خبر ميتشل إلى المنطقة نهاية الشهر الجاري

الساعة 07:40 ص|14 مارس 2009

فلسطين اليوم-غزة

أكدت مصادر أمريكية مطلعة في واشنطن أن جورج ميتشل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط سيصل الى المنطقة نهاية شهر آذار الجاري للتعرف على الطواقم التي سيتعامل معها في حكومة بنيامين نتنياهو التي من المتوقع الإعلان عنها قبل نهاية الأسبوع القادم.

 

وقالت المصادر أن ميتشل في زيارته المرتقبة سيحاول معرفة طبيعة التحركات السياسية التي من الممكن ان تحصل على مباركة الحكومة الإسرائيلية الجديدة، والاستعداد للتعامل معها، وأشارت المصادر الى ان نتنياهو يرى بأن عملية انابوليس قد انتهت ولا يمكن اعادة احيائها من جديد، وأن الواقع الحالي يختلف كثيرا عن الواقع الذي كان عشية صياغة خارطة الطريق، كذلك، فان نتنياهو أبلغ مقربين منه بأنه لا يرغب في اضاعة وقت حكومته على الموضوع الفلسطيني فقط، فهناك امور أكثر سخونة بينما الموضوع الفلسطيني يمكن ادارته بسهولة.

 

وكشفت المصادر أن ميتشل سيعرض على نتنياهو خلال لقائهما القادم الرؤية الأمريكية لمراحل تحرك قطار السلام في الفترة المقبلة، محاولا استشعار نوايا ورغبات رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد .

وأضافت المصادر بأن ميتشل يدرك ان ما لم تستطع حكومة اولمرت ـ باراك تحقيقه وتنفيذه من بنود خارطة الطريق والتزامات اسرائيل بتفكيك النقاط الاستيطانية العشوائية لا يمكن لحكومة يمينية تحقيقه وانجازه ، أي ان التبادلية في الادوار والالتزامات بين الفلسطينيين والاسرائيليين على اساس خارطة الطريق ، اي محاربة ما يسمى بالارهاب ووقف الاستيطان وتفكيك المستوطنات العشوائية ، لن تكون هناك فرصة لتطبيقه ، كما ان الحكومة الفلسطينية التي قد تضم فتح وحماس لن تكون مؤهلة لتطبيق بند مكافحة الارهاب الذي ورد في خارطة الطريق.

 

وذكرت المصادر الامريكية أن ادارة اوباما في حال لم تحدث تطورات في رغبات ومواقف نتنياهو قد تصل الى نتيجة مفادها ان تحريك قطار السلام غير ممكن في هذه المرحلة وقد تتجه الادارة الامريكية مرغمة الى التعامل مع ادوات ادارة الصراع وليس ادوات الحل وانهاء الصراع وابرز هذه الأدوات التي يقترحها نتنياهو هي تطوير الاقتصاد الفلسطيني، او كما يسميه نتنياهو بـ (السلام الاقتصادي) ، وهو طرح له تفسيرات كثيرة ، لكنه في النهاية عبارة عن آلية وصفتها المصادر بالخلاقة لادارة الصراع من ابداع نتنياهو.

 

ولم تستبعد المصادر ان تضطر الادارة الامريكية بفعل التطورات والتحولات في الساحة الفلسطينية الى انتظار نتائج الانتخابات في هذه الساحة حيث من الممكن ان يتسبب تصارع الاطراف داخل حكومة الوحدة في حال تشكيلها عشية انتخابات قادمة في تعطيل اي انطلاقة لعملية السلام ، لأن الكثير من الرايات والشعارات سترفع وأن الاطراف المعتدلة قد تبحث عن شعارات متطرفة ، كما ان الجهد الكبير الذي ستبذله الاطراف الفلسطينية في المرحلة القادمة على الصعيد الداخلي سيجعلها لا تلتفت الى مسألة ادارة الاتصالات مع اسرائيل، خاصة اذا ما تحققت تنبؤات البعض باختفاء رموز وظهور رموز اخرى. وهنا قد يستغل نتنياهو الضبابية وعدم الوضوح في الساحة الفلسطينية لرفع شعار قديم هو عدم وجود شريك فلسطيني.

 

وكشفت المصادر أن الأمور بالنسبة للتحركات السلمية في المرحلة القادمة هي غير واضحة وزيارة ميتشل هدفها توضيح الصورة فهي ستأتي بعد تشكيل نتنياهو لحكومته ، وبعد تشكيل الحكومة الفلسطينية ولكنها ستكون زيارة لوضع النقاط على حروف الخطة الامريكية على مستوى الشرق الاوسط كله. وأشارت المصادر إلى أن الأمور كلها في المنطقة مرتبطة ببعضها البعض وأن حكومة إسرائيلية غير قادرة على التقدم في اتحاه تنفيذ التزاماتها في خارطة الطريق لن تستطيع تحقيق تقدم على المسار السوري، وعندها ستضطر ادارة اوباما الى التراجع عن وعودها والاحتفاظ بخطتها حبيسة الادراج الى ان تتوفر ظروف مناسبة لاعادة طرحها من جديد.