خبر البردويل: « فتح » تحاول جرنا إلى الاعتراف بإسرائيل والاعتقالات تكاد تفجّر الحوار

الساعة 09:18 ص|14 مارس 2009

فلسطين اليوم - القاهرة

اتهمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حركة "فتح" بأنها تحاول جر الحركة إلى الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي، من خلال الضغط على ضرورة الاعتراف بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية.

 

وقال الدكتور صلاح البردويل، القيادي في حركة "حماس" والمتحدث باسم كتلتها البرلمانية، إن لجان الحوار في القاهرة ستواصل اليوم السبت (14/3) مساعيها لتذليل العقبات وتفكيك عقد الحوار، وإذا لم تفلح ستعود إلى مرجعياتها من أجل التشاور.

 

وقال البردويل في تصريح صحفي: "القضايا الخلافية بدأت تبرز عندما بدأ الحديث في التفاصيل عن القضايا الجوهرية الرئيسية وهي الحكومة، والمنظمة، والأجهزة الأمنية، والانتخابات، فضلاً عن تفاقم مشكلة المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية"، وأكد أن الخلاف فيما يخص لجنة الحكومة يتركز في برنامجها، قائلا: "النقطة الجوهرية هي أن حركة "فتح" تُصرُّ على أن تلتزم الحكومة المقبلة بالتزامات المنظمة، و"حماس" ترى خلاف ذلك".

 

واعتبر أن الإصرار على هذه النقطة "يعني أن ذلك محاولة لجر الحركة إلى لاعتراف بالكيان الصهيوني، والدخول في قضايا لم يثبت جدواها وفعالياتها، في حين أن المطلوب هو الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني".

 

وأكد أن موقف غالبية الفصائل يتوافق مع موقف من "حماس" من رفض الالتزام ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية باعتباره يقدم اعترافاً بالاحتلال دون أي مقابل.

 

وأشار إلى أن اعتراف "فتح" ومنظمة التحرير بالاحتلال الإسرائيلي "لم يجلب إلا المصائب للشعب الفلسطيني، ولم يقابل من قبل الاحتلال سوى بزيادة الحواجز، وتكثيف الاستيطان، والاستهانة بحقوق شعبنا وتطلعاته".

 

وفيما يتعلق بالخلاف حول المنظمة، أوضح القيادي البرلماني أن "الخلاف يتمحور حول السؤال: هل تكون هناك لجنة مشتركة عليا وطنية تقوم برعاية شؤون المنظمة لحين إصلاحها أم تظل كما هي دون إصلاح كمرجعية لفترة لا يعلمها إلا الله؟".

 

وبخصوص لجنة الأجهزة الأمنية، قال البردويل أن حركة "فتح" تطرح معالجة وضع الأجهزة في قطاع غزة دون الضفة الغربية، كما أن هناك خلافًا جوهريًّا حول عقيدة هذه الأجهزة، فحركة "حماس" ومعها الكثير من الفصائل ترى أن تنطلق هذه العقيدة من الرؤية الوطنية وحماية المقاومة، بينما يتحدث الآخرون عن التزامات اتفاقات التسوية بما تعنيه من تنسيق أمني وتعاون مع العدو وملاحقة المقاومة وسلاحها.

 

وحول الخلاف في لجنة الانتخابات، أوضح القيادي في حركة "حماس" أن الأمر يدور حول ماهية هذه الانتخابات وآليتها، وهل هي نسبية كاملة أم كما جرت في الانتخابات الأخيرة؟ مشدداً على أن حركة "حماس" ترى بقاءها كما هي، أي مناصفة بين الدوائر والأفراد والنسبية الكاملة.

 

وأكد البردويل ضرورة أن يكون القانون الأساسي هو المرجعية في هذا الإطار، مبيناً أنه تم فتح ملف انتهاء ولاية محمود عباس كرئيس للسلطة، إذ لا يُعقل أن يدعو لانتخابات جديدة وهو منتهي الولاية.

 

ولفت القيادي في "حماس" النظر إلى أن القانون الأساسي يفرض إيجاد معالجة لهذا الأمر، "فعباس قانونياً لم يعد رئيسا للسلطة"، حسب تأكيده.

 

وشدد على أن ملف الاعتقالات السياسية يبقى واحداً من أهم القضايا التي تكاد تفجر الحوار؛ "لأن حركة "فتح" تخلت عن وعدها بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، والذي وعدت به في جلسة 26 شباط (فبراير) الماضي"، متهماً إياها بالمماطلة في هذا الموضوع. وتابع بقوله: "كنا نطالب بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، واليوم نتحدث عن اعتقالات تجري في ظل الحوار".

 

وأشار البردويل إلى أن الوفود ستعمل اليوم على استكمال محاولة تذليل العقبات الموجودة، ولكن في حال لم تنجح؛ ستعود اللجان إلى مرجعياتها من أجل المزيد من التشاور، إلا أن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال فشل الحوار.