خبر مصدر مطلع لـ « فلسطين اليوم »: وفود فلسطينية ستغادر القاهرة اليوم بعد إنهاء مهامها

الساعة 06:32 م|13 مارس 2009

فلسطين اليوم-خاص

أكد مصدر مطلع على شئون الحوار الفلسطيني-الفلسطيني أن بعض الوفود الفلسطينية ستغادر القاهرة اليوم السبت بعد إنجاز مهامها.

 

وأشار المصدر في حديث لـ"فلسطين اليوم" أن الحديث يدور تحديدا عن أعضاء لجنتي الأمن والمصالحة.

 

من جهة ثانية أكد الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية المشارك في الحوار ان اعضاء الوفود ستغادر القاهرة غدا السبت فيما سيبقى الامناء العامون هناك لمتابعة تنسيق (الشوط القادم ) من الحوارات والذي لم يحدد موعده بعد في ما قالت مصادر مصرية ان يوم السبت هو نهاية الجولة الاولى من الحوارات وهو فعلا ما كانت تخطط له مصر وليس بسبب فشل الحوار لا سمح الله .

 

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي في تصريح صحافي "أن الأجواء بالنسبة للحوار الفلسطيني - الفلسطيني الذي يجري الآن بالقاهرة ايجابية وبناءة".

 

وأشار الى أن الموضوعات واللقاءات محل النقاش صعبة وتحتاج الى مزيد من العمل والوقت مؤكدا أن مصر تساعد في الحوار الفلسطيني الفلسطيني لكن القرار في النهاية يجب أن يكون فلسطينيا.

 

وأشارت مصادر فلسطينية أن الساعات الاخيرة أحدثت انفراجا في ملف منظمة التحرير الفلسطينية  عبر اتفاق صياغة توافقية تتمثل في الاتفاق على تشكيل مجلس وطني جديد عبر الانتخاب ويكون بالتزامن مع الانتخابات التشريعية والرئاسية .

 

وكان الأمين عام الجبهة العربية الفلسطينية جميل شحادة قال اليوم، الجمعة، إن لجان الحوار الفلسطيني الخمس قطعت شوطا كبيرا من مهامها، مشيرا إلى أن هناك توافقا في 3 لجان هي المصالحة ومنظمة التحرير والأمن، لكن الخلاف بالأساس في لجنتي الانتخابات والحكومة.

 

وأضاف شحادة أن حل جميع القضايا العالقة متوقف على الاتفاق على برنامج الحكومة، لافتا إلى أن لجنة الحكومة، توجد بها قضيتان أساسيتان مختلف عليهما، موضحا أن أولى هاتين القضيتين تتمثل فى برنامج الحكومة، فحماس مصرة على عدم الالتزام بقرارات وتعهدات منظمة التحرير الفلسطينية، وطرحت صيغة حكومة الوحدة الوطنية، واتفاق مكة، وهى "احترام قرارات المجالس الوطنية الفلسطينية الصادرة عن دورات منظمة التحرير"، وهذا من وجهة نظر حركة فتح، وفصائل أخرى، غير كاف للتعاطى مع المجتمع الدولى لفك الحصار.

 

وأشار شحادة إلى أن ثانى قضية تتعلق بما يطرح عن تشكيل الحكومة، وجود وجهتى نظر، أولها تشكيل حكومة من شخصيات مستقلة تلتزم بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية، وهذه حكومة مؤقتة لحين إجراء الانتخابات، وثانيها وجهة نظر حماس والتى تتمثل بتشكيل الحكومة من الفصائل المشاركة فى المجلس التشريعى.

 

ومن جانبه، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عضو وفد فتح للحوار د. نبيل شعث، أن الحوار الفلسطينى فى القاهرة يمر بلحظة حرجة ويواجه صعوبات جدية فى قضايا رئيسية، مثل الحكومة والانتخابات.

 

وقال شعث، إنه "رغم هذه الصعوبات فإننا برعاية الأخوة المصريين نبذل ما بوسعنا من جهد لتجاوزها وللوصول إلى اتفاق حولها، وفى ذهننا أن الفشل ممنوع لأن ثمنه سيكون باهظا جدا على القضية ومستقبل الشعب الفلسطينى، متوقعا أن يؤدى تدخل القيادة المصرية إلى تجاوز بعض العقبات التي ما زالت تعترض الوصول إلى الاتفاق.

 

وكشفت مصادر فلسطينية مطلعة، أن الفصائل الفلسطينية طلبت من القيادة المصرية التدخل المباشر في الحوار الفلسطينى المنعقد حاليا في القاهرة لليوم الرابع على التوالي، من أجل العمل على تذليل العقبات التي تواجه الحوار وتمسك حركتى فتح وحماس بموقفيهما، خاصة فى القضايا السياسية.

 

وقال بسام الصالحي الامين العام لحزب الشعب الفلسطيني ان حزبه قدم اقتراحا لانهاء الخلاف الناشب في لجنة الحكومة يقضى يتشكيل حكومة من المستقلين تشكل من رئيس وزراء مستقل الى جانب ستة وزراء آخرين يشغلون وزارات الخارجية والاعلام والمالية والداخلية والاشغال العامة والتعليم، على ان يتم تسمية باقي الوزارات من قبل الفصائل "بما يضمن الحصول على حكومة توافق وطني مدعومة من الجميع".

 

واشار جميل مجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية وعضو وفدها في حوار القاهرة الى ان لجنة الحكومة لا زالت تواصل اجتماعاتها لبلورة اتفاق يفضي الى تشكيل حكومة جديدة بموافقة جميع الفصائل الفلسطينية ترتب للفترة القادمة.

 

واوضح مجدلاوي ان اللجنة تناقش في هذه الفترة "تحديد مهام الحكومة المقبلة"، وذكر ان الاجتماعات السابقة ناقشت "القضايا الادارية"، المتعلقة بـ "المراسيم والقرارات التي صدرت عقب فترة الانقسام، وما ترتب عليها من آثار سلبية".

 

يشار الى ان كلا من الحكومة الفلسطينية في رام الله، والحكومة المقالة في غزة التي تديرها حركة حماس اصدرت كل منها جملة من القرارات رأت كل من حركتي فتح وحماس انها تضر بالوحدة الفلسطينية.

 

وبحسب مجدلاوي الذي يمثل تنظيمه في اللجنة الاصعب ضمن اللجان الخمس التي تبحث سبل حل الخلافات الفلسطينية، فان اللجنة لا تزال تناقش "قضية الآليات والمرجعيات التي يمكن ان تعمل على اساسها الحكومة القادمة".

 

واشار مجدلاوي الى ان اللجنة شكلت لجنة اخرى مصغرة، ستقوم بتقديم "وجهة نظر واحدة"، مستنتجة من جملة الاوراق التي قدمتها الفصائل المختلفة "لتتم مناقشتها بشكل اوسع".

 

واكد ان لجنة الحكومة "تحتاج لوقت اطول لإنجاز مهامها، كونها لم تصل لغاية اللحظة الى حلول"، لكنه كشف في الوقت ذاته انه "اصبح هناك اتفاق ضمني على ان تكون الحكومة المقبلة حكومة توافقية، من الشخصيات المستقلة"، لكنه قال في الوقت ذاته ان هذه الحكومة "لن تكون مغلقة في وجه التنظيمات".

 

وتدور بحسب مصادر مطلعة على الحوار خلافات كبيرة بين ممثلي حركة فتح، وممثلي حركة حماس على شكل الحكومة المقبلة، حيث تنادي الاولى بحكومة توافق، في حين تطالب الثانية بحكومة وحدة، يكون رئيسها من حماس.

ويرأس وفد فتح في لجنة الحكومة الدكتور نبيل شعث، في حين يرأس وفد حماس الدكتور خليل الحية.

 

الى ذلك فقد اوضح فوزي برهوم ان حركته مع باقي الفصائل ناقشت الملفات الخمسة ضمن اللجان، وهي لجنة الحكومة والانتخابات والمنظمة، والامن، والمصالحة، لافتا الى ان اللجنتين الرابعة الخامسة "لم تجدا اي صعوبات خلال الحوار، وانهما في طريقها للتوصل الى حل".

 

لكن برهوم اشار الى ان الخلاف بين حماس وفتح في لجنة الحكومة يدور حول برنامجها، لافتا ايضا الى ان الخلاف في ملف المنظمة يدور حول برنامجها وكيفية اعادة تشكيلها من جديد.

 

واشار برهوم ان حركة حماس "ترفض طرحا قدمته فتح يطالب الحكومة القادمة بالاعتراف باتفاقيات منظمة التحرير".

 

واكد الناطق باسم حماس ان حركته اكدت على ان "الحوار في القاهرة يمثل فرصة تاريخية لانجاح الحوار والعودة باتفاق مرض".

 

واكد ان حماس قدمت الى القاهرة "بصدور منشرحة وقلوب مفتوحة وبعزيمة واصرار على ضرورة انجاح هذا الحوار ومن اجل تحقيق اهداف شعبنا بالمصالحة الوطنية وان ينتهي الانقسام وان تتم تقوية الجبهة الداخلية وان يتم ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، لان الهدف من الحوار هو الوصول الى مصالحة وطنية".

 

الى ذلك فقد تطرق برهوم الى الخلافات التي تدور في ملف الانتخابات، وقال انها تدور حول "برنامج المنظمة"، لافتا الى ان حسم هذا الامر "اجل لآخر الاجتماعات"، كاشفا في الوقت ذاته ان توقيت اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة "لا يزال محل خلاف".

 

وكانت حركة حماس طالبت بأن تجري الانتخابات الرئاسية، قبل الانتخابات التشريعية.

وقال برهوم ايضا ان موضوع "ولاية ابو مازن (الرئيس الفلسطيني) " لا يزال قيد الدراسة.

وعلى الرغم من تأكيد حركتي فتح وحماس على قطع شوط طويل من المحتمل ان يفضي الى توافق قريب وخلال ساعات في لجان المصالحة والامن، غير ان هذه الاجواء الايجابية ستتبدد حال لم يحسم امر الملفات الثلاثة الاخرى، حيث كانت حركة حماس اعلنت انها ستوقع اتفاق "رزمة واحدة"، في القاهرة، وانها ترفض الحلول الجزئية.

 

وقال ابراهيم ابو النجا مسؤول وفد فتح في لجنة المصالحة "نستطيع ان نقول ان لجنة المصالحة انهت جدول اعمالها، حيث توج ذلك بصياغة وثيقة شرف سيعلن عنها عندما يتم التوصل لاتفاق شامل".

 

واشار القيادي في فتح الى ان المسؤول المصري الذي عين للاشراف على لجنة المصالحة "بذل جهودا مضنية للتوصل الى هذه الصياغة".

 

لكن ابو النجا قال ان اللجنة رحلت ملفين من الملفات التي اختلف عليها خلال الحوار الى اللجنة العليا التي تشرف على المباحثات للبت فيهما.

 

وذكر ان هذه الملفات تتعلق باشراف القضاء الشرعي على المصالحة، وقال "طرحنا ان يكون القضاء الشرعي هو احدى المرجعيات في حل الخلافات التي نشبت عن الانقسام"، لافتا الى ان هذه النقطة لم تحسم.

 

يشار الى ان عدة نشطاء قتلوا خلال المواجهات المسلحة ين حركتي فتح وحماس، خلال وبعد سيطرة حركة حماس على غزة في منتصف حزيران (يونيو) من العام2007 .

وقال: هناك طرح بأن تقوم السلطة بمعالجة الاضرار التي الحقها الانقسام، وذكر ان حركة فتح تطالب بأن "يتحمل كل فصيل المسؤولية الكاملة عن ما احدثه من اضرار".

من جهته ذكر وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وممثل تنظيمه في لجنة المنظمة ان هناك اقتراحا بأن يضم المجلس الوطني الجديد الذي سيشكل وفق انتخابات بمبدا التمثيل النسبي الكامل 450 عضوا من الداخل والخارج.

 

ولفت العوض الى وجود توجه بأن تتم الانتخابات بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية والتشريعية، اي قبل تاريخ25 كانون الثاني (يناير) المقبل.

 

وقال ان لجنة المنظمة ستبحث في الاجتماعات المقبلة "المرحلة الانتقالية"، التي ستتلو الاتفاق وتسبق تشكيل المجلس الوطني الجديد، وذكر ان هناك اقتراحا بأن تشارك حركتا حماس والجهاد الاسلامي في اجتماعات القيادة الفلسطينية الذي يضم الرئيس (محمود عباس)، واعضاء اللجنة التنفيذية ورئيس المجلس الوطني وقادة التنظيمات.