خبر طلب اللحظة الأخيرة .. هآرتس

الساعة 10:56 ص|13 مارس 2009

بقلم: يوئيل ماركوس

هذا طلب اللحظة الاخيرة لمواطن قلق من تسيبي لفني: ارفعي الهاتف الى بيبي وقولي له بانكِ مستعدة للانضمام الى حكومة وحدة برئاسته. أعرف انه تغيظك حقيقة انه رغم أن كديما انتصر بفارق مقعد واحد، بيبي سيكون رئيس الوزراء، ويوجد هنا ايضا عامل مفهوم من الأنا. لعلكِ تعتقدين في قلبك "هيا نرى كيف ستتدبر مع هذه الحكومة الضيقة التي طبختها لنفسك". ولعلك تهزأين في قلبك من بوغي يعلون، الذي سيتعين عليه كوزير للدفاع أن يحتذي احذية ليست عالية، على حد قوله في حلفة الوداع لمنصبه كرئيس للاركان، بل مجرد حذاء بيتي.

فانتِ تعرفين هذه المواد عن كثب. تذكرين المناوشات، اختطاف الميكروفونات وقلب الطاولات في جلسات مركز الليكود. وكفتاة شابة بقيت في ذاكرتك، على أي حال، حقيقة ان مناحيم بيغن خسر ثماني مرات في الحملات الانتخابية، الى أن وصل مع ذلك الى الحكم وجلب لنا السلام مع مصر، ولكنه تحطم نفسيا بسبب سلوك اعضاء حزبه ومظاهرات الاحتجاج امام منزله، التي ركزت على عدد الضحايا في حرب لبنان.

أذكر هنا بيغن، لانه في فترة "الانتظار" انضم دون شروط الى حكومة طوارىء وطنية، دون أي حساب ودون أي حقيبة. وبعد التحول ضم الى الائتلاف حزب داش الذي بالصدفة حصل على ذات عدد المقاعد التي لليبرمان، ولكن تأثيره كان كحجمه الصغير.

هيكل حكومة بيبي، الذي يكتسي لحما وجلدا، يذكر بشخصية مركزية في فيلم رعب. كتلة من 15 مقعدا، معظم اعضائها غير معروفين ، سيصمم طابع حكومة اسرائيل القادمة. التفكير بان الشخصية المركزية هنا – أفيغدور ليبرمان – حاول أن يملي من سيكون وزير العدل في اسرائيل، فيما هو نفسه يقف قبل لائحة اتهام غير بسيطة – هو تفكير لا يطاق. هذه المرة لن يكون ممكنا الادعاء انهم لم يكتشفوا ذلك قبل أن يتوج ملكا لاسرائيل، من سيقرر من يكون وزير الامن الداخلي، الذي يعالج خمس سكان اسرائيل، والذي برأيه المعلن الولاء هو الشرط لمواطنتهم. وفوق كل شيء – هو يأخذ لنفسه حقيبة الخارجية، واجهة العرض للدولة.

كيف حصل أن شخصا كهذا سيمثلنا في اوروبا، التي حتى بدون ليبرمان ترى فينا مجرمي حرب وقتلة اطفال؟ كيف سيقنع باننا لسنا كما نظهر في الصورة؟ "في اوروبا يشبهون ليبرمان بهايدر النمساوي"، يقول سيلفان شالوم. إذن لنفترض ان سيلفان غاضب على بيبي لعدم ايفائه بوعوده، هذا لا يعني أنه ليس محقا. وزير الخارجية لا يمكنه ان يتحدث كحارس بار. كيف سيدير حديثا مع مبارك الذي بعث به ذات مرة من على منصة الكنيست الى الجحيم، وفي مرة اخرى هدد "بقصف سد أسوان"؟

عندما صعد بيغن الذي تحدث كل حياته عن ارض اسرائيل الكاملة، الى الحكم عين موشيه دايان وزيرا للخارجية. وعندما سئل لماذا أدخل مبايي بالذات الى هذا المنصب المحبوب أجاب: "اريد رجلا عظماء العالم يقفون على اقدامهم احتراما له حين يأتي كوزير خارجيتنا الى مكاتبهم". في مرحلة معينة، في منتصف 77، حين خططت ادارة كارتر لمؤتمر دولي، عرض علينا السؤال اذا كنا مستعدين للبحث في موضوع القدس ايضا. دايان اتصل ببيغن من نيويورك واقنعه بان يوافق. وكما هو دارج عندنا تسرب النبأ الى العناوين الرئيسة. جواب بيغن كان مقتضبا: "ما هي المفاوضات؟ هم سيقولون تقسيم القدس ونحن نقول لا".

من يدخل الى سريره قطا لا ينبغي ان يفاجأ اذا ما استيقظ ليجد البراغيث. قيام حكومة ضيقة يكون ليبرمان فيها الشخصية المركزية، من شأنه أن يلحق ضررا بسلطة القانون في الدولة ويدفعها نحو مواجهة مع الادارة الامريكية. ليس واضحا ايضا كم من الوقت ستصمد حكومة بيبي الضيقة، مع ليبرمان والاتحاد الوطني.

ليس صدفة أن أفيف بوشنسكي الذي كان اليد اليمنى لبيبي كرئيس للوزراء، كتب في "هآرتس" هذا الاسبوع ان حكومة ضيقة وهشة هي مشكلة عويصة بل وموضع ابتزاز كامن. في مقال افتتاحي في العدد الاخير لمجلة "نيكودا" كتب أن ليبرمان حدد لنفسه هدفا: رئاسة الوزراء في الانتخابات القادمة".  كيفما نظرنا الى الوضع، يا تسيبي لفني، فان حكومة بيبي في صيغتها هذه ليست جوابا على المشاكل الخطيرة للدولة في هذه اللحظة. وبقرارك البقاء في الخارج، او اشتراطك انضمام كديما بـ "التناوب" فانك تكونين اخذت على نفسك مخاطرة مزدوجة. خطر ان يتفتت كديما في المعارضة وكذا ان تقود الحكومة الدولة الى اماكن لا نرغب في الوصول اليها.

مبدئيا انت مستعدة لحكومة وحدة. "التناوب" هو بالاجمال قطعة ورق، على مثلها اجاب ذات مرة شمير لسياسي سأله ماذا سيفعل بتعهد مكتوب لم يحترم. علقه على الحائط، اجاب شمير. وبالفعل، هذا التناوب موهوم. فلا تضعي على كفة الميزان الأنا خاصتك مقابل مصلحة الدولة.

بيدك الان المفتاح لمستقبل الدولة: ارفعي الهاتف لبيبي.