينها رائحة طعام والدتي التي كانت تُطعم جميع ابناء الحي في المنطقة التي اسكنها".

وأشار إلى أن الكوخ رغم بساطة الحياة التي يكتنفها إلا أنه أفضل بكثر من العيش في قصر مكيف يعمل بطاقة شمسية كاملة دون راحة البال ودون الشعور بمحبة الجيران والأهل، مؤكدًا ان أهم ما يريده الانسان هو الشعور بهداة البال والمحبة.

"باردٌ في الصيف الحار ودافئٌ في الشتاء القارص" هكذا وصف الفقيه الكوخ حيث يؤكد أن درجة الحرارة داخل جدران الكوخ في الصيف تكون أقل بـ 5 درجات من الخارج وعكسها في الشتاء حيث تكون اعلى من درجة الجو بـ 5 درجات، معتمدًا بتلك النتيجة على مقياس درجة الحرارة الذي يعلقه أمام الباب.

أكثر ما يؤرق الفقيه هو قلة الاهتمام بالتراث والاثار داعيًا الجميع لإبداء الاهتمام الأكبر بهذا التراث الفلسطيني الذي يتعرض للسرقة باستمرار من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

اثاث قديمة (14).jpg


اثاث قديمة (12).jpg


اثاث قديمة (11).jpg


اثاث قديمة (10).jpg


اثاث قديمة (9).jpg


اثاث قديمة (7).jpg


اثاث قديمة (8).jpg


اثاث قديمة (6).jpg


اثاث قديمة (5).jpg


اثاث قديمة (3).jpg


اثاث قديمة (2).jpg
 

كلمات دلالية