خبر فروانة: إسرائيل تتحمل المسؤولية عن مصير المفقودين من الشهداء والأحياء

الساعة 01:29 م|14 مارس 2009

فلسطين اليوم-غزة

 أكد الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، أن الاعتقال والاحتجاز لم يكن ماضياً أو حاضراً مقتصراً على الأحياء، بل طال الأموات أيضاً، في محاولة إسرائيلية للانتقام من الأموات على ما قاموا به من أعمال فدائية قبل استشهادهم، أو لإخفاء آثار جرائمهم البشعة المتمثلة في طريقة قتلهم والتمثيل بجثثهم، وفي أحياناً كثيرة لاستخدامهم أوراق مساومة في عمليات تبادل الأسرى.

 

وأضاف في تقرير له اليوم لمناسبة الذكرى 31 لاستشهاد المناضلة دلال المغربي، أن قوات الاحتلال لازالت تحتجز مئات الجثامين لشهداء وشهيدات ومن جنسيات مختلفة، في ما بات يُعرف 'بمقابر الأرقام' أو في ثلاجات الموتى في أماكن سرية، ومنذ عقود طويلة، في ظل رفضها المتواصل لتسليمها لذويهم لدفنها في أماكن مخصصة لذلك، أو حتى دون السماح للمؤسسات الحقوقية أو الإنسانية بالوصول إليها وزيارتها والتأكد منها أو من طبيعة احتجازها.

 

وقال فروانة إن دولة الاحتلال هي الوحيدة في العالم التي تنتهج هذا السلوك، كسياسة ممنهجة في تعاملها مع الفلسطينيين والعرب عموماً، فيما القانون الدولي يعتبر ذلك جريمة أخلاقية وإنسانية وقانونية، لافتا إلى أن المادة ( 17 ) من اتفاقية جنيف، كفلت للموتى إكرامهم ودفنهم حسب تقاليدهم الدينية وأن تُحترم قبورهم.

 

ونوه بهذا الخصوص إلى أن قوات الاحتلال ما تزال تحتجز جثمان الشهيدة دلال، في حين لا يزال مصير  الأسير  يحيي سكاف الاذي شاركها نفس العملية مجهولاً .

 

وأوضح فروانة بأن عائلة الشهيدة دلال المغربي، لازالت على أمل بتحرر رفات ابنتهم وإكرامها ودفنها بكرامة في مقابر مهيأة لذلك ووفقاً للشريعة الإسلامي، وتأمل أن يكون ذلك قريباً.

 

كما تأمل عائلة 'يحيى سكاف' بتحرر ابنها من سجون الاحتلال وعودته حيا، حيث لازالت تؤكد وفي أكثر من مناسبة وآخرها على لسان شقيقه 'جمال' على أن ابنهم لازال على قيد الحياة، أسيراً يقبع في سجون الاحتلال حسب المعلومات والوثائق التي يمتلكونها ويستندون إليها حسب تعبيرهم.

 

وقال فروانة إن هناك ترابطا وثيقا ما بين المفقودين والشهداء، وما بين السجون السرية ومقابر الأرقام، حيث لا تزال سلطات الاحتلال تنكر وجود المئات من المفقودين الفلسطينيين والعرب في سجونها، ولا يُعرف مصيرهم إن كانوا أحياءا أم أمواتا، فهي تنفي صلتها بهم ولا تقر أصلاً بوجودهم لديها ، ولا زالت تدعي بأنها أعادت رفات ( دلال المغربي ورفيقها يحيى سكاف) ضمن الجثامين التي تسلمها حزب الله في إطار صفقة التبادل في تموز من العام الماضي، فيما نفى الحزب ذلك.

 

وتابع 'قد يكون هناك ممن يعتقد أنهم في عداد المعتقلين والمفقودين، قد أعدموا فعلياً بعد الاعتقال وتحولوا إلى شهداء يحملون أرقاماً فقط، أو أن بعضاً ممن كانوا محتجزين في أماكن وسجون سرية، قد نقلوا جثث إلى مقابر وثلاجات سرية، ولكن بكل الأحوال فإن ' دولة الاحتلال' هي من تتحمل المسؤولية الأولى عن مصير هؤلاء، وعليها أن تَكشف عن مصيرهم المجهول، وأن تُعيد الجثامين لأصحابها، فيما يجب ملاحقتها ومحاسبة قادتها على ما اقترفوه من جرائم بحق هؤلاء.