خبر مصادر: حماس تصرّ على تولّي شخصية من غزة رئاسة الوزراء

الساعة 06:14 ص|14 مارس 2009

فلسطين اليوم-الحياة اللندنية

استُؤنفت مساء أمس أعمال اللجان الخمس المكلفة متابعة الحوار الفلسطيني - الفلسطيني في القاهرة، وسط مطالبات فلسطينية بتدخل مباشر من مصر لتذليل العقبات التي تواجه الحوار.

 

وقال الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف لـ«الحياة»: «من المفترض حصر القضايا الخلافية في جميع اللجان لمناقشتها اليوم وإيجاد حلول لها». وتوقع أن يكون اليوم حاسماً لإنجاز مهمات عمل اللجان، لافتاً إلى أن بعد غد هو أقصى موعد لإنجاز أعمال اللجان.

 

واوضح أبو يوسف: «هناك تراجع في الجلسة والأمور تراوح مكانها والخلافات ما زالت عالقة، والمصريون أبلغونا أن اليوم هو آخر يوم لعمل اللجان، وأن اللجنة التوجيهية العليا هي فقط التي ستستمر في العمل إلى حين إنجاز اتفاق المصالحة، كما أبلغونا أن هناك ترتيباً لاحتفال في 22 الجاري لإعلان نتائج الحوار». وأضاف أن هناك نقاطاً تم التوافق عليها لكن «حماس» تراجعت، مشيراً إلى أن الحركة عادت مجددا لتطرح ولاية الرئيس وترفض تحديد سقف زمني للانتخابات التشريعية وتزامن الانتخابات التشريعية والرئاسية.

 

وعلمت «الحياة» من مصادر مصرية مطلعة أن القاهرة أبلغت قيادات «حماس» رفضها طرح ولاية الرئيس واوضحت أن مسألة التزامن في الانتخابات مسألة تم التوافق عليها في جلسات الحوار التي عقدت الشهر الماضي. وكان رئيس الاستخبارات المصرية اجتمع مساء اول من امس مع كل من رئيس وفدي «فتح» و «حماس» لحض الجانبين على دفع الحوار في اتجاه ايجابي بعد الخلافات الجوهرية التي شهدتها لجنتا الحكومة والانتخابات.

 

من جانبه، قال الاكاديمي المستقل ياسر الوادية الذي يشارك في لجنة المصالحة إن اللجنة أنجزت أعمالها بالكامل، وتم الاتفاق على تعويض من هدمت منازلهم أو أصيبوا أو قتلوا، وأن يتم تشكيل صندوق وطني بدعم عربي لتغطية هذه التعويضات، وتشكيل لجان متخصصة لتلقي الشكاوى، إضافة إلى الاتفاق على ضرورة التوقيع على ميثاق شرف وطني بعدم الاحتكام الى السلاح في أي نزاع. وأضاف: «رغم هذه الإنجازات، فإنه لا يمكن تطبيق أي منها إلا باتفاق الرزمة الواحدة وإنجاز مهمات عمل اللجان لأن جميعها متداخل ومترابط». وعن مدى انعكاس الخلاف في قضيتي الحكومة والانتخابات على مصير الحوار، قال: «لا اعتقد أن مصر والجامعة العربية ستسمحان بتضييع هذه الفرصة هباءً، لذلك لدي قناعة بأنه سينتج عن هذا الحوار اتفاق مصالحة».

 

وقال عضو «فتح» المشارك في لجنة المنظمة أحمد عبدالرحمن لـ «الحياة»: «متمسكون بضرورة التوافق على البرنامج السياسي للحكومة، وليس لدينا فيتو على أي قضية باستثناء البرنامج السياسي للحكومة»، مضيفاً: «يجب أن تلتزم الحكومة المقبلة تعهدات منظمة التحرير وما ينتج عن هذه التعهدات من علاقات واستحقاقات»، مشدداً على أن هذا هو الأساس «فأي قضية أخرى يمكن ايجاد مخرج لها، لكن البرنامج السياسي للحكومة ليس له بديل، ومن دونه لا داعي للاتفاق». واضاف أن وفد «فتح» أبلغ «حماس» بذلك: «إذا فشلنا في ذلك فإن الحوار سيفشل». ولفت إلى أن «فتح» تريد حكومة من المستقلين تشارك بها شخصيات وطنية وألا يكون لها أي دور في الانقسام الذي وقع لتعزيز الوحدة الوطنية.

 

وكشف لـ «الحياة» أن القيادي في «حماس» محمد نصر طرح ورقة تطالب بمرجعية موقتة للمنظمة إلى حين تشكيل مجلس وطني جديد، ونقل عنه أنه في حال لم تتم الموافقة على ورقته، فإنه سيرفض ما تم التوافق عليه من تطوير مؤسسات منظمة التحرير. ولفت إلى أن ذلك الأمر ليس من صلاحيات لجنة المنظمة بل من صلاحيات الحكومة في المرحلة الانتقالية، مشدداً على رفضه هذا الطرح.

 

وذكرت مصادر فلسطينية مشاركة في الحوار أن «حماس» تريد رئيساً للحكومة من غزة باعتبار أن الرئيس من الضفة، وعزت طلب «حماس» إلى رغبتها في الشعور بالاستمرار في السيطرة على غزة، واصفة ذلك بالأمر السلبي لأنه لا ينهي الانقسام بل يعززه.

 

في غضون ذلك، قال القيادي في «حماس» المشارك في وفد الحوار عزت الرشق إن الحركة أبدت المرونة الكافية، والكرة الآن في ملعب الجانب الآخر. وعلى صعيد تشكيل الحكومة، قال إن «حماس» من حقها تسمية رئيس الحكومة ومن سيشغل الحقائب السيادية، مضيفاً: «لن أخوض في التفاصيل، لكننا نريد أن نشكل حكومة بالتوافق، وأن لا تشارك فيها أسماء عليها فيتو».

 

 ولفت إلى أن «حماس» تسعى إلى تشكيل حكومة ترفع الحصار وتشغل المعابر، لكن ذلك لا يعني على الإطلاق القبول بالإملاءات والشروط الأميركية - الاسرائيلية، في إشارة إلى مطالبة «حماس» بالتزام تعهدات المنظمة.

 

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن مصادر فلسطينية مطلعة لم تسمها القول إن «الفصائل الفلسطينية طلبت من القيادة المصرية التدخل المباشر في الحوار الفلسطيني المنعقد حالياً في القاهرة لليوم الرابع على التوالي من أجل العمل على تذليل العقبات التي تواجه الحوار وتمسك فتح وحماس بموقفيهما خصوصاً في القضايا السياسية