خبر التربية والتعليم: استشهاد 164 طالبا وإصابة 454 وقصف 158 مدرسة خلال العدوان

الساعة 02:15 م|11 مارس 2009

فلسطين اليوم: غزة

قالت وزارة التربية والتعليم العالي- الإدارة العامة للعلاقات الدولية، دائرة الإعلام التربوي، إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 164 طالباً وطالبة في المدارس الحكومية، وإصابة 454 آخرين، واستشهاد 12 معلماً ومعلمة وإصابة 5 آخرين.

 

وأفادت الوزارة في تقرير أعدته دائرة الإعلام التربوي فيها حول الآثار التدميرية على العملية التعليمية التي خلّفها العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة من 27/12/2008– 18/1/2009، بأن 158 مدرسة تعرضت للقصف والاعتداء والتخريب، و8 مدارس دمرت بشكل شبه كامل، 5 منها لم تعدْ تصلح للتعليم، إضافة لتدمير كلي لمدرستين تتبعان للقطاع الخاص و30 بشكل جزئي، وتدمير 3 مدارس تابعة لوكالة الغوث بشكل جزئي، وتدمير 3 مبان للجامعة الإسلامية بشكل كلي و3 بشكل جزئي، مشيرة إلى أن التكلفة التقديرية للأضرار التي لحقت بالمدارس الحكومية 12 مليون دولار.

وأكد التقرير أن إسرائيل انتهكت حق الأطفال في التعليم والحياة والعيش بحرية وأمان.

وقال التقرير:

شنّت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، حرباً على قطاع غزة لا سابق لها، استمرت 22 يوماً، بدأتها قبل ظهر يوم السبت 27 كانون الأول 2008، واستمرت لغاية يوم الأحد 18 كانون الثاني 2009، واستخدمت خلالها أسلحةً مُحرّمةً دولياً، واستهدفت المدنيين فيها بصورة رئيسية، فكان معظم الضحايا من الأطفال والنساء، الذين شكّلوا أكثر من 43% من عدد الضحايا، كما المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية بصورة مقصودة ومتكرّرة، وبذلك أصيبت أسرة التربية والتعليم والقطاع التربوي على وجه العموم، بضربة قاصمة، جراء الجرائم البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق أطفال قطاع غزة، واستهدافهم بصورة همجيّة، ضارباً بآلته التدميرية كل معاني الإنسانية، والقوانين والأعراف الدولية. فأعداد القتلى بين الأطفال تُدلّل على مستوى الوحشيّة التي وصل إليها هذا العدوان، ومقدار التمادي في القصف العشوائي والمُدمّر دون تمييز، إمعاناً في التسبّب بالقتل والتدمير.

انتهاك حق الأطفال في التعليم والحياة الحرة الكريمة

انتهكت إسرائيل حق أطفال فلسطين في الحياة، إذ قتلت المئات منهم، وجرحت المئات، فرحل كثيرون، وبقي جزء كبير منهم يعاني ويلات فقد ذويه وزملائه ويقاسي من الضغوط النفسية وآلام القهر والحزن على ما أصابه وأصاب أهله وزملاءه.

كما انتهكت حقهم في التعليم إذ حرمتهم من الالتحاق بمدارسهم، التي لحق بها دمار كبير، فلم يعد هناك مكان يتلقون به العلم، وهدمت بيوتهم فلم تعد لهم بيوت، وضاعت كتبهم وحقائبهم وملابسهم، فعادوا إلى حياة بدائية بسيطة، تفتقر إلى أدنى مقومات العيش والحياة الحرة الكريمة.

شهداء وجرحى وقصف مدارس وجامعات

فعلى الصعيد البشري، أدّت حرب إسرائيل الغاشمة إلى استشهاد (164) طالباً وطالبة من المدارس الحكومية، وإصابة (454) طالباً وطالبة بجروح وإصابات متنوّعة ومتفاوتة، معظمها بتر اليدين أو القدمين أو تشويه الوجه، كما فقدت الأسرة التربوية (12) معلماً ومعلمة قضوا شهداء، وأصيب (5) معلمين بجروح مختلفة، جرّاء قصفهم بصواريخ طائرات أف 16 والهليكوبتر، وشظايا قذائف الدبابات والمدفعية وقذائف القنابل الفسفورية المُحرّمة دولياً.

الأضرار التي لحقت بالمدارس الحكومية

ومن بين (384) مدرسة حكومية تضم (250) ألف طالب وطالبة، دمّر جيش الاحتلال (8) مدارس تدميراً شبه كامل، منها (5) مدارس أصبحت ركاماً وغير صالحة للتعليم، و (3) مدارس دُمّرت جزئياً وتحتاج إلى جهود كبيرة وأموال طائلة لتأهيلها وإعادة إعمارها. وفي المحصلة تعرّضت 158 مدرسة للقصف والتدمير والاعتداء والتخريب.

وتبلغ التكلفة التقديرية للأضرار التي لحقت بمباني المدارس الحكومية في القطاع، نحو 12 مليون دولار، وقد تراوحت الأضرار بين انهيار أسقف وجدران، وتصدّع، وخلع أبواب وشبابيك، وتدمير محتويات المدارس، من مختبرات وأثاث وحواسيب وتجهيزات وساحات ومرافق. وتعرّض مبنى الوزارة الرئيسي أيضاً للقصف بصواريخ الطائرات، مما أدى إلى تصدّع الجدران وخلع الأبواب والشبابيك وتحطيم الأثاث والتجهيزات المكتبية. وقُدّرت الخسائر التي لحقت به بنحو 150 ألف دولار، وكان تم بناء المقر قبل 5 سنوات بدعم من الحكومة النرويجية.

المدارس الخاصة ورياض الأطفال

وفيما يتعلق بالمدارس الخاصة ورياض الأطفال، فقد تعرّضت المدرسة الأميركية الدولية قرب بيت لاهيا شمال القطاع للتدمير الكلي، وهي من أرقى مدارس غزة، تسير وفق النظام الأميركي. وتبلغ قيمة الأضرار التي لحقت بها 800 ألف دولار. كما تم تدمير مدرسة دار الفضيلة تدميراً شاملاً وتقدر قيمة الأضرار التي لحقت بها بنحو 2 مليون دولار، بالإضافة إلى تدمير جزئي لـ (11) مدرسة خاصة، وتدمير 5 رياض أطفال تدميراً كاملاً، و 30 روضة تعرضت للتدمير الجزئي.

وواجهت الوزارة عدداً من الإشكالات في مدارس شمال قطاع غزة، التي بلغت نسبة الخسائر فيها 90% من مجمل الخسائر، ما دفع بعض المدارس إلى جمع صفّين وثلاثة في غرفة واحدة، ليصل عدد طلاب الصف الواحد إلى 120 طالباً، الأمر الذي يؤثر على قدرة استيعابهم.

مجزرة مدرسة 'الفاخورة' في مخيم جباليا

وشكّل قصف وتدمير مدارس وبصورة مقصودة في ظل وجود عائلات لجأت إليها طلباً للحماية، جريمة بشعة تخالف جميع القوانين والأعراف الدولية. وتمادت قوات الاحتلال الإسرائيلي في استهداف المدنيين، وقتلت المزيد من الأطفال وأبادت عائلات بأكملها.

فقد تعرضت مدرسة 'الفاخورة' في مخيم جباليا شمال قطاع غزة التابعة لوكالة الغوث 'أونروا'، إلى هجوم دموي في السادس من كانون الثاني/ يناير، بأربع قذائف، مما أدّى إلى استشهاد أكثر من 50 شخصاً، وإصابة العشرات بجراح ممن لجأوا إلى المدرسة هرباً من العدوان الإسرائيلي.

الطالب أحمد أبو ناجي (13 عاماً) الذي يسكن في مكان قريب من المدرسة، كان من بين شهود العيان على الجريمة الإسرائيلية، قال إنه كان من أول الذين وصلوا إلى مكان الجريمة وشاهد الأطفال والنساء على الأرض، وشعر بالإغماء وهو ينظر إلى الدماء والأشلاء المتناثرة.

ووفقاً للمعلومات التي جمعتها مؤسسة 'الحق'، فقد وقعت ثلاث قذائف خارج السور المحيط بالمدرسة من الجهة الجنوبية، في حين أصابت قذيفة رابعة منزل معين وسمير ذيب المحاذي للمدرسة، الأمر الذي أدى إلى مقتل 12 شخصاً من العائلة بينهم 5 أطفال.

إن ما حصل في قطاع غزة من جرائم، يُثبت بما لا يدع مجالاً للشك، استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين وقتلهم بصورة مقصودة، فضلاً عن استهدافها للأعيان المدنية، بما فيها المدارس وتدميرها.

فحسب ما أعلنه (بان كي مون) الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة ومسؤولون في 'أونروا'، فإنه تم إعلام قوات الاحتلال مسبقاً بأماكن المدارس والمقار التابعة لها، وتم إعطاؤها مختلف الإحداثيات اللازمة، ورفع أعلام الأمم المتحدة عليها. وقال: رغم ذلك فقد تم استهداف مدارس تابعة للوكالة، وبضمنها مدرسة الفاخورة، هذا أمر غير مقبول.

المدارس التي تعرضت للتدمير وحجم الأضرار

 

الرقم

اسم المدرسة

وصف التدمير وحجمه

تكلفة إعادة البناء

1-

ذكور معاوية بن أبي سفيان

تدمير 12 غرفة صفية وملحقاتها وسورها وتمديدات المياه والمجاري والكهرباء

400.000$

2-

ذكور سخنين الابتدائية

تدمير 9 غرف صفية وملحقاتها وسورها وتمديدات المياه والمجاري والكهرباء

350.000 $

3-

أبو جعفر المنصور

تدمير 15 غرفة صفية وملحقاتها وسورها وتمديدات المياه والمجاري والكهرباء

315.000 $

4-

شهداء جباليا الثانوية

تدمير 5 غرف صفية وملحقاتها وسورها وتمديدات المياه والمجاري والكهرباء

90.000 $

 

5-

خليل النوباني

تدمير 5 غرف صفية وملحقاتها وسورها وتمديدات المياه والمجاري والكهرباء

100.000$

 

6-

قيسارية

تدمير غرف صفية وملحقاتها وسورها وتمديدات المياه والمجاري والكهرباء

70.000$

 

7-

عبسان الجديدة

تدمير غرف صفية وملحقاتها وسورها وتمديدات المياه والمجاري والكهرباء

120.000$

 

8-

غسان كنفاني

تدمير غرف صفية وملحقاتها وسورها وتمديدات المياه والمجاري والكهرباء

100.000$

9-

عمر بن الخطاب

تدمير المدرسة تدميراً جزئياً

26.000$

10-

بيت حانون الثانوية

تدمير المدرسة تدميراً جزئياً

25.000$

11-

نسيبة بنت كعب

تدمير المدرسة تدميراً جزئياً

20.000$

12-

النيل الأساسية

تدمير المدرسة تدميراً جزئياً

50.000$

13-

سفيان الرّيس

تدمير المدرسة تدميراً جزئياً

50.000$

14-

كفر ياسين

تدمير المدرسة تدميراً جزئياً

10.000$

15-

عين الحلوة

تدمير المدرسة تدميراً جزئياً

20.000$

 

كما لحقت أضرار مختلفة بعدد من المدارس في مناطق مختلفة من قطاع غزة، على النحو التالي:

40 مدرسة في شمال غزة، تكلفة إعادة البناء 400.000$

55  مدرسة في منطقة غزة، تكلفة إعادة البناء 550.000$

26 مدرسة في منطقة خان يونس، تكلفة إعادة البناء 312.000$

8 مدارس في منطقة رفح، تكلفة إعادة البناء 56.000$

قصف الجامعة الإسلامية

وتعرضت العديد من مباني الجامعة الإسلامية ومنشآتها ومختبراتها وأجهزتها للتدمير، نتيجة قصفها بالصواريخ. وكان حجم الدمار الذي لحق بالجامعة ومبانيها ومرافقها هائلاً ويفوق الوصف. وقدّرت خسائرها بنحو (15) مليون دولار.

فقد تم تدمير مبنى البنك الإسلامي للمختبرات المكوّن من 6 طوابق ويضم 7 مختبرات علمية، تدميراً كاملاً. وتقدّر تكلفة إعادة بنائه 2.250 مليون دولار وتكلفة إعادة تجهيز المختبرات 4.500 مليون دولار.

وتم تدمير مبنى الأمير تركي المكوّن من 6 طوابق ويضم المختبرات الهندسية، تدميراً كاملاً. وتقدّر تكلفة إعادة بنائه 1.260 مليون دولار وتكلفة إعادة تجهيز المختبرات 3 مليون دولار.

وتم تدمير مبنى القاعات الدراسية ومبنى الإدارة الرئيسي ومبنى الأنشطة الطلابية بصورة جزئية شملت تحطيم النوافذ والأبواب والأجهزة والأثاث. وتقدر تكلفة إعادة الإعمار 700 ألف دولار.

وقُدّرت قيمة أجهزة التحاليل الطبية فقط بمليون ونصف مليون دولار، عدا عن خسائر المراكز الأخرى التي يضمّها مبنى المختبرات العلمية مثل: مركز الدراسات البيئية والريفية الذي يقدم الخدمات للبيئة، ومختبرات الكيمياء التي تتعامل مع السموم وتحليل الأغذية. ويعتبر المختبر الذي تم تدميره من أفضل المختبرات المتطورة في مجال الفحوص الجينية.

قصف جامعة الأزهر

تعرّض مبنى كلية الزراعة والبيئة التابع لجامعة الأزهر في منطقة بيت حانون شمال القطاع للتدمير بشكل كامل بما يحتوي عليه من مبانٍ مختلفة ضمّت: الكافتيريا، والمخزن بما يحتوى عليه من مواد، ومبنى إدارة الكلية. وحسب الأستاذ الدكتور جواد وادي رئيس الجامعة، فإن خسائر الجامعة تتجاوز خمسة ملايين دولار.

وفقدت الجامعة خلال هذه الحرب الشعواء الزميلة سماح الخضري الموظفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وتم اعتقال د.محمد عبد الواحد عضو هيئة التدريس بكلية التربية من قبل قوات الاحتلال لمدة خمسة أيام متتالية، وتم استهداف الأبراج السكنية لموظفي الجامعة الواقعة بتل الهوا، وتدمير عدد آخر من بيوتهم في مناطق متفرقة من القطاع ما أدى إلى تشريد وتشتيت أسرهم.

قصف الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية

وتعرضت الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، وهي أكبر مؤسسة للتعليم التقني والمهني في قطاع غزة، للاعتداء والتخريب الذي طال مبانيها وقاعاتها والعديد من مختبراتها، بصورة أحدثت أضراراً جسيمة في عدد من مبانيها والعديد من المختبرات وملعب الطلاب الرئيسي وغيرها من المكاتب والمرافق الإدارية بعد أن كان محيط الكلية الواقعة في منطقة تل الهوى مسرحاً للأحداث الإجرامية التي طالت الشجر والحجر.

العدوان والدمار في الكلية فاق التصوّر، حيث أصاب كافّة المرافق والمباني الرئيسية، بل إن طوابق كاملة تم تدميرها، وباتت بحاجة لجهد كبير وتكلفة عالية لإعادتها إلى طبيعتها، فالطابق الخامس في مبنى الإدارة أصيب بعدّة قذائف مدفعية أحرقت عدداً من المكاتب الإدارية، التي أنشئ معظمها حديثاً بدعم من البنك الدولي والاتحاد الأوروبي. كما أن الدمار طال عدة قاعات ومختبرات أخرى تم تدميرها بالكامل، إضافة لقاعات دراسية وملعب الطلاب وكذلك مبنى الطالبات الذي دُمّر فيه طابقان بشكل شبه كامل. ويصل حجم الخسائر التي لحقت بالكلية إلى 650 ألف دولار.

قصف جامعة الأقصى

تعرض مبنى كلية المجتمع الواقع في منطقة جورة اللوت للتدمير الكلي وهو مبنى قيد الإنشاء تقدّر تكاليف إعادة بنائه 1.234.285 دولار، كما تعرّض مقر الجامعة 'الحرم الجديد' للتدمير الجزئي، وتُقدّر تكلفة أضراره 21.500 دولار. كما تعرض مقر الجامعة في منطقة تل الهوى للتدمير الجزئي، وتُقدّر تكلفته 100 ألف دولار. كما تم تدمير مبنى الحرازين جزئياً، وتُقدّر تكلفة إصلاحه 36 ألف دولار، وكذلك تدمير مبنى المعهد الإسباني جزئياً، وتُقدّر تكلفة إصلاحه 100 ألف دولار.

قصف جامعة القدس المفتوحة

تم تدمير مبنى منطقة شمال غزة التعليمية تدميراً جزئياً وكذلك مبنى منطقة غزة التعليمية ومبنى المنطقة الوسطى ومبنى منطقة خانيونس التعليمية.

تدمير كلية العلوم والتكنولوجيا

تم تدمير مبنى العلوم الهندسية والمخازن بصورة كاملة، وتُقدّر تكاليف إصلاحه 310 آلاف دولار وتدمير مبنى القاعات والإدارة وكلية العلوم بصورة جزئية، وتُقدّر تكلفة إصلاحها 40 ألف دولار.

استخدام قنابل الفسفور الأبيض المُحرّمة دولياً

بعد العديد من الشكاوى التي رفعتها المنظمات الحقوقية والدولية المختلفة، اعترف الجيش الإسرائيلي رسمياً باستخدام قذائف الفسفور الأبيض، المُحرّمة دولياً، خلال الحرب على غزة، مؤكداً بأنه سيجري تحقيقاً حول طريقة استخدامه وليس ضد المبدأ. وادعى الجيش بأنه استخدم قذائف مدفعية تحتوي قطع قماش مشبعة بمادة الفسفور، بهدف خلق ستار من الدخان لتغطية تحركاته، إلا أن المنظمات الدولية أكدت أنها قذائف مختلفة تنشر الفسفور في كل اتجاه فور انفجارها على الأرض.

الفريق المشترك للجنة الدولية والهلال الأحمر وجد في أحد المنازل أربعة أطفال جالسين بالقرب من جثث أمهاتهم، وقد بلغوا من الوهن درجة لم يعودوا فيها قادرين على الوقوف.

ففي فجر يوم الثلاثاء 06/01/2009 أقدمت طائرة حربية إسرائيلية على قصف منزل عائلة التايه الواقع في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، والمكوّن من أربعة طوابق، مما تسبب بمقتل 30 شخصاً من أفرادها، غالبيتهم من النساء والأطفال، دفنوا جميعهم تحت الأنقاض. عائلة التايه كانت ضمن عدد من العائلات والأسر التي أُبيدت جرّاء القصف الإسرائيلي العشوائي والمدمّر، كعائلة بعلوشة في مخيم جباليا، وعائلة بكر في شرق غزة وعائلة أبو عيشة في مخيم الشاطئ، وعائلة السموني في حي الزيتون الواقع في مدينة غزة، وغيرها العديد من العائلات، فعلى سبيل المثال:

- الأشقاء الأربعة رولا (سنة واحدة)، وبهاء (4 سنوات)، ورنا (12 عاماً)، وضياء (14 عاماً)، قتلوا بصاروخ من طائرة (اف 16) في وقت واحد.

- دنيا بعلوشة وأخواتها الأربع تمت إبادتهن دفعة واحدة.

- هيا حمدان (4 سنوات) وشقيقتها لما (9 سنوات) قُتلتا بصاروخ.

- الطفلة شهد أبو حليمة (عام ونصف العام) وجدت جثتها متفحمة تحت الأنقاض.

- الطفلة آلاء جابر، براءة شلحة (6 أعوام)، والطفل عامر بعلوشة والطفل يحيى الحايك، والطفل محمد سموني وقائمة طويلة حولتهم القذائف والصواريخ إلى أشلاء.

- لقد هزّت الطفلة جميلة الهباش كلّ وجدان وضمير، تلك التي فقدت ساقيها عندما كانت تشارك أطفالاً آخرين اللعب حين فاجأهم طيار إسرائيلي بقذيفة فسفورية.. كما أن منظر الطفل لؤي صبح الذي فقد بصره أدمى القلب كذلك.

التأثير النفسي والصحي على الأطفال

آثار الحرب لا تقتصر على قتل الأطفال وتهديد حياتهم وإصابتهم بإعاقات دائمة، فهناك تأثيرات نفسية عميقة مباشرة، تلقي بظلال ثقيلة ومرعبة عليهم، فالصدمات التي يتعرضون لها جراء إطلاق الصواريخ والقنابل والرصاص تجعل هؤلاء الأطفال يعانون من عدم القدرة على النوم، والتبول اللاإرادي والتلعثم في الكلام، بالإضافة إلى إصابتهم باضطرابات نفسية تشعرهم بالخدران وتصيبهم بشعور القلق والخوف، جرّاء تعرض عشرات الآلاف منهم للقصف الوحشي، وتدمير منازلهم ونزوحهم، لدرجة أصبحت فيها كل المنازل غير آمنة، وكذلك المدارس والجوامع والمستشفيات والمؤسسات الأهلية والمدنية.

وظهر جلياً أن إسرائيل لا تحترم القانون الدولي، وتحديداً اتفاقية جنيف الرابعة والتي تعتبر أن حماية المدنيين مبدأ أساسي للقانون الإنساني الدولي، وأنه يُمنع بأي حال من الأحوال الاعتداء عليهم، بل يتوجب الإبقاء عليهم وحمايتهم، وتؤكد أيضاً أن إسرائيل وتحت حجج واهية، وغير مقبولة فلسطينياً ودولياً، تقتل الأطفال صباح مساء، ليصبح هذا القتل بالجملة، وهم في أحضان آبائهم وأمهاتهم، حيث ظهرت على جثثهم اليانعة بصمات هذه الحرب المجنونة من تفحم وتقطيع للأشلاء، وبتر الأعضاء.