خبر مدعاة للتفاؤل الحذر.. هآرتس

الساعة 09:58 ص|12 مارس 2009

بقلم: آفي يسسخروف

توجد عدة اسباب للتفاؤل الحذر: عوفر ديكل، المبعوث الخاص لرئيس الوزراء لتحرير جلعاد شليت، يمدد اكثر فأكثر مكوثه في القاهرة. وفي نفس الوقت يمكث في القاهرة وفد من مسؤولي حماس، بينهم رجال دمشق مثل موسى ابو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي، وممثلو القيادة في غزة. وقد جاءوا الى هناك قبل بضعة ايام للبحث مع كبار مسؤولي فتح في المصالحة الوطنية. ولكن ليلة أول أمس جاء أيضا المسؤول عن الامن في حماس، مسؤول كبير اسمه غير معروف للجمهور الفلسطيني وهو يكثر من الانشغال بقضية شليت. ليس له أي صلة باتصالات الوحدة الفلسطينية.

حسب مصادر فلسطينية في القاهرة، رجال المخابرات المصريين يعملون في محاولة للتوسط والمساعدة في نزع الالغام الشديدة التي تعرقل الصفقة. فقد تلقت حماس، قبل بضعة ايام، قائمة سجناء اسرائيلية جديدة نقلها ديكل. يحتمل أن يعرف اليوم ردها.

وربما وجود ديكل بالذات يدل على جدية الاتصالات وعلى رغبة ايهود اولمرت اغلاق الصفقة قبل أن ينهي مهام منصبه. الفارق بين الطرفين، حسب تقديرات عربية، لا يزال يتعلق بالسجناء الثقيلين جدا ممن تطالب حماس بتحريرهم – قادة الذراع العسكري للمنظمة الذين خططوا ونفذوا عمليات انتحارية عديدة. ينبغي التعلل بالامل بان خاطفي شليت يفهمون ان  من ناحيتهم يدور الحديث عن فرصة مهذور هدرها. عندما سيكون نتنياهو رئيسا للوزراء، سيكون اصعب عليهم استكمال الصفقة ولعله يحصل غير المتوقع وفعل النهاية لاولمرت سيجلب شليت عائدا الى أبويه.

من الصعب تجاهل التشاؤم لدى الجالسين في خيمة الاحتجاج لدى عائلة شليت. المئات من الاشخاص أموا المكان، وسائل اعلام، منتخبو جمهور، وزراء. ولكن رئيس الوزراء، الذي اقيمت الخيمة امام منزله، لم يبادر بعد الى لقاء مع ابوي الجندي المخطوف. شعور ابناء العائلة هو انه اذا كان اولمرت لا يطلب رؤيتهمان فيبدو أن ليس لديه بشائر يمكنها أن تبث املا حقيقيا. بعضهم شبعوا حتى الان من لقاءات انتهت مثل "نحن نفعل كل شيء كي نحرر جلعاد في اقرب وقت ممكن". العائلة لا تتطلع على آخر تطورات الاتصالات وتتغذى من وسائل الاعلام اساسا. بالنسبة لها هذه معركة بكل معنى الكلمة.

في كل يوم تستقبل العائلة ضيوفا كثيرين. الناس يأتون من كل ارجاء البلاد، يحيون، يصافحون، يجلبون ارساليات من الوجبات تتراكم في زاوية الخيمة. وجبات كثيرة لدرجة ان رجل بلدية القدس جاء ونقلها الى جمعيات المحتاجين. السيارات التي تمر في شارع غزة تطلق صافراتها اشارة تضامن. السواقون يسارعون في طريقهم فيما أن عائلة شليت تبقى. الدعم الجماهيري يدفء القلب، يشجع واحيانا يخنق بعض الشيء. ولكن من المكان الاهم، منزل رئيس الوزراء في شارع بلفور، لم تنطلق البشرى بعد.

اليوم، ينضم الى الخيمة شقيق جلعاد، يوئيل، الذي اخفي حتى الان عن وسائل الاعلام. لعل حضوره يبث حياة في الكفاح. امس زار هناك الوزير بنيامين بن اليعيزر، رئيسة الكنيسة المنصرفة داليا ايتسيك، الوزير اسحق كوهين، اللواء احتياط عميرام لفين، وعائلات ثكلى. هم لم ينجحوا في اخفاء التشاؤم.

محادثات مصالحة

أول امس اجتمع في القاهرة لاجراء محادثات مصالحة وفدا من حماس وفتح. وحسب التقارير من هناك، يحتمل في أن يعلن في الـ 48 ساعة القادمة اتفاق عن اقامة حكومة وحدة فلسطينية. وتبقى هذه الحكومة حتى الانتخابات المبكرة للرئاسة والبرلمان. ولكن حماس تعيش في ورطة غير سهلة. في اطار مفاوضات على صفقة شليت، يتوقع الجمهور الفلسطيني من الحركة أن تطالب بتحرير قائد تنظيم فتح مروان البرغوتي. ولكن في حماس يفهمون جيدا أيضا نتائج الاستطلاع الاخير في المناطق – البرغوثي من شأنه ان يهزمها بسهولة في الانتخابات للرئاسة. الفارق بين وبين رئيس حكومة حماس اسماعيل هنية دراماتيكي جدا (61 في المائة مقابل 34 في المائة)، وان تحريره من شأنه أن يكون ضربة موت لتطلع حماس الى الرئاسة. التأييد للبرغوثي هو ضمن امور اخرى تعبير عن تعب الفلسطينيين من السياسيين الحاليين الذين لم ينجحوا في تحقيق انجاز ذي مغزى. اما البرغوثي ، البطل الوطني المعتقل، فيبقى الامل الوحيد بالتغيير.

صفقة شليت ستسمح لحماس بتوجيه الراي العام في صالحها بتحرير 450 سجينا. ولكن من أجل ان تفعل ذلك يجب على حماس ان تنهي المفاوضات قبل نهاية ولاية اولمرت. ومع ذلك، فان استكمال الصفقة معناه ايضا ان تضطر حماس الى التصدي للخصم السياسي البرغوثي، الاخطر من رئيس السلطة ابو مازن بكثير.

وهاكم قرار آخر يبدو أن اولمرت لن يتخذه. بدل تحرير حماس للبرغوثي وتعزيز الحركة، يمكن تحريره مسبقا كبادرة لابو مازن وسرقة الاوراق من حماس.