خبر د. عصام شاور يكتب : المستقلون .. عصا سحرية أم عصا غليظة ؟؟

الساعة 07:00 ص|14 مارس 2009

كلما عصفت  الأزمات السياسية في الوضع الفلسطيني كلما قويت شوكة من يدعون الاستقلالية ، فهل أصبح المستقلون عصا سحرية لحل مشاكلنا أم أصبحوا عصا غليظة يضربنا بها الغرب متى شاء ؟؟ .

 

الشعب الفلسطيني رفض بشكل واضح كل من خاض الانتخابات التشريعية بصفة مستقلة ، ولم ينجح منهم إلا من استظل بمظلة فصائلية ، فهل هناك من ينكر تلك الحقيقة ؟؟ ، فلماذا يخرج علينا البعض بفكرة تسليم المستقلين رئاسة الوزراء والوزارات السيادية ؟؟ ، إن تنفيذ تلك الأفكار أو الرغبات هو محض استسلام من قبل حماس وفتح للحصار المضروب على قطاع غزة وللحصار المضروب على حركة فتح التي فقدت سلطتها في غزة ولم تحصل على شيء في الضفة إلا لبعض المتنفذين في الحركة.

 

والغريب في الأمر أن بعض فصائل اليسار تدعم فكرة السلطة " المستقلة " وفي الوقت ذاته تنادي بانتخابات تشريعية على أساس النسبية الكاملة , ومعلوم أن نظام النسبية الكاملة يعني القضاء التام على أمل ظهور مستقلين في المجلس التشريعي ، وهذا النظام تقريبا تبنته جميع فصائل منظمة التحرير , إذن لماذا هذا التناقض الغريب في طريقة التفكير عند فصائل منظمة التحرير ؟؟ أم أن الأمر حسب الأهواء الذاتية وبعض الأوامر غير معلومة المصدر ، نحن كشعب وكمراقبين نريد ممارسات سياسية مُقْنِعة لا مُقَنّعَة , والكيل بمكيال واحد هو الطريقة المثلى التي تؤسس لبدايات واضحة وجيدة .

 

إذا ما غلبت فتح وحماس على أمرهما ووافقتا على شخصيات مستقلة فيجب أن تتوفر في تلك الشخصيات شروط كثيرة أهمها : أن توافق كل من فتح وحماس عليها، أن لا يكونوا ممن يحملون الأجندات الغربية ،أن يلتزموا بجميع الاتفاقات التي تم الإجماع عليها من قبل الفصائل الفلسطينية , ولا أقول فصائل منظمة التحرير بل جميع الفصائل الإسلامية والوطنية وخاصة وثيقة الوفاق الوطني واتفاق القاهرة 2005 ، أن لا يكونوا من النشطاء الذين عملوا في إطار المنظمات غير الحكومية وتلقوا دعما أمريكيا وخاصة من الجمعية الأمريكية ( U.S.AID ) أو ممن تم تلميعهم من أمريكا أو الغرب ، أن يكونوا ممن يُشهد لهم بحب الوطن ولهم باع طويل في خدمته ، ثم يأتي الشرط الأخير وهو الكفاءة ، فإن توفرت تلك الشروط في أحد المستقلين فلا بأس بضمه للحكومة ولكن ليس لمنصب  رئاسة الوزراء أو وزارة  الداخلية أو وزارة التربية والتعليم.