خبر لماذا يجب معارضة صفقة اطلاق جلعاد شليت.. اسرائيل اليوم

الساعة 10:30 ص|11 مارس 2009

بقلم: مئير اندور

1.لا يستطيع المجتمع الاسرائيلي ان يسمح لنفسه بموجات ارهاب تضرب مواطني الدولة كما حدث بعد صفقات اطلاق المخربين السابقة. نحن ذوو خبرة للاسف بالمخربين الذين اطلقوا في اطار صفقات قاتلة في الماضي وعاودوا قتل وذبح مواطني دولة اسرائيل.

تبين المعطيات ان ثمانين في المائة من المخربين الذين اطلقوا عاودوا الاشتغال بالارهاب، وكان ثلاثون من اعمال التفجير على الاقل في السنين الاخيرة قد نفذها مخربون محررون او ارسلهم اناس كهولاء. ان احساسا فظيعا بخيبة الامل يصحب العائلات التي كان يمكن منع معاناتها كلها لو لم يطلق اولئك المخربون.

هذا الاحساس بخيبة الامل يصعب احتماله عندما يعلم ان حكومة اسرائيل قد تعاودوا الخطأ وتطلق موجة ارهاب اخرى الى شوارع اسرائيل.

2.على قادة الدولة واجب اخلاقي نحو مصابي الارهاب. يجب على القادة ان ينظروا في عيون عائلات الاسرائيليين الـ 177 الذين قتلهم في السنين الاخيرة مخربون محررون وان يضمنوا انهم تعلموا من اخطاء الماضي الفتاكة ولن يراجعوها مرة اخرى.

3.هل سيستطيع رئيس الحكومة النظر في عيون عائلات الضحايا الذين سيقتلون او يخطفون في المستقبل نتاج هذه الصفقة القاتلة؟ هل سترسل اسرائيل ممثلها الرسمي للمشاركة في جنائزهم؟

4.ان اطلاقا بالجملة للمخربين يهدم الردع الذي نجحت قوات الامن في احداثه للمخربين في سنين طويلة وجهد لا نهاية له. ان الاطلاق الجماعي يلغي بمرة واحدة عمل جميع العاملين في نطاق قوات الامن ومخاطرتهم بانفسهم لاحداث ردع وعقوبة من يمسون بمواطني دولة اسرائيل. اطلاق المخربين يهدم ركيزتنا الاخلاقية لارسال ابنائنا للمخاطرة بحياتهم في مطاردة المخربين والقتلة، لانهم يعلمون ان التضحية بحياتهم يمكن ان تكون عبثا. ان الثمن الذي يطلب الى اسرائيل دفعه يجعل العاملين في الامن يسألون انفسهم هل تضحيتهم ضرورية، ام ان الامر كما قال محاربون ضعفاء لانفسهم في حرب لبنان الثانية والفاشلة: "لا يجب الانتحار من اجل كل مهمة".

5.سبيل اعادة شليت، وسبيل منع اختطافات اخرى ايضا، هي عرض تهديدات مضادة، تشتمل على العقوبة بالموت لمخربين قتلوا اسرائيليين بعمليات جماعية، اذا لم يطلق المختطفون شليت او اذا اجترأوا على المس به. من المحقق انه يحتاج ها هنا الى نفس طويل وعلم انه بلا تضحية لن ننجح في مكافحة الارهاب. نريد ان يكون الثمن الذي دفعناه شخصيا، مقرونا بعزاء ان اسرائيل لا تخضع للارهاب، واننا نستطيع برغم كل شيء ان نسير في شوارع اسرائيل في امن. اصبنا واخترنا الا نكتم بعد بل ان نقوم وان نحارب ولهذا نطلب من الاخرين ايضا ان يسيروا في الطريق نفسها.

6.ان جزءا رئيسا من تأهيل مصابي الارهاب هو العلم بان القاتلين والمخربين يقضون عقوبة في سجن اسرائيلي. من اجل تأهيل المصابين، طور العالم الغربي قوانين تمنح المصابين مكانة خاصة كطرف شرعي في دعاوى العقوبة، والتوسل ومتابعة قضاء العقوبة. ان اطلاق المخربين يشوش على التأهيل ويفتح الجروح من جديد، مع العلم بان المخربين يسيرون بحرية، ولا يعاقبون وقد يصيبون مرة اخرى مواطنين ابرياء بل قد يصيبونهم هم مرة اخرى.