خبر سؤال للشعب الفلسطيني .. مصطفى الصواف

الساعة 06:58 ص|14 مارس 2009

من حق الشعب الفلسطيني في أي مكان كان أن يسأل ماذا يريد في كافة القضايا، ولكن سنطرح سؤالين اثنين يتعلقان بمنظمة التحرير الفلسطينية، وكذلك في الحكومة الفلسطينية التي يجري الحديث عنها في حوار القاهرة.

 

السؤال الأول: هل تريدون منظمة تحمل برنامجاً يعترف بـ(إسرائيل) ويلغي حق العودة للشعب الفلسطيني إلى أرضه ودياره؟.

 

السؤال الثاني: هل تريدون حكومة تلتزم بشروط الرباعية الدولية التي تفضي إلى الاعتراف بدولة (إسرائيل)؟.

 

وهنا سنطرح سؤالاً ثالثاً له علاقة بما يجري في القاهرة، هل تقبلون بشروط خارجية على إرادتكم تُفرض من قبل الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والرباعية الدولية تشترط كل ذلك من أجل أن تفتح لكم الأموال من أجل إعمار غزة وما دمره الاحتلال؟

 

هل تقبلون أن تتنازلوا عن حقوقكم والأرض والوطن والمقدسات، هل تقبلون أموالاً مغمسة بالمذلة والهوان وثمناً لدماء الشهداء الأطهار؟.

 

كل ذلك يجعلنا أن نؤكد على أن الشعب الفلسطيني لو ترك له الخيار وخرجت عليه هذه الأسئلة لكان الرد بالرفض المطلق لمثل هكذا منظمة وهكذا حكومة.

 

هذا أيها الشعب الفلسطيني ما اختلف حوله في حوارات القاهرة، وعادت الأمور إلى حقيقتها إننا أمام أمرين إما أن نرفض هذه الشروط التي تؤدي إلى ضياع الحقوق والتفريط بالأرض والمقدسات، ونقر للمغتصب بالحق فيما اغتصب وتخرجنا هذه الشروط أمام العالم أننا كنا على مدى عشرات السنين الماضية مجموعة من الإرهابيين المعتدين على حقوق الغير، وليس أصحاب حق مغتصب يقاوم المحتل لاستعادة الحقوق وردها إلى أهلها.

 

هل تقبل يا شعبي أن يتوصل المتحاورون إلى مثل هذا الاتفاق وأن تكون نهاية صمودك ومقاومتك بهذه الطريقة المذلة، أم أنك ترفض ما يجري وتؤكد على حقك في كامل التراب حتى وإن لم تكن الظروف والأوضاع ملائمة والمعادلة الإقليمية والدولية في غير صالحنا، فهذا لا يعني أن نفرط بكامل حقوقنا من أجل حفنة من الأموال، فالخيام لا زلنا على عهد قريب بها والعودة إليها ليس صعباً علينا.

 

ليفشل الحوار الذي سيؤدي إلى المذلة والمهانة وضياع الحقوق، ليعدْ المتحاورون كل إلى مكانة ويحكي كل الحكاية أمام شعبه، ويرى هل يقبل بما تريده أمريكا والرباعية الدولية وحركة فتح والسيد محمود عباس ودول الاعتدال العربي، سيقول الشعب الفلسطيني ليذهب الحوار إلى الجحيم، وليذهب مشروع التنازل وبيع الوطن بأموال مغمسة بالمهانة والذل ودماء الشهداء.

 

من يخشى أن يقال بأنه أفشل مثل هذا الحوار، فلا يعود إلى فلسطين وإلى غزة وليبقَ حيث هو وليوقع ما شاء من اتفاقيات فهي في نهاية المطاف لن يجد لها طريقاً وستفشل كما فشل غيرها وكما يقال (الحبل على الجرار).

 

صمودنا هو سر قوتنا، ومقاومتنا رغم ما فيها هي طريقنا نحو التحرير مهما طال الزمن أو قصر ومها قدمنا من تضحيات وشهداء ودماء وما لحق بنا من دمار.

 

عودوا أيها المتحاورون الرافضون لاتفاق الخنوع للإدارة الأمريكية وشروط الرباعية، وستجدون في استقبالكم شعباً أبياً يستقبلكم بالورود والزغاريد وماء الورد.