خبر فشل الحوار.. نجح الحوار ...أيمن خالد

الساعة 06:09 م|13 مارس 2009

 

مرة جديدة يثبت الفلسطينيون وتثبت الفصائل الفلسطينية بالوقائع والدليل ان الاتفاق بين الأطراف الفلسطينية هو اكبر من رغبة الفصائل الفلسطينية واكبر

من رغبة الجماهير الفلسطينية التي ظلت وخلال الأسابيع الماضية تعد الأيام والدقائق على أمل انطلاق الحوار المرتجى في القاهرة.

ولعل اكبر المنتظرين والمترصدين للحوار الفلسطيني هم أولئك الذين يئنون تحت وطئ الجراح التي إصابتهم أثناء الحرب أو تلك النساء والصبية والأطفال الذين استبدل العدو الغاشم منازلهم بالخيام بعد أن سحقها بجرافاته أمام مرأى عالم لا يرد الاستماع إلا للقوي ولغته التي ظلت مفصل العصور السابقة.

ولعل الحوار الفلسطيني هو رجاء وسط هذا كله ولا يحمل بصمة قوة، تأخذ فيها الفصائل الفلسطينية على عاتقها هذه الأمانة والمسؤولية وتتعهد بان تنجز شيئا ولو شيئا يسيرا للتخفيف من وجع أولئك المكلومين الذين لا تصل اليهم سبل الحياة الا بشق الأنفس. وهم أمام هذا كله مسؤولين عن صمودهم مطالبين بكل أنواع التضحية والاباء وبعد هذا كله رغم أنينهم وجرعة الألم التي يبدؤون بها نهارهم ولا ينتهون ، فهم مصرون على رسالة الوفاء لهذه الأمة التي نستهم وتركتهم وسط هذه المرارة، ورسالتهم تتمثل في البقاء في ارض المواجهة والتشبث بأرض المعركة التي هي الأرض التي تزحف عليها يوميا آلة الغدر الصهيونية ولا تترك لهم سبيلا لنيل نصيب من فرح أو طمأنينة,

تستطيع كل الفصائل أن تذهب إلى القاهرة، وتستطيع كل الفصائل أن تبرز خلافاتها الشخصية وتتنافس فيما بينها على أشكال كثيرة من السلطة والجاه والحسابات الخاصة وكل أنواع عالم الصالونات المرافق لكل أنواع السلطة وشهوتها وغير ذلك من تفاصيل المشاهد اليومية والاستعراضات وغيرها.

لكن الهم الحقيقي يبدو في كل مرة وكأنه تجاوز مساحة الوجع الحقيقية، ولعل من يذهب إلى القاهرة ينسى لبعض الوقت ما وراء ظهره، وكأن بضع ساعات من البعد عن مصدر الألم تجعل الألم مخدرا لا يمر على وقع القلب ما لم يمر على وقع العين.

وانتم أيها القادة،وانتم تعودون الى بيوتكم، وتنظرون من النوافذ عليكم ان تجعلوا النوافذ تمتد الى تلك البيوت التي لم تعد بيوتا، ولعل الذين يسكنون الخيام يدركون ما معنى الخيمة فالخيمة هي مكان انكشاف العورات في الرياح، فما كانت الخيمة الا للمرابطين الذين يقفون في وجه الريح، ولكن النساء والاطفال وبقية التفاصيل التي تريد الحياة وهي جوهر الحياة وهي التي تمتد في سماء وفضاء غزة، كلها تلك تريد من يسترها ويحمي عورتها في ظل هذا الخصام الشديد.

ظل الذاهبون والعائدون يرسلون لنا الأصوات يوما وراء يوم وظلت الفضائيات تنقل التصريحات من واحد الى اخر، وظلت النساء اللواتي يمسحن على أهداب الصغار ينشدن لهم الحان فلسطين،وظلت الخيمة خيمة.ولعل القادة لا يعلمون ما معنى الخيمة، فهي المكان المتجاور بين خيام، بحيث ان تحدث الرجل مع ولده او اهله انتقل صوته الى الخيام المجاورة، فالجدران ظلت عبر التاريخ وحتى في صميم الانسان الاول عندما سكن الكهوف، لانه يدرك ان الحجر خير صديق فهو لا ينقل صوته ولا يكشف عورته، ولا يرمي به دون ساتر للذئاب.

ولعل الخيام نقطة عذاب ومرارة وليست مكان إيواء الناس لان الريح الغادرة تكشفها متى شاءت فنغدو في صميم العراء الذي ظل يسحقنا ويلاحقنا في وطننا وفي الغربة ايضا.

ما نريد من قادتنا ان يكتشفوا حجم الالم وحجم النبض الذي تعيشه الاف الاسر الفلسطينية، وبكل تاكيد لا نريد منهم ان يستقيلوا كما يفعل القادة الاجانب امام كل مصاب جلل، ولكن على الاقل ان يخفوا خلافاتهم قليلا وان يكذبوا علينا اذا غادروا غرفة الاجتماعات مختلفين.

عليهم ان يقولوا نحن متفقون ولكن هناك بعض الصعاب، ونحن بدورنا سوف نقدر لهم هذا الكذب علينا، لأن الردح على الفضائيات لن يجعل من قضيتنا غير قضية منسية تدار هنا وهناك في ادراج الدول كملف امني صغير لا يصل بنا الى أي سبيل.

لا نريد من قادتنا ان يعودوا الينا على وقع خطى الشقاق الذي ليس لنا به ولا لنا منه اي يد، ولكن نريد منهم ان يدركوا فقط ان شعب فلسطين هو الذي يضحي وهو الذي صان قضيته وهو الذي انجب قادة رحلوا وقادة عاجزين عن الاخذ باليد به الى خطى يريد ان يسير عليها وبها..ولعل الايام تتداولها الناس وانتم ذاهبون ذاهون؟؟

ذاهبون .. فافعلو لهذا الشعب خيرا واعملوا ما يصبوا اليه، فهو لم ترهقه سياط الجلاد ولكن جراح اهله باهله، فاتقوا الله وعودوا باي اتفاق