خبر هذا ما سيحدث للشخص .. يديعوت

الساعة 10:59 ص|13 مارس 2009

بقلم: ناحوم برنيع

في يوم الاحد من هذا الاسبوع قام هليل هوروفيتس احد الاشخاص الاقل تطرفا في التجمع الاستيطاني اليهودي في الخليل بتزويج ابنته. العرس جرى في قاعة افراح في القدس. رئيس الكنيست الموعود روبي ريبلين كان هناك، وكذلك المحامي يعقوب نئمان الذي يجري المفاوضات من اجل اقامة الائتلاف بتكليف من نتنياهو.

هم تحدثوا عن وزارة العدل. ليبرمان وجه مهلة انذارية: اما ان يكون داني فريدمان وزيرا للعدل او ان يبقى حزب اسرائيل بيتنا في الخارج. نتنياهو اصيب بالفزع وخضع له. وحينئذ احتج دان مريدور على التعيين. مريدور جند بني بيغن لخطوته الاحتجاجية ونتنياهو يخشى من بيغن. نحن ملزمون بالقيام بشيء ما.

"ربما تكون انت وزير العدل" اقترح نئمان. "ليبرمان سيقبلك انت"

"انا لست معنيا" قال ريبلين. "انا ساكون رئيس الكنيست".

ريبلين سافر الى البيت ولكن المحادثة مع نئمان بقيت تقرع في دماغه. لماذا يقترح اسمي سأل نفسه ولم يجد الجواب.

هو تقلب في فراشه مثل الحكايات واخيرا بعد طول تفكير شاهد النور. بدلا من ان يقترحني نئمان ساطرح انا اسمه. ايفيت قد يقبل بنئمان.

هو طرح الفكرة على نتنياهو. مذهل قال نتنياهو. فلتجرب هذا. هو توجه الى بني بيغن، وطلب منه ان يلتقي مع ايفيت لانه يعتقد من طريقة كلامه انه مهتم بلقائه.

من اجل ليبرمان، بني بيغن هو ابعد من تلك النقطة بكثير. هو هام بسبب الرمزية التي تحيط باسمه، شخصيته تجمع بين اليمين الصافي الذي لا يقبل التسويات والنقاء الاخلاقي. هو هام لسبب تركة ابيه، وهو هام لسبب الحساب الذي يوجد لليبرمان معه ومع مريدور منذ فترة وجوده في ادارة ديوان رئيس الوزراء نتنياهو في السابق تلك الفترة التي ازيح فيها عن منصبه بسبب التحقيقات التي جرت ضد. ليبرمان هو شخص يتسم بالخوف والحسابات.

الاثنان التقيا. بيغن خرج خائب الامال: ليبرمان لم يعده بنقل تاييده من فريدمان الى نئمان. بني يا عزيزي قال له ريبلين لقد ولدت بريئا وبقيت بريئا. قمت بعمل رائع. ان لم ينف ليبرمان الانباء حول تعيين نئمان فهذا يعني انه يميل للموافقة

بيغن تنازل عن امر واحد بسهولة: حقيقة البنى التحتية. هذه هديته الصغيرة لليبرمان. في الحكومة الجديدة سيكون بيغن حاملا لحقيبة بيغن: ويترك الحقائب الثقيلة للاخرين.

خلال كتابة هذه السطور بقيت مسالة استبدال فريدمان بنئمان مفتوحة. ليبرمان بحاجة الى يوم اخر من التنكيل بنتنياهو حتى يعمله بقراره. ولكن من الممكن رسم عدة خطوط لصورة المفاوضات الائتلافية التي اجراها نتنياهو مع من يطلق عليهم "الشركاء الطبيعيين". امران لم يكونا في المفاوضات: الشراكة والعفوية.

المشكلة بدات من الاساس: ليبرمان نجح في اقناع نتنياهو انه ان قال له لا فسيتوجه مباشرة الى تسيبي لفني، ومن بعدها سياتيه كل الاخرون. الائتلاف الذي سيشكله سيتضمن بالاضافة الى كاديما وليبرمان حزب العمل والاحزاب الدينية. هذا ليس جديا قالوا لبيبي. هو لن يذهب اليها وهي لن تشكل الائتلاف. ان قالت له لا فسيكون اول من يرمش.

واخرون قالوا له فلترجع الى تسيبي. ان اصرت على التناوب فلتوافق. حكومة اليمين التي تشكلها ستدفنك خلال عدة اشهر. هذه فرصتك الثانية ولن تسنح له فرصة ثالثة. من المحظور عليك ان تراهن على حكومة اليمين.

نتنياهو فضل تصديق ليبرمان. لو كنت اخصائيا نفسيا لربما بحثت عن الرد في ضعف الشخصية ولكن لماذا اذهب بعيدا. نتنياهو اقنع نفسه ان ما يحتاجه الان هو ان يصبح رئيسا للوزراء. بعد ذلك ستنتظم حجارة الدومينو من تلقاء نفسها: ربما تقدم لائحة اتهام ضد ليبرمان وحزب اسرائيل بيتنا سيذوب داخل الليكود. وربما سينقسم حزب كاديما وينضم ثلثه للائتلاف. وربما ايضا تحدث كارثة وطنية كبيرة ودرماتيكية تدفع الجميع في دخول في حكومة طوارىء يكون هو على راسها.

ليبرمان كان يمسك بمفتاح الدخول الى جنة عدن. هكذا اعتقد بيبي. ولذلك لم يكن هناك مفر من اعطائه كل ما يريده.

هو اقترح على الاتحاد الوطني وزارة الزراعة. ما الذي يعقوب كاتس، كاتسالا الوزير الموعود بالزراعة وتربية الابقاء في الكيبوتسات؟ الرد يكمن في مائة مليون شيكل تعود لقسم الاستيطان.

موجودة اليوم تحت سيطرة وزير الزراعة. شالوم سمحون يقوم باستثمارها في الجولان والغور وبامكان كاتسالا ان يوجهها نحو البؤر الاستيطانية.

الاتحاد الوطني رفض ذلك. هم رغبوا بوزارة الاسكان التي اعطيت كغنيمة لشاس. في وزارة الاسكان الكثير من المال الذي يمكن تحويله نحو المستوطنات.

بالاضافة الى ذلك طرح اليمين مطالب سياسية: الخطوط الاساسية للحكومة تنص على عدم قيام دولة اخرى بين النهر والبحر.

نتنياهو عرف انه ان خضع في هذه القضية فسيفقد تاشيرة دخوله الى واشنطن. اليمين لا يستطيع التوجه الى تسيبي خلافا لليبرمان. الخطر الوحيد هو ان اليمين سيفضل البقاء في المعارضة.

وحينئذ ستكون لديه حكومة من 61 عضو كنيست. هو سيكون معتمد على كل صوت: صوت سلفان شالوم الذي رغبت نفسه في ان يكون قائما بالاعمال وحتى صوت كرميل شمعة او داني دانون الذي يمكنه ان يمرض بالانفلونزا فجأة قبل تصويت هام في الكنيست.

في الثامن من اب 1996 وجدنا انفسنا زميلي شمعون سيفير وانا، في ديوان وزير العدل في القدس، وزير العدل الجديد يعقوب نئمان دعانا لاجراء محادثة معه. وبينما كنا نصغي لتقديراته، جاؤوه بالهاتف وقالوا ان رئيس الوزراء نتنياهو يتصل معه. الوزير المح لنا بان من الافضل ان نخرج. خرجنا فاستطالت مكالمته مع نتنياهو. وبينما كنا نتبادل اطراف الحديث فتحت بوابة جانبية وظهر المستشار القضائي للحكومة ميخائيل بن يائير وكان من وراءه في الغرفة كبار المسؤولين في النيابة العامة وعلى راسهم عدنة اربيل ليس من اللطيف ان اقاطعكم ولكن في ديواني نقاش هام وحديثكم يزعجنا. فاعتذرنا منه من كل قلوبنا. وبعد ذلك دعينا للعودة الى الغرفة. انا لا اذكر اية كلمة من تلك المحادثة التي جرت بيننا وبينه. ولكني اذكر المكالمة الهاتفية التي تلقيتها من بن يائير خلال ذلك اليوم. قلت ان عندي نقاشا هاما وقد كان نقاشا هاما فعلا. قررنا الشروع بالتحقيق ضد وزير العدل.

نئمان استقال من منصبه في نفس اليوم. التحقيق ادى الى تقديم لائحة اتهام والى المحاكمة التي انتهت بالبراءة التامة. ديوان وزير العدل رمم منذ ذلك الحين وعدل بحيث ان البوابة الداخلية التي تفضي الى غرفة المستشار القضائي اختفت ولم تعد كما كان في السابق. نئمان لم يكن مقبولا حينئذ على من يسمون "النخبة القضائية" وهو ليس مقبولا عليهم اليوم ايضا.

من لم يرغب بتسيبي لفني حصل على حاييم رامون. ومن لم يرد رامون حصل على داني فريدمان. اما من لم يرغب بفريدمان فسيحصل على يعقوب نئمان او فريدمان مرة اخرى، مع احتمالية بتمرير قرارات تقلص صلاحيات محكمة العدل العليا وقوتها في الحكومة والكنيست.

هذا ما يحدث عندما يزرع اشخاص كبار في نظر الشعب ومحصنون امام الانتقادات، الرياح، هم حينئذ يحصدون العاصفة.

عندما ظهرت فكرة ترشيح نئمان، قيل لليبرمان انه سيكون وزيرا من الليكود وعلى حساب حصته. ليبرمان قال لا: وزير العدل سيكون على حساب حصة اسرائيل بيتنا. بهذه الطريقة وضع المسامير في مطلبه الفاضح بالسماح لمن يمر بتحقيقات شرطية بان يعين الوزيرين المسؤولين عن تطبيق القانون (هو يطالب ايضا برئاسة لجنة الدستور والتمثيل الواسع في لجنة تعيين القضاة). ان استقال الوزير فسيكون تعيين الوزير القادم بيد ليبرمان.

الذين كانوا

في يوم الاثنين مساءا زار ايهود باراك خيمة الاحتجاج التي اقامها نوعم وافيفا شليت بجانب بيتي رئيس الوزراء في القدس. هو جاء للعناق كما يبدو للوهلة الاولى ليحذو حذو الجميع. مع ذلك كان في عناقه شيء ما غير عادي: هناك شك في ان يخرج هنا في اي وقت من الاوقات وزير دفاع للشارع للمشاركة في اعمال احتجاج ضد خطوة امنية قامت بها حكومته. خصامه المرير مع رئيس الوزراء دفعه لزياة الخيمة. اولمرت يخفي عنه معلومات حول المفاوضات الجارية مدعيا انه يسرب معلومات للصحافة. زيارته التضامنية هذه كانت خطوة انتقامية من اولمرت.

خلال ايام قلائل سيكون باراك واولمرت اشخاصا من الماضي. ورغم ذلك هناك في المجابهة بينهما اهمية معينة. هي تتعلق بمسائل مشحونة جدا مثل مسالة من الذي يؤخر اطلاق سراح جلعاد شليت وهل انتهت عملية غزة بالفشل. ولماذا، ومن الذي قال الحقيقة في قضية العلاقات بين اسرائيل وحماس.

اولمرت يتهم باراك بالانهزامية في الواقع وتشويه الحقيقة والتفريط بجلعاد شليت. باراك يتهم اولمرت بالاهتمام بالسياسة وعدم الفهم في الشؤون الامنية والعسكرية والتفريط  بجلعاد شليت. وربما كان هذا تحليله فقط.

في جلسة الحكومة في يوم الاحد القى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "امان" عاموس يدلين محاضرة طويلة. في السياق ذكر الترتيب مع حماس. انا اطرح الامور بصورة خالصة.

اولمرت: "لم يقرر اي طرف في اية مرحلة التوصل لذلك الترتيب اثر عملية الرصاص المصهور"

يدلين: "ولكني رايت ان هناك اتصالات حول قضية الترتيب"

اولمرت: "اجل ربما بين المصريين وحماس".

باراك: "بالنسبة للمشادة بين رئيس الوزراء ورئيس شعبة الاستخبارات في قضية الترتيب مع حماس اريد ان اقول موقفي بصدد الواقع. ايضا عندما اعرف ان هذا الواقع مغاير لموقف رئيس الوزراء.

"حسب ما اعرف كانت هنالك اتصالات لهذا الترتيب بواسطة المصريين. وفي الواقع امور ايضا مثل المعابر او مكافحة التهريبات والهدوء في التجمعات الجنوبية هو ترتيب ايضا حتى وان لم يطلقوا عليه     ذلك. هذه الامور تؤثر ايضا على تسريع عملية اعادة شليت.

"هناك حقيقة يتوجب على اعضاء الحكومة ان يستوعبوها: كل عملية كبيرة وكل حرب في تاريخ اسرائيل انتهت بالحسم السياسي".

لفني: "ماذا عن السور الواقي؟"

باراك: "بعد عملية السور الواقي كان هناك 550 قتيلا اسرائيليا اخرين".

لفني: "هذا ليس لان العملية لم تنته بالترتيب مع حماس"

باراك: "معنى ذلك ان العملية كانت فقط محطة على الطريق للواقع حيث تغيب الموجة في اخرها. الاتصالات من اجل الترتيب مع حماس لم تجر فقط بواسطة عاموس جلعاد وانما ايضا بواسطة ممثلين عن رئيس الوزراء ومن بينهم المستشار السياسي لرئيس الوزراء تروجمان ورئيس الشاباك"

اولمرت: "هم لم يتحدثوا عن قضية التسوية والترتيب مع حماس بصورة قاطعة"

باراك: "انا لا اقترح الدخول في ذلك خصوصا ليس في هذا الاطار".

اولمرت: "رغم ذلك، من المهم ان نعرف. فحفيدي سيكتب ذات يوم وظيفة عمل ويقرأ البروتوكولات".

اولمرت ذكر باراك انه في جلسة المجلس الوزراي قبل اسبوعين تقرر بالاجماع ايقاف المفاوضات حول فتح المعابر مع مصر. باراك صوت مع الاقتراح.

باراك : "انا لست متاكدا ان القرار كان مبررا ولكنه كان شرعيا... انا اعتقد انه كان بامكاننا ان نكون اليوم في وضع يمكننا ان نجري فيه المفاوضات حول شليت في بيئة افضل حيث يسود الهدوء في الجنوب. وحيث يكون لدينا خيار عملي بان نكون في وضع هدوء".

اولمرت: "انا مجبر بان اقول انك تواصل نفس نهجك وهو خداع العالم كله وقول امور لا اساس لها من الصحة. توجهنا نحو التهدئة في حزيران 2008 وانت الذي اجريت الاتصالات تصورك في ذلك الحين كان مثل الان التوصل الى شيء غامض غير دقيق وغير واضح وغير مكتوب . من دون اتفاق صريح قد نفقد مصالح حيوية لامننا. في التسوية السابقة قلت ان قضية التهريبات تعتمد على طرف واحد وهو رئيس الشاباك. هو سيكون مسطرتنا كما قلت انت. ان قال انه سيكون هناك تهريب سنرد فورا. وقلت ايضا اننا سنرد على كل قصف من الراجمات. في الواقع تطورت الامور على الارض بصورة مغايرة. من اليوم الاول كانت هناك تهريبات وحذرت المسطرة بصورة منهجية، الا اننا احجمنا عن القيام مما كان علينا القيام به. طوال كل الفترة كان هناك اطلاق نار مقطع ولم نرد عليه ايضا. التهدئة اسهمت في شيء واحد فقط: هي اعطت شرعية دولية لعملية الرصاص المصهور.

اثر العملية تبلورت ثلاثة اراء في الثلاثية: تسيبي لفني عارضت الترتيب مع حماس بصورة جارفة. باراك ايدها بصورة قوية. انا لم استبعد شيئا باستثناء قضية جلعاد شليت. ما يقترحه باراك هو ان نبرهن لانفسنا بانه لم تكن هناك اية قيمة للعملية. وبعد ان نشطب العملية هو يقترح علينا ان نقبل كل الشروط التي اقترحوها علينا قبلها. نحن نبذل  جهود كبيرة لاطلاق سراح شليت بما في ذلك اضفاء مرونة لم يكن لها مثيل في قضية قوائم السجناء المطلوبين. ولكني لن اجلب لحكومة قائمة للمصادقة لانني ان جلبتها (قبل الاتفاق) فلن يكون هناك اتفاق ابدا. ساطرح القائمة فقط بعد ان يتم الاتفاق، وحينئذ ستكون هنا ايضا قلوب مكسورة كثيرة".

اولمرت على قناعة ان الاغلاق الجزئي للمعابر يعطيه رافعة لاضفاء المرونة على موقف حماس بصدد اطلاق سراح شليت. باراك على قناعة ان هذا كلام فقط وان المعابر مفتوحة في الواقع وكان على اولمرت ان يسرع المفاوضات فور انتهاء العملية الا انه فوت الفرصة. اولمرت على قناعة ان باراك قد ازال معارضته للعملية فقط لانه امل بمكسب سياسي منها والان حيث لم يكسب شيئا وفشل في الانتخابات وفي المجال العسكري، ها هو يفقد صوابه ولا يعرف للراحة طعما.