خبر بيع نتنياهو.. معاريف

الساعة 10:31 ص|11 مارس 2009

بقلم: شموئيل روزنر

في غضون ثلاثة اشهر او اربعة ستفقد سفارة اسرائيل في واشنطن ممثليها ذوي الخبرة والمكانة الرفيعة. السفير، سالي مريدور، استقال في الاسبوع الماضي. وجرمي ايسسخاروف الذي يحل في المكانة الثانية ويمكث منذ اربع سنين في العاصمة الامريكية سيغادر في الصيف. سيكون لرئيس الحكومة الجديد بنيامين نتنياهو ولوزير خارجيته المرتقب – ربما افيغدور ليبرمان – ربما بمشاورة نائبه المرتقب في وزارة الخارجية داني ايلون، سلف مريدور في المنصب، فرصة للحيرة من جديد: اي نوع سفير تحتاج اسرائيل في واشنطن؟

كان تعيين ايلون سفيرا نوعا من الخطأ. ان كان سفيرا ناجحا، فليس ذلك بفضل اريئيل شارون وشمعون بيرس. فقد ارسلاه على انه مصالحة سياسية، لا على انه عمل سياسي واع. اراد شارون دوري غولد الذي كان في الماضي سفيرا في الامم المتحدة، واراد بيرس داني غليرمان، الذي حصل اخر الامر على العمل في الامم المتحدة، واقترح شارون سالي مريدور ورفض بيرس. عين ايهود اولمرت خلفه شارون مريدور اخر الامر. يذكر غولد احيانا على انه مرشح لتولي المنصب من خلف اولمرت نتنياهو. وهذه لعبة مقاعد ليست لها بداية ولا نهاية.

حل ايلون في منصبه محل دافيد عبري، الذي كان في الماضي قائد سلاح الجو، ونائب رئيس هيئة الاركان والمدير العام لوزارة الدفاع. تعد ولايته مشكلة. في البنتاغون وفي مجلس الامن القومي استمعوا الى تحليلاته باهتمام، لكن عبري كان رجل اعلام سيئا، ولم يمتز في لعبة حفلات الكوكتيل في واشنطن. ولم يكن تعيينه اصلا موضوعيا بالضبط. فقد فضل رئيس القيادة السياسية – الامنية لايهود باراك داني يتوم ابعاد عبري عن القدس وعن اذان باراك. وكانت واشنطن هي الحل المحترم والقريب. تولى سلف عبري، زلمان شوفال وقتا قصيرا فقط عندما دعاه نتنياهو مذعورا تقريبا، ليحل محل الياهو بن – اليشير، وكان ذلك تعيينا سياسيا من دافيد ليفي.

في سلسلة طويلة من التعيينات في واشنطن، يمكن ان يعد مريدور موضوعيا جدا. كان في دعايته اقل تلطفا من ايلون. فله صوت ضعيف وقوة حضور مريبة. ومن جهة ثانية ليس مريدور هو عبري. اي انه نجح في ان يجد سبلا الى القيادة السياسية، التي تلقت منه تحليلا موثوقا به، والى الساحة العامة. انما اعوزه في حضوره المعلن اتمه بتوجيهات هادئة لاصحاب الاعمدة الكبار.

اليكم ما يجب على نتنياهو ان يبحث عنه لكي يوجد له سفير ممتاز كهذا: من المهم ان تعلم واشنطن ان ما يقوله السفير يمثل رئيس الحكومة. اذا كان ايضا سفيرا لطيفا فذلك شيء حسن – لكن ليس من السهل دائما التأليف بين الامرين. في فترة ولاية اسحاق شامير رئاسة الحكومة ساد تصور فحواه انه افضل ان يكون الموظفون اكثر صرامة من رئيس الحكومة لا ألين منه وهكذا يمكنون قائدهم من ان يكون الشخص الطيب المتساهل (نسبيا بطبيعة الامر في حالة شامير). ومن جهة ثانية جعل ذلك موظفي شامير اقل ودا.

ستكون لنتنياهو وليبرمان مشكلة في الصورة صعبة منذ اول يوم في المنصب. ولذلك من المهم ان يتولى في واشنطن شخص خبير بقدر كاف لكي يبدأ العمل من الفور، بغير فترة تكيف طويلة. لن تستطيع حكومة يمين – متدينين الاختباء وراء السفير – حتى لو جاء من اليسار العلماني – لكنها ستحتاج الى الاستعانة به لكي يبين ان الشيطان الاسرائيلي ليس فظيعا. سيكون هذا مهما على نحو خاص مع ادارة ديمقراطية يتولى المناصب فيها عدد غير قليل من الموظفين لا يرون نتنياهو الزعيم المفضل عندهم. وسيكون هذا مهما ايضا في العمل ازاء كونغرس فيه اكثرية ديمقراطية تشعر ان اسرائيل اهملتها شيئا ما في السنين الطويلة التي سيطر فيها الجمهوريون على تل الكبيتول. وسيكون مهما ازاء ادارة اوباما في المرحلة الحاسمة التي بدأت فيها صياغة سياسية جديدة. لهذا يجب ان يحدث الامر سريعا ايضا.