خبر نعجة الفقير في جبل الهيكل.. هآرتس

الساعة 10:35 ص|11 مارس 2009

بقلم: نداف شرغاي

حكومة القدس تمتعت طوال سنوات من حقيقة ان اليهود كانوا يقلقون من زيارتهم لجبل الهيكل (الحرم الشريف). "وجع الرأس" هذا كان بعيدا عنها في حينه. والان ها هو الواقع يتغير. الاجماع التوراتي الذي حظر على اليهود الدخول الى الحرم انكسر. المزيد من الحاخامات يسمحون لليهود بزيارة جبل الهيكل، وعدد متزايد من اليهود يطلبون زيارة المكان قياسا بالسابق.

الشرطة لا تنجح في التكيف مع هذا الواقع الجديد. هي في حيرة وبلبلة ولا تعرف كيف تتصرف في الحرم، المكان الاكثر حساسية في العالم والموقع الاكثر قداسة للشعب اليهودي. لم يتبق الكثير لليهودي في جبل الهيكل: المذبح المقدس ليس موجودا. الصلاة في المكان محظورة. اثار جبل الهيكل في المكان تتعرض للتدمير وساحات المساجد تحولت الى بؤرة تحريض دينية وشوفونية ضد دولة اسرائيل.

"نعجة الفقير" اي اخر ما نملكه مما ابقاه لنا الحكم الاسرائيلي في جبل الهيكل، والحد الادنى من الحد الادنى هو حق زيارة المكان المقدس لليهود من دون الشعور بانهم مقيدين ومحتقرين وانهم يقومون بظلم احد ما والاعتداء على حقه. هذا الحق الطبيعي مرسخ من خلال قانون حماية الاماكن المقدسة الذي ضمن شكليا حرية الوصول لابناء كل الديانات. ولكن الان عندما تغيرت الفتاوي الشرعية التوراتية وتحولت النظرية الى واقع هناك في الشرطة – ليس رسميا طبعا – من يعتبرون ذلك شبه تهديد للامن العام ويحرصون على مراكمة العراقيل الكبيرة امام زيارة اليهود للمكان خصوصا زيارات المجموعات.

الطوابير الطويلة التي تمتد امام بوابات جبل الهيكل، رغم ان المكان مفتوح لليهود فقط في ساعات الصباح "ساعات العمل" ومغلق في ايام الجمعة – السبت، يدلل على الاهتمام اليهودي المتزايد بهذا المكان. ولكن حقيقة ان احدا ما يقوم بتنظيم ونقل مجموعات من اليهود الى الحرم من معلوت، ونتانيا، والخضيرة ومن كل ارجا ء البلاد تزعزع رجاحة عقل اطراف ما في الشرطة. هذه الصورة المكونة من الاف اليهود فوق الجبل، يهودا ذوي هيئة دينية – يهودية وليست اسرائيلية – علمانية او سياحية – تعتبر في نظر الشرطة وعن غير حق سبب للتهديد ومظهرا يشكل خطورة على الامن العام في جبل الهيكل وواقع يتوجب كبحه والتصدي له.

هذا الامر ينطبق بصورة خاصة على المعاملة والموقف من السكان الاصوليين والمتدينين – الوطنيين الذين هم بطبيعتهم مهتمون بالجانب الوطني والديني والتاريخي والثقافي في جبل الهيكل. لا يعقل ان يقف اليهود في طوابير طويلة خلال ساعات امام بوابات الحرم وان تقيد الشرطة دخولهم في مجموعات صغيرة وتحظر اخرين من الدخول قبل ان يخرج من سبقوهم وان يتعاملوا الشرطيون وموظفوا الاوقاف مع كل يهودي ذو هيئة دينية ياتي لبوابات الحرم كمشتبه به ويقوم بنبش اغراضه ويرسل معه مرافقا شخصيا طوال زيارته للحرم.

هناك شيء ما اساسي جدا قد تشوش في تفكير وعقل المسؤولين عن الحرم في شرطة اسرائيل. هذه المسألة القائمة على حرية الوصول والزيارة لجبل الهيكل للجميع عموما ولليهود خصوصا، ليست هبة او منة. حرية وصول اليهود الى اقدس مقدساتهم يحظر ان تكون جزءا من منظومة التوازنات التي تستخدمها الشرطة في جبل الهيكل او جزءا من سياسة العصا والجزرة وسياسة خذ وهات مع الاوقاف والسلطة الفلسطينية والاردن. هذه الحرية شرعية. هذا ما قررته الحكومة وهذا ما قرره القانون. على الشرطة ان تستوعب ذلك وان توضح للجانب الاسلامي بكل تنوعاته وتياراته ان هذه الظاهرة طبيعية بالنسبة لنا كما تعتبر الصلاة في المساجد طبيعية في نظرهم.

هنا شك في كون الزيادة المباركة لعدد الراغبين في زيارة جبل الهيكل تهديدا للسلامة العامة والامن العام، ولكن حتى ان كان الامر كذلك فمن الواجب تولي امر الطرف المهدد وليس الطرف الخاضع للتهديد. ان كانت المستويات الميدانية في شرطة القدس لا تدرك هذا الامر فعلى احد ما من الاعلى ان يوضح لهم ذلك.

يجب سد الطريق على الاستفزازيين اليهود وهذا ما يحدث، ولكن التعامل مع الاف اليهود الذين يزورون جبل الهيكل كطرف استفزازي وبالاساس – منحهم الشعور بانهم يزورون اقد س مقدساتنا في ظل رعاية حكم اجنبي بعد ان حرموا من حقهم الطبيعي بالصلاة في المكان – كل هذا تشويش للمنطق السليم وسير في طريق التيه والظلال.