خبر قصاب في الميدان.. معاريف

الساعة 09:57 ص|12 مارس 2009

بقلم: عوزي بنزيمان   

هذا المساء يعتزم موشيه قصاب تقديم روايته للجمهور عن التحقيق الذي يجري ضده منذ اكثر من سنتين ونصف السنة، للاشتباه بجرائم جنسية خطيرة للغاية. في ذات الفرصة سيقدم رأيه علنا في سلوك المستشار القانوني للحكومة والنيابة العامة للدولة في قضيته. هكذا يعلن مقربوه ورجال العلاقات العامة لديه. مع أن محامي الرئيس افيغدور فيلدمان قال أول أمس في مقابلة في صوت اسرائيل ان عقد المؤتمر الصحفي لم يكن بالتشاور معه، ولكن هذا محاولة للظهور بالبراءة. فيلدمان، ومثله بطارية المستشارين الاخرين التي تحيط بالرئيس السابق يفعلون في الاسبوع الماضي على أي حال ما سيفعله قصاب هذا المساء – يجرون محاكمته الى ميدان المدينة.

المحامون المتعلمون، المستشارون الاعلاميون وافراد عائلة المشبوه يملأون في الايام الماضية قنوات الاتصال بفتاوى حول طبيعة قرار ميني مزوز وموشيه لادور رفع لائحة اتهام ضد قصاب حيث تنسب له ضمن امور اخرى جريمة الاغتصاب. السور الواقي الذي يحمي قصاب يدعي بلغة لا تقبل التأويل بان القرار لرفع لائحة اتهام ضده مصاب باعتبارات غريبة، مضلل من ناحية قانونية ويوجد فيه خضوع لضغوطات مرفوضة.

للوهلة الاولى كان يمكن التوقع من قصاب ان يقبل التحدي الذي وجهه اليه ميني مزوز فيفضل توجيه البحث في قضيته الى المحكمة. فهو يدعي بان الاتهامات الموجهة اليه هي فرية نكراء. وهو يحتج على أن وسائل الاعلام سفكت دمه، ولم تسمح له بفرصة نزيهة للدفاع عن اسمه. وهو يعتقد بان جرائم من النوع المنسوب له يجب أستيضاحها في المحكمة وليس في الساحات العامة. ومحاموه قالوا انه بسبب التغطية الاعلامية الصاخبة التي تترافق والقضية، فانهم كفيلون بان يطالبوا باغلاق الملف لاعتبار "الحماية من العدل" (اجراء قضائي نادر تتخذه المحكمة حين تقتنع بان المتهم لن يحظى بمحاكمة نزيهة او أن في ادارة المحاكمة ثمة نوع من المس باحساس العدل والنزاهة).

وها هو قصاب وجماعته المهنيين المرافقين له، فيرفعون الى ذروة لا مثيل لها الضجيج الاعلامي المترافق واجراءات التحقيق والمحاكمة. المتهم يوشك على الوقوف اليوم امام الجمهور ليطرح بالبث الحي والمباشر على مدى اربعين دقيقة روايته عن لائحة الاتهام.

بعد ذلك سيدعي محاموه بانه لا يجب تقدم موكلهم الى المحاكمة لان المحكمة، في أي تركيبة كانت، مصابة منذ البداية برأي مسبق ضده، كون تفاصيل الملف والشهادات انكشفت على الملأ. هذا التكتيك ليس جديا في قيادة قصاب. من اللحظة التي اندلعت فيها القضية فانه هو ومقربيه لم يظهروا عفة خاصة في الاتصال بوسائل الاعلام. فقد غذوها بالروايات وبالفتاوى واستغلوها كي يشهروا بالشاهدات والمشتكيات وبذلوا كل ما في وسعهم كي يخلقوا رأيا عاما عاطفا تجاه المشبوه. قصاب نفسه، في موقف لا ينسى، ظهر بالبث الحي والمباشر في كل قنوات التلفزيون وهاجم وسائل الاعلام مدعيا بانها تحسم مصيره مسبقا، واحتج على سلوك المستشار القانوني للحكومة بل واتهمه بعدم قول الحقيقة.

صحيح أن استخدام وسائل الاعلام من قبل قصاب ورجاله لم يكن من طرف واحد. الشرطة والنيابة العامة استخدمتها ايضا والصحافة نفسها، بمبادرتها وحسب فهمها لدورها، لم تسهل عليه حياته. ولكنه لا يمكنه أن يشتكي من أن مصيره تقرر في وسائل الاعلام. بكلتي يديه سيواصل هذا المساء صب الزيت على هذه الشعلة، فلا داعي ان يأتي غدا مطالبا باغلاق الملف بدعوى أن الاجواء حوله متلظية ولا تسمح باستيضاح موضوعي لقضيته.