خبر سيد تقريباً.. هآرتس

الساعة 10:34 ص|11 مارس 2009

بقلم: آلوف بن

رئيس الوزراء ايهود اولمرت ينهي فترته كـ "سيد تقريبا". هو فشل في تحقيق اهدافه الكبرى:- انهاء الاحتلال في المناطق والتصدي للمشروع النووي الايراني، بينما فقد انجازاته في تعزيز مكانة اسرائيل على المستوى الدولي بعد حربه في غزة. المقاطعة التي فرضها على حماس آخذة في الضعف، سوريا اوقفت المفاوضات من قبل ان تنضج وبامكان اولمرت ان يفاخر فقط في تدمير المفاعل السوري الذي لا يتحدث عنه علنيا.

"كنت على مسافة شعرة من التسوية مع الفلسطينيين" قال اولمرت في احدى مناسبات الوداع التي اقيمت على شرفه. هو اراد بالتأكيد الثناء على نفسه الا ان الشعرة هي ما يفصل بين قائد يترك من ورائه تركة تاريخية – بن غوروين، بيغن، رابين او شارون – وبين خاسر كانت نواياه ذات قيمة الا ان تنفيذه على الارض كان فاشلا. "ما العمل الواقع يتصرف احيانا بصورة مخالفة لتوقعاتنا" قال بآسى ومرارة.

حرب غزة كانت التعبير الصارخ عن ضعف قيادة اولمرت:- هذه المرة لم يعرف متى يتوقف كما حدث مع حرب لبنان الثانية من قبل. بدلا من توجيه صفعة موجعة للعدو والعودة الى التهدئة، اسرائيل انجرت لقتل لا داعي له لمئات المدنيين الفلسطينيين ولم تنجز شيئا:- لا استسلام حماس ولا اطلاق سراح جلعاد شليت ولا حتى الردع في مواجهة الصواريخ.

تصريحات اولمرت حول السلام وعملية انابوليس التي وفرت له دعما دوليا فقدت من قيمتها مع ازدياد عدد القبور في غزة. اسرائيل تعرضت لقطع للعلاقات بينما دخلت علاقاتها مع تركيا ومصر في ازمة والمتظاهرون ضدها في الخارج اكثر غضبا من اي وقت مضى. ادارة اوباما تبدي بعدا موضوعيا عن اسرائيل في محاولة للظهور بمظهر الوسيط النزيه في الشرق الاوسط والاقتراب من ايران وسوريا.

وان لم يكن ذلك كافيا سيكون من الصعب تخيل نهاية اكثر مأساوية لولاية اولمرت من بيان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "امان" في جلسة الحكومة هذا الاسبوع اذ قال ان ايران قد "اجتازت العتبة التكنولوجية" التي توصلها للقنبلة النووية وان المسالة قد اصبحت من الان فصاعدا "مسألة استراتيجية". اولمرت ليس مذنبا في ان ايران قد تقدمت في مجال تخصيب اليورانيوم او في ان العقوبات القليلة التي فرضت عليها لم تتمخض عن النتائج. ولكن تصريحاته في السنوات الاخيرة ("المسألة الايرانية تشغلني اكثر من اي شيء آخر" و "انا اريد ان اقول لمواطني اسرائيل ان ايران لن تمتلك القنبلة النووية") اثارت الانطباع بوجود ما يمكن الاعتماد عليه وانه قادر على ايقاف القنبلة النووية. اولمرت على ما يبدو سلى نفسه بفكرة قصف ايران وحصل على رد سلبي من جورج بوش. ولكن حتى ان تغلبت الظروف الخارجية عليه فالنتيجة كانت فشلا ذريعا.

هذه الاخبار السيئة هي فرصة كبيرة لبنيامين نتنياهو. في عام 1996 ورث بطلا السلام رابين وبيرس وفي هذه المرة سيكون خليفة القائد يفتقد للشعبية معدوم البصمات والاثر في تاريخ الدولة. بامكان نتنياهو ان يكون المصحح الاكبر ومفاجأة "العالم" بصورة ايجابية وتغيير صورته كيميني ومتطرف وعنيد.

خسارة ان نتنياهو سيهدر الوقت على المناكفات الفارغة في قضية "حل الدولتين". هو مثل سلفه ملزم بـ "خريطة الطريق" التي تقود نحو الدولة الفلسطينية وليس ملزما بقول اكثر من ذلك خصوصا انه لا يوجد شريك فلسطيني موثوق للتسوية. الآن نتنياهو سيحظى بتقدير العالم ان تجنب سياسة سلفه القائمة على القوة ووفى بوعده بالارتقاء بالاقتصاد الفلسطيني من خلال خطوات ستبرز ان دخل للمفاوضات مع سوريا. وان رغب بالمفاجأة في خطوة "تحطم التعادل". سيمرر المبادرة العربية مع بعض التحفظات في الحكومة كما فعل شارون مع خريطة الطريق.

فهل هو قادر؟ امام نتناهو تحديان اثنان:- الاول سيكون قدرته على التغلب على معارضة جهات الامن وتخفيف نظام الاغلاقات والحواجز في المناطق. هذا لن يكون سهلا فنتنياهو لم يكن جنرالا مثل شارون او رابين وعلاقاته مع الجيش تميزت في الماضي بالارتياب المتبادل. ولكن التحدي الاكبر من ذلك سيكون بيبي نفسه. هل سيكرس مكانته على اساس "لا يحبونني" ويعود الى صراعه العدمي ضد النخبة "اليسارية" والاعلام والمؤسسة الرسمية – ام انه سيتصرف كرجل دولة. قراره تشكيل حكومة يمين والتنازل عن الوحدة يذكر ببيبي القديم. فهل سيتصرف بصورة مغايرة عندما سيستبدل اولمرت – هذا سيكون اختباره.