خبر وزير التربية والتعليم بغزة : تشكيل لجان لحذف جوانب من منهاج الثانوية العامة

الساعة 08:07 ص|13 مارس 2009

د. محمد عسقول وزير التربية والتعليم في حديث لـ"فلسطين":

الوزارة تغلبت على أزمة الحرب وستعالج ملف المعلمين المساندين

 (إسرائيل ) تقتل "160" طالباً وتدمر "13" مدرسة

تشكيل لجان لحذف جوانب من منهاج الثانوية العامة

 

أكد وزير التربية والتعليم  د.محمد عسقول، أن وزارته تغلبت على الآثار التي تركتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة،  مشيرا إلى أن وزارته عملت على إلغاء الامتحانات النهائية للفصل الأول، وذلك مراعاة منها للظروف الصعبة التي كان يمر بها الطلبة إضافة إلى استهداف عدد من المدارس من قبل الاحتلال.

 

وأشار في حديث لـ"فلسطين" إلى أن وزارة التربية والتعليم ستقوم بإجراء مقابلات للمعلمين المساندين على أن يتم تثبيت الناجحين منهم ، موضحا أن عدم تثبيت الناجحين في اختبارات الوظيفة 2006-2007-2008 يعود لأسباب مالية متعلقة بالانقسام بين شطري الوطن .

 

خسائر بسبب الحرب

 

وقال د. عسقول :" إن مقر الوزارة تأثر بشكل غير مباشر من القصف المجاور لوزارة العدل كما تعرضت العديد من المدارس للقصف والهدم من قبل الآلة العسكرية الإسرائيلية (...) وهناك 13 مدرسة غير صالحة للاستخدام وبحاجة لإعادة بناء".

 

وبين أن الوزارة تجاوزت الأزمة من خلال ضم الطلاب الموجودين فيها سابقاً إلى مدارس بها فترة واحدة فقط.

 

وبالنسبة لطلاب الثانوية العامة ، قال د.عسقول :"نحن ننظر إلى المناهج بأنها بحاجة لإعادة النظر فيها ونأمل أن تتوفر الفرصة من حيث درجة الاستقرار وإنهاء حالة الانقسام لتمنحنا المجال للنظر في هذه المناهج "، مضيفا :"شكلنا لجاناً لحذف بعض الجوانب من منهاج الثانوية العامة للخروج بنتائج تساهم في الحفاظ على مستوى طالب الثانوية العامة ليكون مؤهلاً لدراسة الجامعة ولتخفيف بعض العبء " ، مشيرا إلى أن السبب الجوهري في التخفيف وهو الوقوف بجانب الطلاب بما لا ينعكس سلباً على التعليم .

 

 وذكر د. عسقول بأن القصف بدأ في اليوم الاول لامتحانات نهاية الفصل الأول مما  فرض علينا توقف العملية التعليمية .

 

وأوضح وزير التربية والتعليم أن الحرب الأخيرة أثرت على الوزارة التي قامت بإلغاء امتحانات الفصل الأول كما استشهد نحو  160 طالباً.

 

ليست الأولى

 

وأشار إلى أن أزمة الحرب ليست الأولى فسبقها الحصار وقبله الحواجز وعمليات الاجتياح المتكررة  فالحرب الأخيرة لم تضف شيئا  كبيرا  لكنها تميزت بأنها كانت مكثفة وواسعة وغير متوقعة ، مشيرا إلى أن الحرب أثرت كثيرا على معنويات الطلاب والمدرسين، والأهالي الذين انتابتهم حالة من الضغط النفسي لما عايشوه من قتل الأطفال والنساء وتدمير البيوت على ساكنيها، مما  أثر على العملية التعليمية سلباً ، قائلا :"بفضل الله بدأنا الفصل الدراسي قبل بدايته الطبيعية بأسبوع  واستثمرنا هذا الأسبوع بإحداث تفريغ نفسي للطلاب لأننا معنيون بأن يبقى الطالب بمعنوية عالية".

 

وأضاف د.عسقول :"قبل اليوم الأول من الدوام المدرسي قامت دائرة الإدارة العامة للإرشاد النفسي بورشة عمل مفتوحة استعانت فيها بخبراء من خلال المؤسسات المختلفة وعبر الميدان ووضعت خطة محكمة قبل الأسبوع الأول للدراسة ونفذت خلال الأسبوع البرامج الترفيهية لإحداث عملية التفريغ"، مبينا أن الوزارة منحت الفرصة للعديد من المؤسسات التي عملت في معظم المدارس وتعاملت مع المتعلم مباشرة أو المعلم لإعداده وتدريبه، وما زالت تعمل حتى الآن للدعم النفسي للطلاب.

 

وأشار إلى أن مجلس الوزراء أقر تشكيل لجنة للدعم النفسي برئاسة الوزارة وعضوية الشباب والرياضة والثقافة لمواصلة العمل ،قائلا :"هناك زيارات ميدانية للمدارس وحصر أضرار ومتابعة ستستمر حتى لما بعد نهاية العام".

 

"المساندون"والتثبيت

 

وبخصوص المعلمين المساندين ، نوه د.عسقول  إلى أن حالة من الاحترام والتقدير والوفاء تكنها الوزارة للمعلمين المساندين، حتى أننا التزمنا بدفع رواتبهم خلال الحرب (..) وجددنا لهم لمدة فصل آخر لأننا بحاجة ماسة لهم على الأقل لنهاية العام".

 

وأضاف :"تم مقابلة معظمهم مع مدراء المدارس لتقييمهم وسيتم تثبيتهم بناء على ذلك (..) عدد المدراء المكلفين بالتقييم هو 33% من الموجودين ".

 

وعن شكوى بعض المساندين من عدم كفاءة بعض المدراء للتقييم ، قال :" الطعن في تقييم المدير من حيث المبدأ غير مقبول لأن المدير يعتبر موجهاً دائماً في المدرسة ويستطيع الحكم على أداء المدرس، ولا يمكن القول بأن التقييم عادل بشكل كامل، ولا يمكن أن نقول أن هناك تقييماً يصدر حكماً صحيحاً ..ولكن التقييم هدفه تنظيم عملية المقابلة، ومن ثم إجراء مقابلة مع الناجحين وفرزهم ".

 

وفي معرض رده على سؤال حول عدم تشكيل الوزارة لجنة خاصة بعملية التقييم ، قال :" في الحقيقة يوجد مشرفون على عملية التقييم في المديريات لدى الإدارة العامة للإدارات و الإدارة العامة للإشراف وهما معنيتان بشكل مباشر بالموضوع ولا نستطيع تشكيل لجنة وزارية للإشراف على عملية التقييم لأن ذلك  من اختصاص المديريات".

 

وأضاف :"يمكن أن تكون هناك متابعة مركزية لها من الإدارات المعنية(..) لم يكن هناك احتجاج من المساندين على نتائج التقييم سابقاً ولكن بمجرد أن تبيّن أن النتائج  ستصبح أساسا  لفرز المعلمين من أجل إجراء مقابلات بالأولوية فبدأت ترد إلينا شكاوى  "، مشيرا إلى أن الوزارة عندما قررت أن توظف مَنْ تقديرهم جيد جدا لم تستثن الجيد، لكنها قررت أن تكون الأولوية للجيد جدا ثم بعد ذلك للجيد بجانب معايير متعلقة بنتائج المقابلات والتخصص والخبرة. وبين الوزير أن جميع المساندين أجريت معهم مقابلة ما عدا من كانت هناك فرصة لتعيينهم من خلال مقابلات أجريت بداية العام، موضحا أن تثبيت المساندين لن يكون على حساب المتقدمين لوظائف 2006-2007 و2007-2008 .

 

الخريجون ..أزمة متجددة

 

ولفت إلى أن عدم تثبيت معلمي 2006-2007 – 2008 "الذين لهم ملفات تعيين قبل المساندين " يعود لأسباب مالية وليس هناك أي بعد فني ، قائلا :"حل ملفهم مرتبط بحالة الانقسام الموجودة الآن، وفي حال التوصل إلى أي اتفاق، سيعالج ملفهم تلقائيا فنحن نتحمل المسؤولية كاملة تجاه هؤلاء الناس، وموضوعهم منفصل عن موضوع المعلم المساند ".

 

وتوقع أن لا يبقى مصير هؤلاء المعلمين معلقا بعقد المصالحة ، قائلا :"لا بد من معالجة ..ولا توجد أي إشكالية من النواحي الفنية والإدارية، والإشكالية فقط في النواحي المالية".

 

وحول إمكانية أن يؤثر قيام الوزارة بتوظيف عدد كبير من المعلمين على فرص الخريجين المتوقع تخرجهم في السنوات القادمة ، قال د.عسقول :"وجود عدد كبير من  الخريجين سنويا أمر طبيعي، ووجود بطالة يعود لهذا العدد من الخريجين وعدم توفر وظائف شاغرة كافية (..) فهذه المشكلة ليست جديدة ".

 

وأوضح بأن تثبيت المعلمين المساندين "خريجين جدد" ، له سبب وهو إضراب واستنكاف المدرسين عن العمل ، "وتوفر سبب اليوم لم يكن متوفراً بالأمس نتيجة لحالة الإضراب، وأيضاً لتخفيف العبء عن المعلمين الذين لم يضربوا وعدم تحميلهم فوق طاقتهم" ، مشيرا الى أن معالجة مشكلة البطالة لدى خريجي تخصصات التعليم المختلفة يكون بالتخطيط للقوى العاملة، قائلا :"سندرس الاحتياجات من خلال خطط خمسية أو عشرية وبناء عليه نفتح التخصصات التي تلبي  لنا الحاجة في خلال فترة محددة".

 

ظروف استثنائية

 

وقال :" إننا نعمل في ظروف استثنائية لتحقيق الحد الأدنى من أهدافنا التي يحتاج العمل المرهق  فيها  لقرارات سريعة (...) لكننا لو كنا في ظروف طبيعية فلا بد أن نركز على الاستراتيجيات والأهداف البعيدة المتعلقة ببناء الشخصية الفلسطينية ودور المنهج والمسيرة التعليمية في هذا البناء.

 

وأوضح أن قدر الطالب الفلسطيني أن يعيش في هذه الظروف، وان هذا اختيار إلهي وخاطب طالب الثانوية العامة بالقول :" لا داعي للقلق، نحن نأخذ بعين الاعتبار كافة الظروف والصعوبات التي يواجهها المجتمع الفلسطيني، وبالتأكيد ستتم المراعاة من خلال لجان التصحيح، ولكن أؤكد على مزيد من الاستعداد وبذل الجهد لأن البناء المعرفي في الإنسان مسؤولية كبرى سواء على الجهات المسؤولة في التعليم، أو حتى الشخص نفسه(...) اعتقد أن التطور العلمي والتكنولوجي لا يراعي الظروف، يجب أن نتطور ونتقدم علمياً بغض النظر عن الظروف المحيطة.

 

وفيما يتعلق بعودة المدرسين المستنكفين وتأثيره على المساندين، قال :"العملية التعليمية بحاجة إلى مئات المساندين في هذه المرحلة وقد نحتاج إلى عدد منهم يصل إلى ما نحتاجه خلال سنتين أو ثلاث سنوات، و الفرصة جيدة الآن وهي فرصة غير مسبوقة"، مطالبا إياهم ببذل مزيد من الجهد، وتطوير الكفاءة التعليمية بشكل متسارع حتى يحتل المعلم المساند مواقع متقدمة .

- صحيفة فلسطين