خبر لا تتركوهم لليبرمان.. يديعوت

الساعة 10:33 ص|11 مارس 2009

بقلم: غادي طؤوب

افيغدور ليبرمان في وزارة الخارجية هو تقريبا الشيء الاخير الذي تحتاجه اسرائيل. في كل مكان تطأه قدمه ستقول الصحافة المحلية ان الممثل الرسمي لدولة اسرائيل هو ذاك الذي يقترح سحب المواطنة من عرب اسرائيل. لا ينقصنا كارهون يقولون: قلنا لكم، الصهيونية هي عنصرية. دولة يهودية هي دولة أبرتهايد. مع ليبرمان في الجبهة سيكون من الصعب علينا ان نشرح بان أفكاره، التي تتعارض مع روحنا الديمقراطية، تتعارض وموقف الصهيونية، المبنى الدستوري لاسرائيل ووثيقة استقلالها.

ولكن ليبرمان تلقى حقيبة الخارجية لانه حظي بـ 15 مقعدا ولا شيء يمكنه أن يكنس هذه الحقيقة تحت البساط. الاحزاب الصهيونية حقا، التي تؤمن بدولة يهودية وديمقراطية، من اليمين واليسار، ملزمة بان تأخذ هذا بالحسبان. عليها أن تسأل نفسها كيف حصل هذا ومن اين أتت هذه الريح.

معظمها تتفادى بشكل عام مسألة علاقات الاغلبية اليهودية والاقلية العربية. اليمين يميل الى تجاهل ضائقة عرب اسرائيل واليسار يميل لان يكون يقظا فقط لضائقتهم وعليه فيمر بصمت تام تجاه ما لا ينسجم مع الشراكة المدنية.

في الوسط يوجد جمهور مقترعين كبير، انطباعاته عن الاقلية العربية تستند اساسا الى سلوك النواب العرب. والانطباع الذي يحدثه هؤلاء النواب هو اكثر من مجرد مضلل. بعضهم يخرق القانون حقا حين يؤيد علنا دولة عدو في اثناء الحرب. آخرون يتلذذون، وليس لدي كلمة اخرى لذلك، باستفزاز الاغلبية. باسم حق الاقلية في تقرير المصير يتنكرون لحق الاغلبية في تقرير المصير. ويدوسون عن قصد على الاعصاب المكشوفة في الجانب اليهودي.

هذه الاستفزازات تبعث المزيد فالمزيد من المقترعين الى حضن ليبرمان. وهو يقترح حلا غير اخلاقي، غير ديمقراطي، لمشكلة علاقات الاغلبية والاقلية، ولكنه يقترح شيئا، او هكذا يبدو الامر (عمليا هو لا يقترح أي شيء: ليس لاقتراحاته أي تغطية).

لعله حان الوقت، بالتالي، كي نبدأ في تناول المسألة بمزيد من الجدية. ضائقات عرب اسرائيل – التمييز في تخصيص المقدرات، التمييز في التشغيل، الاراء المسبقة المضادة لهم – هي موضوع مشتعل، يحتاج الى عناية مكثفة. وحسب يفعل اليمين اذا ما استوعب هذا الامر: ضائقة متصاعدة لن تشجع على المواطنة الموالية. ولكن اليسار ايضا، من جانبه، ينبغي أن يتعلم شيئا ما.

الاستفزاز غير مكبوح الجماح وعديم المسؤولية من جانب النواب العرب لا ينبغي قبوله بأي تفهم. صحيح أنه لا ينبغي اخراج الاحزاب عن القانون – فهذا ليس حكيما – ولكن لا ينبغي تجاهل التأييد للعدو في إبان الحرب. لا ينبغي الصمت على نزع الشرعية عن حق اليهود في دولة.

ولا حاجة فقط الى الاجابة، بل والى المبادرة بسياسة: القضاء على التمييز من جهة، والاصرار على واجبات المواطنة من جهة اخرى. لا اختبارات ولا تهديدات بسحب المواطنة ولكن مثلا خدمة وطنية في اطار الوسط العربي (خلافا للنواب العرب، فان اغلبية هائلة بين الجمهور العربي تؤيد مثل هذه الخدمة: 74 في المائة، حسب استطلاع اجراه البروفيسور سامي سموحة).

لن يكون هناك سبيل لشل فعالية الليبرمانية اذا واصل ليبرمان تصوير نفسه بانه الوحيد الذي يتجرأ على الرد على استفزازات النواب العرب والوحيد الذي يقدم اجابة على مسألة علاقات الاغلبية والاقلية. ينبغي للاحزاب الصهيونية، جميعها، ان يكون لديها موقف، وينبغي أن يكون لديها جواب. هذه مسؤوليتها.