خبر مفاوضة في ماذا؟.. معاريف

الساعة 10:32 ص|11 مارس 2009

بقلم: شلومو غازيت

تحتل المسيرة السياسية مكانا جميلا في النقاشات السياسية التي تصاحب التفاوض في تأليف الحكومة المقبلة. فمن جهة – مطلب لا لبس فيه لضمان استمرار وجود التفاوض بين اسرائيل والفلسطينيين، ومن جهة اخرى – انتقاد للحكومة المنصرفة، التي تجري منذ ما يقرب من ثلاث سنين محادثات في اعلى مستوى وهي لا تبرح مكانها. هؤلاء واولئك على حق.

انما لا يختلف فيه – التفاوض بين الطرفين – اجري على نحو متصل، لكن لم يحرز اتفاق. وشيء اخر لا يختلف فيه هو ان الطرفين يعلمان ما الذي منع احراز الاتفاق. فقد طلب من الطرف الاسرائيلي اعتراف بحقوق 1967، وفيها القدس، كأساس للحدود الدائمة بين الدولتين، وفي حال اتفق على تعديلات لهذه الخطوط ستحتاج اسرائيل الى ان تعوض الفلسطينيين بأراض تساويها في مساحتها ونوعيتها. اما الطرف الفلسطيني فطلب اليه اعتراف رسمي بانتهاء النزاع، مع التخلي عن عودة اللاجئين الفلسطينيين الى داخل اسرائيل. والى ذلك لن تعلن اسرائيل ولا الفلسطينيون التنازل المطلوب منهما الا اذا ضمن مقدما ان الطرف الثاني مستعد هو ايضا للتنازل المتوقع منه.

يعلم الطرفان ويدركان جيدا هذا الواقع، ومع ذلك كله يصران على الاستمرار على اجراء محادثات واتصالات بشرط عدم الاعتراف بالفشل. فالاعتراف علنا بالفشل سيوجب عليهما تبني استراتيجية بديلة وهما يريدان منع ذلك.

يوجد بديلان متطرفان للمفاوضة التي لا تتقدم. فبديل اسرائيل – الذي يراه اليمين القوماني – واستمرار الاستيطان الكثيف تمهيدا لضم مناطق يهودا والسامرة الى اسرائيل في قصد الى اقرار حكم ذاتي لـ "أناس"، للسكان الفلسطينيين، مع أمل ان يفضل هؤلاء مغادرة البلاد.

وبديل الفلسطينيين – تجديد الكفاح المسلح، في اقصى مدى بهدي من زعمهم ان "اسرائيل لا تفهم الا القوة!". سيكون هذا الكفاح المسلح مصحوبا بمعركة سياسية – دولية لسلب اسرائيل الشرعية.

يوجد ايضا ثلاثة ابدال معتدلة في هذا الوضع. بديل اسرائيل – تبني خطوات على هيئة الانفصال قبل 5 سنين، عندما انسحبت اسرائيل الى ما وراء الخط الحدودي الذي حددته من طرف واحد، من غير ان تحاول التوصل الى اتفاق مقدم على مستقبل المنطقة التي انسحبت منها. وبديل الفلسطينيين – انشاء دولة فلسطينية ذات سيادة في المنطقتين أ و ب ، مع ابقاء نقاش الحدود الدائمة لهذه الدولة للمستقبل. بمقابلة ذلك تسعى الى احراز اعتراف من الامم المتحدة وتجنيد التأييد الدولي للدفاع عن الدولة في وجه اسرائيل. والبديل الدولي هو تدخل جهات خارجية تخشى الاثار الخطرة للطريق المسدود على دول المنطقة والعالم كله وفرض حل على اسرائيل وعلى الفلسطينيين.

عندما تكون هذه هي الابدال، يسهل فهم ارادة اسرائيل وارادة السلطة الفلسطينية الاستمرار في التظاهر كأنما المفاوضة في التسوية عند نهايتها.